أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-7-2017
![]()
التاريخ: 31-7-2017
![]()
التاريخ: 26-7-2017
![]()
التاريخ: 28-7-2017
![]() |
أخبار البرامكة و نكبتهم
كان خالد بن برمك كان من كبار الشيعة و كان له قدم راسخ في الدولة و كان يلي الولايات العظام وولاه المنصور على الموصل و على أذربيجان و ولى ابنه يحيى على أرمينية و وكله المهدي بكفالة الرشيد فأحسن تربيته و دفع عنه أخاه الهادي أراده على الخلع و تولية العهد ابنه وحبسه الهادي لذلك فلما ولي الرشيد إستوزر يحيى و فوض إليه أمور ملكه و كان أولا يصدر عن رأي الخيزران أم الرشيد ثم استبد بالدولة و لما ماتت بيتهم مشهورا بالرجال من العمومة و القرابة و كان بنوه جعفر و الفضل و محمد قد شابهوا آباءهم في عمل الدولة و استولوا على حظ من تقريب السلطان و استخلاصه و كان الفضل أخاه من الرضاع أرضعت أمه الرشيد و أرضعته الخيزران و كان يخاطب يحيى يا أبت و استوزر الفضل و جعفرا وولى جعفرا على مصر وعلى خراسان و بعثه إلى الشام عندها وقعت الفتنة بين المضرية و اليمانية فسكن الأمور ورجع وولى الفضل أيضا على مصر وعلى خراسان وبعثه لاستنزال يحيى بن عبد الله العلوي من الديلم ودفع المأمون لما ولاه العهد إلى كفالة جعفر بن يحيى فحسنت آثارهم في ذلك كله ثم عظم سلطانهم واستيلاؤهم على الدولة وكثرت السعاية فيهم و عظم حقد الرشيد على جعفر منهم يقال بسبب أنه دفع إليه يحيى بن عبد الله لما استنزله أخوه الفضل من الديلم و جعل حبسه عنده فأطلقه استبدادا على السلطان و دالة و أنهى الفضل بن الربيع ذلك إلى الرشيد فسأله فصدقه الخبر فأظهر له التصويب و حقدها عليه و كثرت السعاية فيهم فتنكر لهم الرشيد و دخل عليه يوما يحيى بن خالد بغير إذن فنكر ذلك منه و خاطب به طبيبه جبريل بن بختيشوع منصرفا به مواجهته و كان حاضرا فقال يحيى: هو عادتي يا أمير المؤمنين و إذ قد نكرت مني فسأكون في الطبقة التي تجعلني فيها ! فاستحيى هرون وقال : ما أردت ما يكره وكان الغلمان يقومون بباب الرشيد ليحيى إذا دخل فتقدم لهم مسرور الخادم بالنهي عن ذلك فصادروا يعرضون عنه إذا أقبل و أقاموا على ذلك زمانا فلما حج الرشيد سنة سبعة و ثمانين و رجع من حجه و نزل الأنبار أرسل مسرورا الخادم في جماعة من الجند ليلا فأحضر جعفرا بباب الفسطاط و أعلم الرشيد فقال: إئتني برأسه فطفق جعفر يتذلل و يسأله المراجعة في أمره حتى قذفه الرشيد بعصى كانت في يده و تهدده فخرج وأتاه برأسه و حبس الفضل من ليلته و بعث من احتاط على منازل يحيى و ولده و جميع موجودهم و حبسه في منزله و كتب من ليلته إلى سائر النواحي بقبض أموالهم و رقيقهم و بعث من الغد بشلو جعفر وأمر أن يقسم قطعتين وينصبان على الجسر وأعفى محمد بن خالد من النكبة و لم يضيق على يحيى و لابنيه الفضل و محمد و موسى ثم تجردت عنه التهمة بعبد الملك بن صالح بن علي و كانوا أصدقاء له فسعى فيه ابنه عبد الرحمن بأنه يطلب الخلافة فحبسه عنه الفضل بن الربيع ثم أحضره من الغداة و قرعه و وبخه فأنكر و حلف و اعترف لحقوق الرشيد و سلفه عليه فأحضر كاتبه شاهدا عليه فكذبه عبد الملك فأحضر ابنه عبد الرحمن فقال هو مأمور معذور أو عاق فاخر فنهض الرشيد من مجلسه و هو يقول سأصبر حتى أعلم ما يرضي الله فيك فأنه الحكم بيني و بينك فقال عبد الملك : رضيت بالله حكما و بأمير المؤمنين حاكما فإنه لا يؤثر هواه على رضا ربه ثم أحضره الرشيد يوما آخر فأرعد له و أبرق و جعل عبد الملك يعدد وسائله و مقاماته في طاعته و منا صحته فقال له الرشيد : لولا إبقائي على بني هاشم لقتلتك و رده إلى محبسه و كلمه عبد الله بن مالك فيه و شهد له بنصحه فقال : أطلقه إذا قال : أما في هذا القرب فلا و لكن سهل حبسه ففعل و أجرى عليه مؤنه حتى مات الرشيد و أطلقه الأمين و عظم حقده على البرامكة بسبب ذلك فضيق عليهم وبعث إلى يحيى يلومه فيما ستر عنه من أمر عبد الملك فقال : يا أمير المؤمنين كيف يطلعني عبد الملك على ذلك وأنا كنت صاحب الدولة و هل إذا فعلت ذلك يجازيني بأكثر من فعلك ؟ أعيذك بالله أن تظن هذا الظن إلا أنه كان رجلا متجملا يسرني أن يكون في بيتك مثله فوليته و لا خصصته فعاد إليه الرسول يقول : إن لم تقر قتلت الفضل ابنك فقال : أنت مسلط علينا فافعل ما أردت و جذب الرسول الفضل و أخرجه فودع أباه و سأله في الرضا عنه فقال : رضي الله عنك و فرق بينهما ثلاثة أيام ولم يجد عندهما شيئا فجمعهما و احتفظ إبراهيم بن عثمان بن نهيك لقتل جعفر فكان يبكيه و يبكي قومه حزنا عليهم ثم انتهى به إلى طلب الثأر بهم فكان يشرب النبيذ مع جواريه و يأخذ سيفه و ينادي وا جعفراه و اسيداه و الله لأثأرن بك ولأقتلن قاتلك فجاء ابنه و حفص كان مولاه إلى الرشيد فأطلعاه على أمره فأحضر إبراهيم و أظهر له الندم على قتله جعفرا و الأسف عليه فبكى إبراهيم و قال : و الله يا سيدي لقد أخطأت في قتله فانتهزه الرشيد و أقامه ثم دخل عليه ابنه بعد ليال قلائل فقتله يقال بأمر الرشيد و كان يحيى بن خالد محبوسا بالكوفة ولم يزل بها ذلك إلى أن مات سنة تسعين و مائة و مات بعده ابنه الفضل سنة ثلاث و تسعين و كانت البرامكة من محاسن العالم و دولتهم من أعظم الدول و هم كانوا نكتة محاسن الملة و عنوان دولتها.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|