ألقى أستاذ الحوزة العلميَّة العلَّامة السيِّد أحمد الصافي، المحاضرة العلميَّة السادسة لشرح دعاء أبي حمزة الثمالي في شهر رمضان المبارك 1446هـ، بحضور مسؤولي العتبة العبَّاسيَّة المقدَّسة وخَدَمتها وجمعٍ من الفضلاء وطلبة العلوم الدينيَّة. المحاضرة تأتي ضمن سلسلة المحاضرات التي قدَّمها سماحتُه خلال السنوات الماضية، في شرح دعاء أبي حمزة الثمالي المرويِّ عن الإمام السجَّاد(عليه السلام)، وانطلقت في هذا الشهر الفضيل مجدَّدًا لإتمام شرح ما يتعلَّق بهذا الدعاء ومضامينه. وتطرَّق سماحته في مستهلِّ حديثه إلى ما ذكره في المحاضرة السابقة حول مسألة البكاء في الدعاء التي تعدُّ من المسائل الصحيَّة في حياة الإنسان المؤمن مع الله تبارك وتعالى، وطلب الإمام (عليه السلام) في الدعاء بالإعانة على البكاء على نفسه، والشقاء المتمثل بجمود العين عند الإنسان وقسوة القلب.
وأشار سماحته إلى ما ذكره الإمام (عليه السلام) حول البكاء على النفس الذي يعكس عمق الوعي الذاتي والندم الذي يشعر به الإنسان عندما يتأمل في مسار حياته، والحذر من التسويف والأمل الزائف اللذين يُعدَّان من أكبر العوائق التي تمنع الإنسان من تحقيق أهدافه الروحيَّة والدنيويَّة. وتحدَّث حول ما جاء في الدعاء بخصوص عالم الذَّر وعالم الآخرة، وأهمية العمل الصالح في هذه الحياة الدنيا كوسيلة للنجاة في الآخرة، فكل لحظة يجب أن تكون محسوبة وموجَّهة نحو الخير، لأن الحياة قصيرة والعمر محدود، موضحا أن رسالة الإمام (عليه السلام) تدعو إلى اليقظة والتفكُّر في مصير النفس، وتحثُّ على استثمار الوقت فيما ينفع قبل فوات الأوان، فالإنسان مطالب بأن يكون واعيًا لأفعاله وأن يسعى جاهدًا لتحقيق الخير والصلاح قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم. رابط الحلقة كاملة: https://www.youtube.com/watch?v=KO4lvi_shY4