يا أبا ذر احفظ ما اوصيك به تكن سعيدا في الدنيا والاخرة.
يا أبا ذر : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ.
يحث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الوصية المباركة ابا ذر (رضوان الله عليه) على يعمل بها ليحظى بسعادة الدنيا والاخرة .
فان الراحة وطمأنينة النفس الإنسانية هي افضل مقياس لتحقق السعادة التي يسعى الانسان لنيلها، لان جميع مصاديق السعادة الاخرى تعود في نهاية المطاف الى راحة وطمأنينة النفس واستقرارها ، فان الثروة ، والشباب ، وتناول الطعام اللذيذ والتمتع بكل اللذائذ الاخرى التي تعتبر من مصاديق السعادة، تتحول جميعها الى مرارة وتفاهة وبدون فائدة ، ما لم تكن مقترنة براحة الروح وطمأنينة النفس، عندما تتمتع النفس بالطمأنينة والراحة فان الانسان يستطيع التمتع بكل اللذائذ التي تحقق له السعادة.
وان النبي الاكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)قد وضع للمؤمنين كافة وبوضوح بالغ – نوع الدواء الذي يحتاجه الانسان ليحقق السعادة في الدنيا والاخرة ، اي ليعيشوا دائما في راحة واطمئنان ، لان هذه الخصوصية ستؤثر على الجميع مظاهر ومصاديق السعادة.
ويجدر بالإنسان المتدين ان يهتم كل الاهتمام بوصية النبي الاكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) ويعمل وفقها لتحقيق السعادة، ولان السعادة ليست لغزاً معقدا يحتاج إلى إعمال الفكر والخيال والتصوّر وغيرها لمعرفة حلّه! وإنما هي امتثال وعمل وهمّة ومثابرة وبذل الجهد المطلوب في سبيل تحصيل ما يسعى لتحقيقه الانسان وليصل الى درجة السعادة، فأيّ شيءٍ نطلبه في هذه الحياة يحتاج إلى جهدٍ كبير ، وعمل دؤوب لكي نحصل عليه ، فكيف إذا كان هذا المطلوب متعلّقاً بالسّعادة!! فان السعادة في هذه الأيّام صارت شبحاّ نسمع به ولا نراه أو لا نعيشه.
فان الإسلام شرع الأحكام، ووضح الضوابط التي تكفل للإنسان سعادته الدنيوية في حياته الأولى التي يعيشها , إلا أن الاسلام يؤكد بأن الحياة الدنيا التي يعيش فيها الانسان والتي عبر عنها بالحياة الاولى ليست سوى سبيل إلى الآخرة، وأن الحياة الحقيقية التي يجب على الانسان أن يسعى لها هي حياة الآخرة وهي الحياة الثانية ، فقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)( النحل :97)، وقال تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) (القصص:77).
فان الحياة الاخرة والتي عبر الاسلام عنها بالحياة الثانية هي السعادة الدائمة الخالدة، وهي مرتبة على صلاح المرء في حياته الدنيا، قال الله سبحانه وتعالى: (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ) (النحل : 30).







وائل الوائلي
منذ 5 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN