أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2014
![]()
التاريخ: 21-3-2016
![]()
التاريخ: 2024-09-18
![]()
التاريخ: 2024-09-14
![]() |
علم التفسير:
هو علم يعرف به فهم كتاب الله تعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وبيان معانيه وأحكامه وحكمه واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف، وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ([1]).
وعلم التفسير هو أحد العلوم النقلية التي اشتغل بها المسلمون لفهم معاني القرآن الكريم وبيان آياته الكريمة وتوضيح غامضها وكشف المراد منها، وقد كان النبي محمد صلى الله عليه وآله يُعَرّف أصحابه فعرفوه وعرفوا سبب نزول الآيات ومقتضى الحال منها منقولًا عنه، ونقل ذلك عن الصحابة وتداول ذلك التابعون من بعدهم ولم يزل متناقلاً حتى صارت المعارف علوماً فدونت الكتب ونُقلت الآثار الواردة فيه عن الصحابة والتابعين فوضعها المفسرون في تفاسير متعددة([2])، ومنها ما نقله أبان بن تغلب التي سنورد منها جوانب مرتبة بحسب سور القرآن الكريم وعلى النحو الآتي:
أ- التخيير بين القصاص والدية:
إنّ سائر الشعوب والأمم على اختلافهم ما كانت تخلو من القصاص في القتل وان لم يضبطه ضابط تام حتى جاء الإسلام وسلك في ذلك مسلكاً وسطاً اذ أثبت القصاص وأجاز معه العفو والدّية، وقد ورد في القرآن الكريم تبيان لأحكام القصاص منها في قوله تعالى: {... فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَان...}([3]).
وفي تفسير هذه الآية نقل أبان بن تغلب عن ابن أبي نجيح عن ابن عباس الذي قال: ((كانت بني إسرائيل إذا قتل منهم القتيل عمداً لم يحل لهم إلا القود([4]) وأحلت لكم الدية فأمر هذا أن يتبع بمعروف وأمر هذا أن يؤدي بإحسان ذلك تخفيف من ربكم)) ([5]).
إنّ المقصود بالاتباع بمعروف هو ولي المقتول الذي يعفو أي يترك القصاص ويرضى بالدية عليه أن يرفق في طلب الدية، وعلى القاتل أن يؤدي ما عليه من دية بإحسان أي على وجه جميل وأن يتبع ما أمر الله تعالى في إعطاء ولي المقتول ما يصالحه عليه ويرضى به منه، وإن جعل الدية والعفو خياراً مع القصاص هو تخفيف من الله تعالى ورحمة للناس وحقناً للدماء([6]).
ب- التمسك بالقرآن وأهل البيت (عليهم السلام) :
لا ريب أنّ القرآن المتكفل بهداية البشر في جميع شؤونهم وأطوارهم في مختلف أدوارهم الضامن لهم نيل السعادة الكبرى في العاجل والآجل اعتنى بأمر المجتمع ودعا الناس الى سعادة الحياة وطيب العيش مجتمعين، فقد وردت فيه آيات كثيرة داعية إلى الاتحاد والاتفاق ومنها قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا}،([7]) ومن الروايات الواردة في تفسيرها ما رواه أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: نحن حبل الله الذي قال الله: {وَاعْتَصِمُوا...} فالمستمسك بولاية علي بن أبي طالب المستمسك بالبر فمن تمسّك به كان مؤمنًا، ومن تركه كان خارجًا من الإيمان) ([8]).
وقال الطبرسي (ت:548هـ) ([9]): قيل في تفسير حبل الله أقوال منها: أنّه القرآن والثاني أنّه دين الله أيّ الإسلام والثالث ما رواه أبان بن تغلب، والأولى حمله على الجميع، لما قاله أبو سعيد الخدري، عن النبي محمد صلى الله عليه وآله أنّه قال: ((أيها الناس إني! قد تركت فيكم حبلين إن أخذتم بهما، لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)) ([10]).
ج- في الحسد:
إنّ الحسد من أخطر الصفات وأكبر المعاصي وأشرها وأفسدها للقلب وهو من جحود فضل الله، وقد ورد ذكر الحسد في القرآن الكريم ومنه قوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا اتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِه...}([11])، وقد روى في تفسيرها أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)قال: (نحن المحسودون)([12]).
والظاهر أنّ المراد من قول الإمام جعفر بن محمد (عليه السلام)لأبان بن تغلب هو أن النبي محمداً (صلى الله عليه وآله) وآل بيته (عليهم السلام) كانوا عرضةً للحسد لما أعطاهم الله من الفضل والعلم([13]).
د - في الكون مع الصادقين:
الصدق هو من الصفات الكريمة ومن أشرفها التي تؤدي إلى سمو الإنسان ورفعته وهو أحد الأركان التي عليها مدار نظام المجتمع لذا عُني الإسلام بها، ودعا لأن يتخذ حامل هذه الصفة أسوة حسنة، فقد روى أبان بن تغلب عن الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: {... اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} ([14]) قال: ((كونوا مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) ))([15] ).
وكانت هذه الخصلة واضحةً في أفعال الإمام علي (عليه السلام)وأقواله فهو من الصادقين حقاً.
هـ- تهديد الباري عز وجل لمشركي قريش:
لقد بعث الله عز وجلّ لوطاً (عليه السلام) إلى قومه الذين كانوا يأتون الفاحشة ما سبقهم بها أحد من العالمين، وما كان جواب قومه له إذ وبخهم على فعلهم القبيح إلا أن قالوا أخرجوا لوطاً وأهله ومن كان على دينه من قريتكم. فأنجاه الله وأمطر على قومه مطراً من حجارة من سجيل أهلكهم بها لأنهم كذبوا لوطاً ولم يؤمنوا به([16])،فضربهم الله مثلاً للنبي صلى الله عليه وآله، وقد جاء في تفسير قوله عز وجل {... وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}([17]) الذي أورده أبان بن تغلب عن مجاهد: ((إن يصيبهم ما أصاب القوم))([18]).
والمراد منه أن الله عز وجل كان يتهدّد مشركي قريش إن لم يؤمنوا فيعذبوا بها([19] ).
و- من أنباء الرسل:
إنّ القرآن الكريم اتّخذ من القصة أسلوباً لتأكيد بعض المفاهيم الإسلامية لدى الأمة الإسلامية وإن نزول القصة جاء لمعالجة روحية تتعلق بحوادث مختلفة كانت تواجه النبي صلى الله عليه وآله ([20])وإن الله سبحانه وتعالى يقص على النبي صلى الله عليه وآله قصص الأنبياء وما واجهوه ومقاومتهم للمعاندين وانتصارهم من أجل تقوية قلب الرسول صلى الله عليه وآله والمؤمنين الذين يلتفون حوله([21])، وفي الآية المباركة: { وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} ([22]) فقد أورد أبان بن تغلب عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ} ((في هذه السورة))([23]).
لقد ورد في تفسيرها عدة آراء منها ما رواه أبان وقيل أيضاً ما جاءك في هذه الأنباء وقيل ما جاءك في هذه الأزمان وقيل ما جاءك في الدنيا والأول أصح، والتقدير وجاءك في هذه السورة الحق مع ما جاءك في سائر السور([24]).
ز- القرآن تبيان لكل شيء:
روي عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام): أنّ الله تبارك وتعالى لم يدع شيئاً تحتاج إليه الأمة إلا أنزله في كتابه([25])، وقد قال الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} ([26])وقد روى أبان بن تغلب عن مجاهد في تفسير قوله عز وجل{تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} ((ما أحل الله لهم وحرم عليهم)) ([27]).
ح- بيان أن الجنة والنار لا يفنيان:
إنّ من بين الدلائل العقلية التي يقيمها العلماء على ضرورة وجود الآخرة والمعاد، هو أن الظلم في الدنيا لا بدَّ له من حكم عدل وإن مات الظالم على ظلمه فليس من العدل إسدال الستار على ظلمه إلى الأبد، وإنمّا يحكم العقل بضرورة وجود ذلك اليوم، وقد أورد أبان بن تغلب عن سليمان الاعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ((يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف بين الجنة والنار ويذبح، ويقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت، ثم قرأ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ... } ([28]) قال: ذبح الموت، {وهم في غفلة...} ([29]) قال: في الدنيا)) ([30]).
وتأويل [ذلك] بوجهين أحدهما أن يخلق الله تعالى كبشاً ويخلق فيه الموت فإذا رأوه عرفوه ثم يفعل الله سبحانه فيه فعلاً يشبه الذبح ويعدمه ذلك الفعل حتى يأمل أهل الجنة فيزدادوا سروراً وييأس أهل النار فيزدادوا حزناً والثاني أنه تمثيل بعدم الموت لأن الموت لما عدم في حق أهل الدارين صار بمنزلة الكبش الذي يذبح([31]).
ط- أدب الأنبياء:
أدب عام أّدّب الله سبحانه وتعالى أنبياءه (عليهم السلام) وجرى لهم سنة جارية على أن لا يتحرّجوا في ما قسم لهم من الحياة، ولا يتكلفوا في أمر من الأمور إذ كانوا على الفطرة والفطرة لا تهدي إلا الى ما أعطاها الله بما يلائمها في نيله([32] )، وإذ يقول عز وجل وهو من التأديب بأدب جامع:{ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}([33])وفي تفسير قوله عزّ وجلّ: {كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ} عن أبي مريم قال: سمعت أبان بن تغلب يقول سألت الإمام جعفر بن محمد عليه السلام فقال:((الرزق الحلال))([34]).
وفي ذلك يرى ابن كثير([35]) أن الرزق الحلال عون على العمل الصالح فقام الانبياء (عليهم السلام) بهذا أتمّ القيام وجمعوا بين كل خير قولاً وعملاً ودلالة ونصحاً فجزاهم الله عن العباد خيراً.
([1]) البرهان، الزركشي: 1/13.
([2]) ينظر: تاريخ الإسلام، د. حسن إبراهيم حسن: 1/409.
([3]) سورة البقرة: الآية 178 .
[4] القود: القتل بالقتيل. ينظر: العين، الخليل: 5/196.
([5]) المعجم الكبير، الطبراني (ت:360هـ)، تحقيق وتخريج: حمدي عبد المجيد السلفي: 11/77- 78.
([6]) ينظر: فقه القرآن، الراوندي (ت:573هـ)، تحقيق: أحمد الحسيني: 2/400 .
([7]) سورة آل عمران: الآية103.
([8])شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، الحاكم الحسكاني: 1/169.
([9]) مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقيق وتعليق: لجنة من العلماء: 2/356-357.
([10]) سورة البقرة: الآية 178 .
([11]) مجمع البيان، الشيخ الطوسي: 2/ 806.
([12]) تفسير فرات الكوفي:106.
([13]) تفسير فرات الكوفي:106.
([14]) سورة التوبة: الآية119.
([15]) تفسير فرات الكوفي:172-173.
([16]) جامع البيان، الطبري: 8/305-307.
([17]) سورة هود: الآية83.
[18] جامع البيان:12/125-126.
([19]) الدر المنثور في التفسير بالمأثور، السيوطي (ت:911هـ): 3/346.
[20] علوم القرآن، الحكيم:367.
([21]) الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ناصر مكارم الشيرازي: 7/105.
([22]) سورة هود: الآية120.
([23]) جامع البيان: 12/191.
([24]) ينظر التبيان: 6/87.
([25]) جامع البيان: 12/191.
([26]) سورة النحل: الآية89.
([27])يُنظر: جامع البيان: 14/211-212.
([28]) سورة مريم: الأية39.
([29]) سورة مريم: الأية39.
([30]) ذيل تاريخ بغداد، ابن النجار (ت:643هـ)، دراسة وتحقيق: مصطفى عبد القادر يحيى: 1/135.
([31]) شرح أصول الكافي، المازندراني: 12/159.
[32])) سنن النبي صلى الله عليه وآله، محمد حسين الطباطبائي (ت1412هـ)، تحقيق: محمد هادي الفقهي:43.
[33])) سورة المؤمنون: الآية51.
([34]) تفسير فرات الكوفي: 277.
[35])) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، (ت:774هـ): 3/257.
|
|
تحذير من "عادة" خلال تنظيف اللسان.. خطيرة على القلب
|
|
|
|
|
دراسة علمية تحذر من علاقات حب "اصطناعية" ؟!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تحذّر من خطورة الحرب الثقافية والأخلاقية التي تستهدف المجتمع الإسلاميّ
|
|
|