التحقيق في معناه العام هو البحث عن حقيقة ضائعة، وكل مواطن شغوف بفطرته وطبعه، الى ان يحقق في كل ما يحدث امامه في هذه الحياة .فالأب عندما يرتاب في سلوك ولده يلجأ الى اسلوب من البحث والتحقيق مستهدفا الوصول الى اكتشاف الخلل الذي اصاب سلوكه، والفقيه العالم يحتاج الى التحقيق عندما يستشار في حديث مروي عن الرسول الكريم، فهو يحقق ويدقق في الرواية حتى يصل بها الى سند صحيح ،وعالم التاريخ يحتاج الى نوع معين من التحقيق.والتحقيق بمعناه الخاص هو ذلك التحقيق الذي يكون محله جريمة ارتكبت ضد المجتمع ،ويمكن تعريفه بانه مجموعة الاجراءات  التي تؤدي الى اكتشاف الجريمة ومعرفة مرتكبها ،تمهيدا لتقديمه الى المحكمة كي ينال عقابه (1) كما ويعرفه البعض الاخر انها الاجراءات (2)  لجمع الادلة التي تثبت الحقيقة في اي حادث او امر من الامور ادرايا او اقتصاديا او عسكريا او جنائيا، ومن الطبيعي ان تتبع الاجراءات وقوع الحادث فان كان اداريا كانت ادارية وان كان جنائيا كانت جنائية ويسمى التحقيق تحقيقا اداريا او تحقيقا جنائيا (3) ويعرف ايضا بكونها الوسيلة الى الحقيقة واحقاق الحق والحق من اسماء الله الحسنى انفرد به الخالق الاعظم جل وعلا وامرنا بالسعي اليه وتحقيقه(4) .

_______________________

1- سليم الزعنون، التحقيق الجنائي) المبادئ العامة للتحقيق الجنائي)،ج 1،ط 4،المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت،2001 ،ص 34 

2- يقصد بكلمة الاجراءات الاجراءات التحقيقية الاساسية، وتنحصر في اجراء الكشف في محل ارتكاب الجريمة، وتفتيش دور المشتبه بهم ومحلاتهم ،واستجواب الشهود ومناقشتهم، والاستعانة بالخبراء للقيام ببعض ما تستلزمه التحقيقات من الاعمال التي تتطلب كفاية فنية .مشار اليه لدى عبد اللطيف احمد، التحقيق الجنائي العملي،ط 9،شركة الطبع والنشر . الاهلية، بغداد، 1965 ،ص 5

3-احمد فؤاد عبد المجيد ،التحقيق الجنائي )القسم العملي (،ط 5،مطبعة وزارة الداخلية، بدون سنة طبع، ص 1

4- مشار اليه لدى به رهه م محمد ظاهر، تنظيم التحقيق الابتدائي في الجرائم، رسالة ماجستير، جامعة السليمانية ،كلية القانون، 2007،ص5.