الجميع يهرب من النار والاغلب منهم يريد الجنة ، لكن هل عمل احدنا لما ينجيه من الاولى ويكافؤه بالثانية قال تعالى : { تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا } ،فهي ليست ارضاً سحرية يطأها من كانت معه الجنيات كما تُصور لنا افلام الكارتون ، او هي ارض العجائب ممزوجة بالخيال وتحقق الامنيات التي تدخلها (أليس في بلاد العجائب) بل هي ارض عمل وحصادُ زرع الدنيا فيها ، قا ل تعالى : (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) ،وهي ارض حفّت بالمكاره ولايُخدع الله في جنته ابدا .
عمل وسهر وكدٌ وتعب للبدن وللجوارح فيما يرضي الله تعالى ، والدخول بذلك لحصن التقوى والعمل والاتباع والحب والموالاة ، هنالك يتزلزل الانسان وتخرج سرائره التي طالما اخفاها على الناس (يوم تبلى السرائر فماله من قوة ولاناصر)،
هو احب فلان لمصلحة وكره فلان لان لانفع بصحبته ، وهي تبرجت وتزينت وتعدّت بالحدود والجحود ، وهو سرق وارتشى وارتطم بالربا ولم يخرج الحقوق الشرعية ، هي تميعت مع الغرباء وتعززت مع الزوج ، هو لم يغض البصر واتبع سبيل الظلم والطالمين، هي اغتابت ودخلت ابواب النميمة والهمز واللمز .... وهكذا هي وهو كلاهما دخلا بوابة الذنوب باوسع ابوابها ، فهل بعد الذنوب تكون الجنة ....!!!!
الاّ ان شملتهما ابواب العطف والرحمة الالهية ودخلا حصن التوبة المنيع ليكون جسراً لهما لجنةٍ فيها مالاعين رات ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر(( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ)) سورة الواقعة .
( وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد )
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : علي بن أبي طالب حلقة معلّقة بباب الجنّة من تعلق بها دخل الجنّة (20).
[ بحار الأنوار ] ، الجزء : 39 ، الصفحة : 201 ـ 206
عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ أنَّهُ قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ: "أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللَّهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِه" .
قال لي رسول اللّه ص (أنت أول من يدخل الجنة. فقلت يارسول الله: أدخلها قبلك!؟ قال: نعم؛ إنّك صاحب لوائي في الآخرة، كما إنّك صاحب لوائي في الدنيا، وحامل اللواء هو المقدّم.ثم قال يا علي: كأنّي بك وقد دخلتَ الجنة، وبيدك لوائي، وهو لواء الحمد تحته آدم ومن دونه) العلل:1/173
وسأل أحدهم الصادق عليه السلام :
" قلت له جعلت فداك شوّقني فقال يا أبا محمّد انّ من ادنى نعيم الجنة ان يوجد ريحها مسيرة الف عام من مسافة الدّنيا وانّ ادنى اهل الجنّة منزلاً لو نزل فيه الثقلان الجنّ والانس لوسعهم طعاماً وشراباً ولا ينقص ممّا عنده شيئاً وانّ ايسر اهل الجنّة منزلة من يدخل الجنّة فيرفع له ثلاث حدائق فاذا دخل ادناهنّ رأى فيها من الازواج والخدم والانهار والثمار ما شاء الله ممّا يملأ عينيه قرّة وقلبه مسرّة" .
ومن هنا فعلى الانسان العاقل الواعي ان لايضيع هذه الفرصة الثمينة التي مُنحت له ولمرة واحدة ، وبعدها الفوز او الخسران.







وائل الوائلي
منذ 5 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN