من دروس عاشوراء// أعداد : زهراء حكمت
تم نشره بالملف التعليمي / مجلة رياض الزهراء
موكب رقية (ع)
مازلنا بحديثنا عن المدارس والشذرات التربوية ، لكن موضوعنا يختلف قليلا هذه المرة ، فهو ليس درساً نظريا لحب ال البيت (ع) وليس مجموعة نصائح تُقدم بالاصطفاف الصباحي ، وكذلك هو ليس قصصاً نقرأها ولا كلمات نكتبها على السبورة ، انه درس حب وولاء لنربط أطفالنا باطفال آل البيت وقلوبهم بقلبهم الطاهر .
انه درس مُزجت فيه الدروس كلها لنجتمع بحبيبة الحسين (ع) وعزيزة قلبه الصغيرة رقية ...
صغيرة بسنوات عمرها وكبيرة بشأنها وقدرها ومنزلتها عند الله عز وجل .
ولن اُطيل بالمقدمة لكن سادخل لخفايا هذا الموكب المهيب الذي يجمع بنات المدرسة وعوائلهم ، وتحت نظر الإدارة وموافقة الكل يبدأ التجمع بحسينية قريبة من المدرسة ومع العوائل آباء وامهات ومعلمات وعوائل المعلمات .
وبعد تناول وجبة الغداء وترتيب المجاميع والطالبات بصفوف مرتبة وتقسيم الفرق من الطبول الكبيرة وضاربيها أولا وبعدها الأطفال وهم شُعث وغُبر الوجوه يحملون على جباههم قطعة كُتب عليها((لبيك يارقية)) ، ومن ثم العوائل والأهالي والكوادر التربوية ، ليستمر الموكب مشيا الى ضريح وقبر ابيها الحسين ، مع القصائد الملقاة من قبل الأطفال والتي تُبكي لفجاعتها الصخور الصم ، ومع دموع الأطفال وبكائهم فقلوبهم لاتتحمل الضيم بل هي كسحابة بيضاء تحمل الدفء والحب للخير وللجميع .
والدرس هنا اعظم واكبر للطالبات ، لانهن بكل خطوة بهذا المسير يتعلمن درساً ، ويأخذن عبرة، ويذكرن موقفا من مواقف الحيرة والحر والجهد والتعب وألم الأسر والفقد على قلوب صغيرة لاتستطيع على ذلك صبراً ولاتجد من دونه ملجأ، وتستجلي تلك العبر سنة بعد أخرى حقائق وانواراً قيمة بقلوب ترعرعت على حب محمد واله والاستشعار بعظم مظلوميتهم (ع) ،وهذا هو الدرس الذي لن توصله مواعظ ولن تحويه كلمات اصطفاف ، ولن تستجليه قصص نقصها على الاسماع من دون ان تكون واقعا معاشا..
نعم من الجميل والمهم والنافع ان نذكر ابناءنا وبناتنا باننا على العهد سائرون ولانهم قادتنا وهم مظلومون ، لكن مع ذلك نحتاج للدروس العملية .
وأيضا نجد من تلك الدروس العملية التأكيد على الخدمة الحسينية لابنائنا الصغار او حتى الأكبر سنا بتعليمهم الانضواء بالمواكب وتوزيع الطعام على الزائرين ، وهذا مما سيكسبهم مكارم الاخلاق أولا ، وسيذيب قلوبهم ويصهرها ببودقة الخدمة الحسينية ثانيا ، وأيضا فان هذه الذكريات ستبقى راسخة ومتجذرة في عمق ذاكرتهم الجديدة ، فكثيرا مانرى أشخاصا كباراً بل كهولا يستذكرون أيام الخدمة الحسينية بالصغر ولبسهم السواد ولطم الصدور ، وعزاء الزنجيل .
نعم انه الحُب والعزاء يحفر اخاديداً ووهاداً كبيرة في قلب صغير من المستحيل ان تُمحى آثارها ، وهذا هو سلاح التربية الحسينية التي تُنشيء قلبا مسلحاً ضد موجات الغرب الكافر ، ملتحفا بحبٍ وولاء يأسر الروح والجوارح معا ، ومبرقعا بثوب من الحياء والعفة الزينبية لكل فتاة سائرة على خُطى العقيلة (ع) .
انه الولاء والوفاء ، وكيف لايتعلم الولاء من تتلمذ بدروس عاشوراء ، وعاش الوفاء صوراً مترجمة بظل حامل اللواء وكافل الحوراء (ع) .







وائل الوائلي
منذ 5 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN