أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2016
![]()
التاريخ: 21-6-2018
![]()
التاريخ: 2023-03-06
![]()
التاريخ: 28-8-2020
![]() |
إن الإحاطة بمعنى التعاقد باسم مستعار يقتضي بنا عرض نبذة من التعاريف المتعددة التي قيلت في الاسم المستعار. فقد عرف البعض من الفقه العراقي الاسم المستعار بأنه الوكيل الذي يتعاقد مع الغير باسمه الشخصي بمقتضى عقد الوكالة المستتر المبرم بينه وبين الموكل بحيث لا يظهر هذا الأخير في التصرف الذي يبرمه الوكيل لاعتبارات تتعلق بمصلحته (أي الموكل) (1). كما اتجه جانب من الفقه المصري إلى تعريف الاسم المستعار على انه وكيل عهد إليه موكله بالقيام بعمل قانوني مع الغير على أن يعمل هذا الوكيل باسمه الشخصي مع الغير دون أن يظهر شخصية موكله(2). وقد حددت محكمة النقض المصرية معنى الاسم المستعار في أحد قراراتها بالقول: (إن من يعير أسمه لآخر ليس إلا وكيلاً عمن أعاره وتعامله مع الغير لا يغير من علاقته بالموكل شيئاً فهو كسائر الوكلاء لا يفترق عنهم إلا في إن وكالته مستترة فكأن الشأن شأنه في الظاهر مع إنه في الواقع شأن الموكل...) (3) وعرف البعض من الفقه الفرنسي الاسم المستعار بأنه من يظهر أمام الغير بمظهر المالك للشيء وصاحب الحق فيه بيد أنه في الحقيقة لم يكن سوى وكيل. (4) وقد ذهبت محكمة النقض الفرنسية في أحد قراراتها إلى تعريف عقد الاسم المستعار بأنه (عقد يتعهد فيه أحد الأشخاص بأن يتقدم تجاه الغير بصفة حائز حق يعود لشريكه في التعاقد الذي يبقى مجهولاً من الغير). (5) ومن خلال التعاريف المتقدمة يمكن تحديد معنى التعاقد باسم مستعار بأنه إبرام الوكيل تصرفاً قانونياً مع الغير باسمه الشخصي و لحساب موكله بناءاً على عقد الوكالة المستتر المعقود بينهما لاعتبارات تتعلق بمصلحة يبغي الموكل تحقيقها. ومن المفهوم المتقدم للتعاقد باسم مستعار نجد أن التعاقد باسم مستعار ينطوي بالإضافة إلى عقد الوكالة المستتر بين الوكيل والموكل على عقدين آخرين الأول الذي أبرمه الاسم المستعار مع الغير باسمه الشخصي والثاني الذي أبرمه الاسم المستعار مع الموكل مرة أخرى، ينقل له فيه أثر العقد الذي سبق أن عقده لحسابه مع الغير تنفيذاً لعقد الوكالة المستتر المبرم بينهما.