المكان: مدرسة متوسطة في مدينة كربلاء المقدسة.
الزمان: اليوم الثاني عشر من شهر نيسان، عام 2030م.
الأستاذ: ما أمنيتك يا أحمد .. يقول أصدقائك إنه يوم ميلادك؟
أحمد: نعم يا أستاذ .. وأتمنى أن أسافر عبر الزمن.
الطلبة ضاجّين بالضحك: يسافر عبر الزمن! هههههه
الأستاذ مبتسماً: وماذا ستفعل لو استطعت ذلك؟
أحمد: سأعود الى الماضي ..
الأستاذ: الى أي عام ستعود من الماضي؟
أحمد: الى مثل هذا اليوم من عام 2016م.
الأستاذ: ولم هذا التأريخ تحديداً ؟
أحد الطلبة مستهزئاً: لكي يحضر ولادته ويضحك على نفسه يوم ولد أقرعاً بحجم الكرة ههههه
الأستاذ: أخرس أنت! أكمل يا أحمد .. لماذا؟
أحمد والدموع ملئت عينيه: لكي أرى والدي في ذلك اليوم.
الأستاذ وقد خيّم صمت على المكان؛ متأثرين بأمنية هذا الشاب ودموع عينيه: ولم ذلك اليوم تحديداً يا أحمد؟
أحمد: إنه يوم ولادتي ويوم استشهاد أبي .. اليوم الذي أقبلت فيه على هذه الدنيا ورحل هو عنها .. إنه يوم مصيري في حياتي.
الأستاذ متأثراً: رحمه الله .. ولكن كيف وأين استشهد؟
أحمد: إستشهد في أحدى مناطق تكريت مع الحشد الشعبي رغم علمه بيوم ولادتي إلا إنه التحق بأصدقائه ولم يترك الميدان .. قالوا بأنه قتل عندما كان يحاول إخراج طفل أخذوا أمه وبقى وحيداً في منطقة حاصرها الأعداء .. أخرجه ووصل به الى بر الأمان لكن سرعان ما أرداه القناص قتيلاً.
الأستاذ: كم كان بطلاً شجاعاً وستكون مثله إن شاء الله بعد أن تنجح وتكمل دراستك وتنتقم له من الجهل والجهلة بالعلم والمثابرة .. لا عليك يا أحمد فوالدك نال منزلة لا تقدّر بثمن ولولاه ما كنا ندرس هنا اليوم .. نحن ندين له بالكثير ولك كذلك .. لا تبك يا ولدي بل إفرح لانك إبن ذاك الرجل الشجاع، رجل الحشد الذي نُصب له اليوم في كل مدينة تمثال وفي كل قلب مدينة .. إننا نعتز بوجودك بيننا أيها الوريث .. وريث الدم المقدس لرجل الحشد المقدس .. صفقوا له أيها الطلاب وتعالوا نحتفل بذكرى ولادته الآن ونذهب غداً مع بعض لزيارة قبر والده رحمه الله.







وائل الوائلي
منذ 5 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN