يسكن مع زوجته واولاده..في بيت من الطين..يروي يوم من حياته..يقول في يوم من الايام العصيبة خرجتُ للبحث عن عمل ولكني لم افلح في ذلك..عندها أيقنتُ ان اولادي سينامون هذه الليلة وهم جياع..انتهى النهار..وانا في دوامة اليأس والقهر.. دنا المغيب واقترب الليل..بدأت النجوم تتلألأ بضيائها..والناس تغلق ابواب مساكنها باباً بعد اخرى..ساد الظلام..دخلت المدينة في سكون الليل..انتهى الضجيج..استلقى الناس كلٌ في بيته وبين افراد اسرته..لكن عيني بقيت مفتوحة بانتظار الامل..لعل احد الاخيار يسعفني وعيالي بكسير خبز..اولادي.. يلتفون حول امهم وفي عناق مع بعضهم البعض..من شدّة الجوع الذي اخذ منهم مأخذه..وهم في حالة يأسٍ وانكسار.. بدأت الأم تعانقهم بشدة لتخفف من آلام أحشائهم الخاوية..
يسألني كبيرهم..سؤالٌ فيه يأسٌ..من حصوله على عشاءٍ لهذا اليوم..وكان يحلم بكسير خبز..أبي هل تأتي لنا صباحا بفطور؟؟؟الصمت هو جوابي..بعدها نزلت الدموع من عينَي دون ارادتي..ذهبت خارجاً..وانا في حسرة تليها حسرات..يارب..كل الابواب قد اُغلقت الاّ بابك فهي أملي وملجأي..يارب انت من اوصى عباده برعاية الفقير..وهاهم عبادك قد أوصدوا الابواب ولم يعلموا أن جارهم جائع لايملك كسير خبز لعياله..فان لم تنقذني وعيالي فمن لي في عتمة هذا الليل؟؟اسألك يارازق الكائنات الصغيرة في ظلمات البحور..أن ترزقني برحمتك يارحمن وياغفور..
عدت للبيت وقد خَلدَ الاولاد وامهم الى النوم..وهم جياع..لا اعلم كيف ناموا ولكن ربما هو الامل من اعانهم على ذلك..وبقيت اتجول داخل المنزل وقد اخذ الحزن يلفّ أحشائي..عشت لحظات قاسية..بين صمت وأنين..احسب وكأن اللحظات صارت سنين..يارب ماذا افعل وانا العاجز المسكين..اي باب اطرق بعد بابك؟ يارب خذ بيدي فانا انتظر فرجك في كل حين.. لاتتركني بعد ان تركني وهجرني الزمان واهله..خرجت هائما لاستغل ظُلمة الليل والناس نيام.. لابحث عن شيء احضره للصباح..توجهت الى احياء بعيدة خوفا من ان يعرفني احد..بدأت ابحث في القمامات..وأدُور من قمامة الى اخرى..بحثا عن شيء..أي شيء...يشد بطون الجائعين..بدأت أعثر هنا على خبز..وهنا على فاكهة ذابلة..وهناك على بقايا رأس من البصل..أخرجت أكياسي لأملأها..جمعتُ بعض الخبز وفتات أغذية..ملأتُ أكياسي..عدتّ مسرعا كي لايراني احدا وقد بدأ الفجر بالبزوغ..مع شروق الشمس بدأت أحلم بيوم افضل من الأمس..عدت لاولادي وانا احمل لهم بعض ماكانوا ينتظرون..هكذا كان حالي منذ بدأت الحروب تغزو بلادي ومعها جاءت لصوص الاوطان ليسلبوا كل شيء..وسلبوا منا حتى كرامتنا..مع كل ذلك بقي أملي بالله كبيرا ولابد انه سيلتفت الينا يوما ..
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به..)
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كان الناس زمانا.. الجار يتفقد جاره حتى وان كان حاله ميسورا..اغلب الناس يعيشون في تآخي وتراحم ويعرف غنيهم فقيرهم ولكن اليوم ربما اصبح الجار لايعرف حتى اسم جاره وكيف يعيش..لكم الله يافقراء شعبي..







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN