استذكاراً للمناسبة الأليمة لهدم مراقد أئمة البقيع " عليهم السلام" ومقاماتهم المباركة في الثامن من شوال سنة 1344هـ/ 1926م، تلك الفاجعة التي يندى لها جبين الإنسانية وانتهكت فيها حرمة المقدسات الإسلامية، وأدمت قلوب المؤمنين الموالين، حيث أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وبرعاية أمينها العام خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، برنامجاً دينياً خاصاً في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، شارك فيه سماحة السيد منتظر الحيدري بمحاضرة قيّمة استعرض خلالها أهمية البقيع من الناحية الدينية والحضارية، التي شرّفها الله بأن تضم الأجساد الطاهرة للأئمة "عليهم السلام"، وأشار إلى ما تعرضت إليه من هدم للأضرحة المقدسة في من الثامن الشوال سنة 1344 هـ، من قبل التك#فيري#ين المجرمين أعداء الله والإنسانية الذين أرادوا بمحاولتهم إطفاء نور الله وانتهاك حرمات المسلمين.
وبيّن السيد الحيدري أن المأساة التي تعرض لها أئمة البقيع "عليهم السلام" تعلمنا الصبر والثبات في مواجهة الظلم، مهما كانت الظروف قاسية.
كما تطرق سماحته إلى بعض الجوانب العقائدية والأخلاقية التي أصبح اليوم مجتمعنا الإسلامي بأمسِّ الحاجة إليها والتوكيد على تطبيقها والالتزام بها من خلال مراقبة الإنسان لنفسه ومحاسبته لها، وذلك وفق ما بيّنه لنا الثقلان كتاب الله القران الكريم وما جاءت به العترة الطاهرة "عليهم السلام".
كما تخلل البرنامج العزائي مشاركة المنشد عبد العظيم الحسناوي بقراءة القصائد والمراثي، بحضور جموع المؤمنين ممن توافدوا لإحياء هذه المصيبة الخالدة.
من الجدير بالذكر أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، تجدد مطالبتها بإعادة بناء تلك المراقد الشريفة، مؤكدةً على ضرورة الاضطلاع بالمسؤولية تجاه هذا الإرث الروحي والتاريخي العظيم.