أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2016
![]()
التاريخ: 15-04-2015
![]()
التاريخ: 11-4-2016
![]()
التاريخ: 11-04-2015
![]() |
عندما واجه السجاد (عليه السلام) يزيد بتلك البلاغة والشجاعة [التي أبداها (عليه السلام) خلال خطابته الشجاعة الموجهة الى الناس بشكل عام والى الطاغية بشكل خاص ] أدرك يزيد انه خسر معركة القلوب بعد ان تغلب ظاهراً في معركة الأجساد , فحاول تدارك ذلك عبر أمرين :
الأول : إلقاء مسؤولية قتل الحسين (عليه السلام) على عبيدالله بن زياد والي الكوفة والتنصل منها شخصياً فقال موجهاً خطابه للسجاد (عليه السلام) : لعن الله ابن مرجانة أما والله لو أني صاحبه ما سألني خصلة أبداً إلا أعطيته إياها و لدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي ولكن قضى الله ما رأيت يا بني كاتبني بكل حاجة تكون لك وانه سيكون في قومك أمور فلا تدخل معهم في شيء(1) فسكت زين العابدين (عليه السلام) ولم يجبه بشيء .
الثاني : تطييب خاطر السجاد (عليه السلام) مكراً وخداعاً عبر الإلحاح عليه إن كان له حاجة فقال الإمام (عليه السلام) في نهاية المطاف : أريد منك أن تريني وجه أبي وأن تعيد على النساء ما أخذ منهن ففيها مواريث الآباء والأمهات وإذا كنت تريد قتلي فأرسل مع العيال من يؤدي بهن الى المدينة .
وتلك المطالب الثلاثة تدخل ضمن منهج الإدانة الذي استخدمه الإمام زين العابدين (عليه السلام) في تعرية حكم بني امية :
1 ـ فالطلب برؤية أبيه الحسين (عليه السلام) هي إدانة واضحة لقاتليه فكيف يسمح الضمير الإسلامي لهؤلاء الفجار بقتل ابن بنت نبيهم (صلى الله عليه واله) وهم لا زالوا يقرون بالإسلام ديناً وبمحمد (صلى الله عليه واله) نبياً ؟ فهنا توجيه ضمني من السجاد (عليه السلام) بانحراف النظام الأموي الظالم عن مبادئ الإسلام .
2 ـ والطلب بإعادة ما أخذ من نساء آل محمد (صلى الله عليه واله) نهباً وسلباً هو إدانة ثانية لطريقتهم الوحشية بالتعامل مع ذرية الأنبياء (عليه السلام) ومواريثهم خصوصاً وان ما سلب من النساء كان من خصوصيات فاطمة الزهراء (عليه السلام) بنت النبي (صلى الله عليه واله) كمغزلها ومقنعتها وقلادتها وقميصها .
3 ـ والطلب بإرسال مع من يؤدي بالنساء الى المدينة على افتراض قتل السجاد (عليه السلام) صبراً فيه إدانة ثالثة للنظام السياسي الأموي فكيف يقبل الضمير الإسلامي قتل مريض ألّمت به علّته ؟ ولو كان الأمر لهم لقتلوه (عليه السلام) ولكنهم كانوا دائماً يخشون لوم العرب على فعلتهم .
وإذا كان زين العابدين (عليه السلام) يطالب بحق مهضوم فان يزيد أجابة بنفش درجة الظلم التي وضعها منهاجاً لحكمه فقال : أما وجه أبيك فلن تراه وأما ما أخذ منكم فيردّ إليكم وأما النسوة فلا يردهن غيرك وقد عفوت عن قتلك(2) وهو بذلك قرر ثلاث حقائق :
1 ـ إمضاء قتل الحسين (عليه السلام) كسياسة معلنة للدولة الأموية وبذلك فلا ندم ولا اعتذار في ذلك من قبل يزيد .
2 ـ الإقرار بعدم صحة سلب سبايا آل البيت (عليه السلام) وهو إقرار رسمي أموي بعدم صحة السبي لآل الرسول (صلى الله عليه واله) لكنه كان قراراً شكلياً لم يترتب عليه أثر رجعي بمعاقبة المجرمين الذين ارتكبوه .
3 ـ العفو عن قتل السجاد (عليه السلام) وهو لم ينم عن تبدل في أخلاقية الخليفة الطاغية بل ان الظروف الإجتماعية التي خلقها مقتل الحسين (عليه السلام) وخطبة السجاد وزينب (عليهما السلام) هما اللذان أثنيا يزيد عن قتله (عليه السلام) .
وروي ان رأس الحسين (عليه السلام) أعيد لاحقاً فدفن بكربلاء مع جسده الشريف (عليه السلام) وكان عمل الطائفة على هذا المعنى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكامل في التاريخ , ج 4 , ص 87 ـ 88 .
(2) اللهوف , ص 85 .
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|