أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2015
![]()
التاريخ: 5-11-2015
![]()
التاريخ: 23-5-2017
![]()
التاريخ: 23-5-2017
![]() |
مع أنّ المبادئ العسكريّة والتكتيكات الحربية في الوقت الحاضر تختلف عما كانت عليه في العصور الغابرة اختلافا كبيرا إلاّ أنّ مسألة تحصيل المعلومات حول العدوّ ومعرفة أسراره العسكرية، ومدى استعداداته ومبلغ قواه التي يستخدمها، ودرجة معنويات أفراده لا تزال على أهميتها وقيمتها، لم تتغير من هذه، بل ازدادت أهمية في العصر الحاضر ـ كما أسلفنا ـ.
فهي تشكل الآن أيضا مفتاحا في الحروب، ومنطلقا للانتصارات العسكرية.
على أن هذه المسألة قد اتخذت اليوم صبغة التعليم والتمرين، فقد أصبح لها اليوم كتب ومعاهد تتولى تعليم طرائق التجسس العسكري واساليبه، كما ويعزي قادة المعسكر الغربي والشرقي الكثير من نجاحاتهم إلى نجاحهم في توسعة دوائر التجسس ومنظماته التي تستطيع اطلاع أصحابها على معلومات دقيقة ومفصّلة عن خطط العدو وقواه، واماكن تمركزه وتواجده، وخطوط إمداده، وتموينه تمهيدا لإفشال تحركاته أو إجهاضها فورا.
من هنا استقر الجيش الاسلاميّ في منطقة تلائم مبادئ التستر بشكل كامل، ومنع عن أي عمل من شأنه انكشاف أسراره، كما أن فرقا مختلفة ومتعددة كلّفت بتحصيل وجمع المعلومات عن قريش وقافلتها وجيشها.
فكانت المعلومات التي توفرت لدى القيادة الاسلامية هي كالتالي :
الف : انّ النبيّ نفسه ركب هو ورجل من قادة جيشه حتى وقف على شيخ من العرب فسأله عن قريش وعن محمّد وأصحابه وما بلغه عنهم فأخبرهم بأن محمّد وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، وانه إن كان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا وكذا للمكان الذي كان به رسول الله (صلى الله عليه واله) وان قريشا خرجوا يوم كذا وكذا، وانه ان كان الذي أخبره صدقه فهم اليوم بمكان كذا وكذا للمكان الذي فيه قريش.
وهكذا عرف رسول الله (صلى الله عليه واله) نقطة تواجد قريش، واستقرار قواتهم.
باء : بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) جماعة الزبير بن العوام و سعد بن أبي وقاص بقيادة عليّ (عليه السلام) الى ماء بدر يلتمسون له الخبر، فأصابوا إبلا يستقي عليها الماء لقريش فيها غلامان أحدهما لبني الحجاج والآخر لبني العاص فأتوا بهما إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فسألهما النبيّ عن قريش فقالا : هم والله وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى.
فقال لهما رسول الله (صلى الله عليه واله) : كم القوم وما عدّتهم فقالا : لا ندري، كثير. فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : كم ينحرون ( من الابل ) كل يوم؟ قالا : يوما تسعا ويوما عشرا.
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : القوم فيما بين التسعمائة والألف.
ثم سألهما : فمن فيهم من أشراف قريش؟
قالا : عتبة بن ربيعة، وأبو البختري بن هشام، وحكيم بن حزام وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام وأميّة بن خلف و.. و..
فأقبل رسول الله (صلى الله عليه واله) على أصحابه وقال : هذه مكّة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها .
جيم : كلّف شخصان بالدخول الى قرية بدر وتقصّي الحقائق حول قافلة قريش فيها فمضيا حتى نزلا بدرا فأناخا ابلهما الى تلّ قريب من الماء، ثم تظاهرا بأنّهما يريدان أن يستسقيا، وكان على الماء جاريتين تستسقيان وتقول إحداهما للاخرى : إنما تأتي القافلة غدا أو بعد غد فأعمل لهم ثم أقضيك الذي لك.
فقال لها مجدي بن عمرو الجهني ، وكان على مقربة منهما : صدقت ثم خلص بينهما.
فسرّ صاحبا رسول الله (صلى الله عليه واله) لما سمعا فعادا في سرّية كاملة إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وأخبراه بما سمعا.
والآن وبعد أن أصبح رسول الله (صلى الله عليه واله) عارفا بوقت ورود القافلة، ومكان تواجد قريش، معرفة دقيقة عمد إلى ترتيب المقدمات اللازمة.
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
بمناسبة مرور 40 يومًا على رحيله الهيأة العليا لإحياء التراث تعقد ندوة ثقافية لاستذكار العلامة المحقق السيد محمد رضا الجلالي
|
|
|