إيماناً بأهمية بناء جيلٍ واعدٍ يسهم في ترسيخ دعائم مجتمع أكثر وعياً وإشراقاً، تولي الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة اهتماماً بالغاً بشريحة الشباب الفتي الواعي والمثقف، إدراكاً بدورهم الحيوي في نهضة الأمة وصياغة مستقبلها، وانطلاقاً من هذا التوجه تسعى العتبة الكاظمية المقدسة متمثلة بأمينها العام خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري إلى تأمين بيئة ملهمة تُحفز الإبداع، وتعزز القيم الأصيلة لديهم، ليكون نتاج ذلك علماً نافعاً وعطاءً زاخراً يخدم المجتمع، ويعكس رسالة أهل بيت النبوة "عليهم السلام" بأبهى صورها، وامتداداً لهذه الجهود استضافت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في مسقف صحن باب المراد، حفل تكريم الطلبة والطالبات الأوائل المشاركين في (مسابقة ديني .. هويتي) بنسختها الثانية التي نظّمتها مؤسسة البقيع الثقافية تحت إشراف معتمد المرجعية الدينية العُليا الشيخ أحمد البغدادي، من خلال اختبارات تضمنت أسئلة شرعية وأخلاقية وابتلائية تتعلق بالحياة اليومية للطلبة، مما يسهم في تعزيز وعيهم الديني والأخلاقي، وتنمية معارفهم بأسلوب علمي رصين.
استهل الحفل بتلاوة من الذكر الحكيم عطّر بها أسماع الحاضرين القارئ حسين مع الله بعدها ألقيت كلمات بهذه المناسبة تناولت أهمية هذه المسابقة الفكرية وأهدافها السامية، وتسليط الضوء على الجهود المبذولة لإنجاحها، والإشادة والثناء على الجهود المباركة التي تقدّمها الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وهي تخطو خطواتها الكبيرة في الجوانب العلمية والثقافية والاجتماعية، ورعايتها لشريحة الطلبة والشباب.
كما شهد الحفل عرض فيلم يوثق أجواء اختبارات الطلبة المشاركين والأعمال الثقافية التي تقيمها مؤسسة البقيع الثقافية، وكان لفرقة إنشاد الجوادين مشاركة بأنشودة عنوانها: (ديني هويتي)، واختتم الحفل بتقديم درع تذكاري للأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة لجهودها المباركة، وتكريم المُحتفى بهم.
وتجسّد هذه الفعاليات الفكرية والتربوية رؤيةً راسخة في تنمية الوعي وتعزيز الهوية الدينية لدى الأجيال الصاعدة، حيث لا تقتصر على تكريم الفائزين الأوائل فحسب، بل تمتد لتكون منارة إشعاعٍ معرفي تُنير درب الشباب نحو التميز والإبداع، ومن هذا المنطلق تواصل الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة دعمها للمبادرات الهادفة، ساعيةً إلى ترسيخ أسسٍ لبناء مجتمعٍ يرتقي بعلمه وقيمه، وستظل بمسيرتها الحافلة بالعطاء حاضنة لكل جهدٍ يسهم في بناء مجتمع رائد ومتقدم، مستلهماً نهجه من نور أهل البيت "عليهم السلام".