لكل شيء في حياة الانسان جانبان احدهما اسود والاخر ابيض فالانسان يغير حاله مع الله ونفسه والناس من حوله على الوجه او الجانب الذي يتخذه سبيلا ويعتبره طريقا فالله جل وعلا أحل الحلال وحرم الحرام ؛ ليقيم للانسان انسانيته كدولة يحرص على نفسه اولا ، من خلال الالتزام بالقوانين الهادفة والتشريعات الواعية والواعدة لتحقيق امله وغايته وفق المصادر التي يمتلكها و المعطيات المادية والمعنوية التي لابد ان يحرص على المحافظة عليها وتطويرها .
الواقع المجتمعي يشهد تطورا كبير يحتاج الى الثقافة التي يستلزم توفيرها وفق الممكن حتى يمكن من خلالها تحصين الانسان وفق النظم الهادفة والعابرة به نحو بر الامان والواضعة له على جادة الطريق الواعي ، ولايخفى ان من آفات قتل المروءة والروح بقلب الانسان هي آفة السهر السلبي التي تضعضع حاله وتمزق افكاره لترديه شيئا فشيئاً حطاما دون وعي ولا امل ، فالكثيرون يسهرون بدون معنى او اعتبار لهدف سامي او علم ناتج او غاية مطورة او البحث عن وسيلة منجية كل هدفهم متابعة الفلم المنشود والمسلسلة الممتعة والبحث عن برامج التواصل الاجتماعي وقتل الوقت الذي وصف كأنه السيف الحاد ان لم تقتله قتلك .
الفظيع بالامر هناك الطبقة التي يجب ان تحافظ على وقتها وتعد الالزم ليومها التالي وهي فئة الطلاب المجهدون بتحضير واجباتهم لكن وعلى الاغلب هناك الكثير منهم من لايحسب حسابا لمقدار راحته التي تعد الواجب الرئيسي للمحافظة على خلايا عقله وجسده الذي يستمد من خلاله قوة التعامل مع الحدث العلمي والواجب الدراسي ، وواقعا هي ليست دعوة لأماتة الوقت بالنوم والبحث عن استراحات طويلة فالوقت مقسم بين علم ونوم وطعام واحتياجات خاصة عائلية واجتماعية فإماتة الوقت بين النوم والسهر هي من كبريات الآفات التي بولغ بأتخاذ البعض لها كوسيلة.
كما ان للسهر والنوم الطويل شر لايمكن اخماده فالجسد من خلالهم وبسببهما يكون معرضا لامراض قد لايمكن علاجها ، وهنا يكمن سؤال هو كيف يمكن الخلاص من آفتي السهر والنوم الطويل ؟
التخلص منهما بسيط جدا :
اولا : تنظيم الوقت حسب الاحتياجات المطلوبة والملحة من مواعيد وواجبات وحقوق.
ثانيا : الثقافة المطلوبة بمعرفة مضاره مثل اضرار السهر من غوش العينين وضعفهما كما النوم الذي يسبب ضعفا بالقلب وتصلبا للشرايين وقد أكد على ذلك قوله (ص) : " اياك وكثرة النوم ؛ فأن كثرة النوم تدع صاحبها فقيرا يوم القيامة" .
اذن ومما تقدم يحتاج هذا الى عمل هادف ووعيٌ ناجع للتخلص من هاتين الآفتين اللتين باتتا معاول تحطيم لأجيال يمكن بناء بلد محتاج لكل مقدوراتهم الفكرية والبدنية ، كما على الاسر الكريمة تنظيم مواعيد افاقتهم ونومهم ؛ حتى يمكن تربية ابنائها على احترام الوقت والمنع من استنزافه ، والتحذير من السهر ؛ لكونه مورث رئيسي للبعد عن الله والايمان والعبادة وبالتالي الاضرار بالنفس وحقوقها الدينية والعبادية ، وبالتالي مجتمعها الذي على الدوم بحاجة لجميع عناصره الذين يمثلون مكوناته وهيأته الثقافية والفكرية .







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN