المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4957 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



مواضيع متفرقة في العدل  
  
1479   11:28 صباحاً   التاريخ: 20-11-2014
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص 85-89
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / مواضيع عامة /

 جميع أفعال اللّه تعالى حكمة و صواب :

إن جميع أفعال اللّه تعالى حكمة و صواب، ليس فيها ظلم و لا جور، و لا كذب و لا عيب،  ولا فاحشة، و الفواحش و القبائح و الكذب و الجهل من أفعال العباد، و اللّه تعالى‌ منزه عنها و بريء منها، لما تقدم من علمه تعالى و قدرته. ويلزم الأشاعرة القائلين بأنه‌ تعالى خالق الخير و الشر، وأن لا مؤثر في الوجود غيره، أن جميع الفواحش و القبائح كلها صادرة منه، تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا.

 

عدم جواز معاقبة اللّه العباد على فعله :

لا يجوز أن يعاقب اللّه تعالى الناس على فعله، و لا يلومهم على صنعه فيهم كالسواد و البياض، و الطول و القصر، و الشباب و الشيب و نحوها، و إنما يعاقبهم على أفعالهم‌ القبيحة كالزنا و اللواط و نحوهما، ويلزم الأشاعرة القائلين بأن أفعال العباد مخلوقة له‌ تعالى، وأنه تعالى يعاقب الناس على ما لم يفعلوه ، بل على فعله فيهم كالقسم الأول تعالى‌ اللّه عن ذلك.

 أفعال اللّه تعالى معللة بالأغراض:

مذهب الإمامية الذي دلت عليه العقول و طابقه المنقول، أن أفعال اللّه تعالى معللة بالأغراض، لأنه حكيم، و فعل الحكيم لا يخلو عن حكمة، والذي يفعل العبث بلا حكمة وغرض سفيه تعالى اللّه عن ذلك : {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} [الأنبياء: 16] ، {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ } [آل عمران: 191] ، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] «كنت كنزا مخفيّا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف» حديث قدسي و ذلك الغرض و النفع‌ غير راجع إليه تعالى، لأنه غني عن العالمين، وإنما هو راجع إليهم بتحصيل الثواب فإنه ‌تام في حد الذات، وكامل من جميع الجهات. وزعمت الأشاعرة أنه لا يجوز أن يفعل اللّه تعالى شيئا لغرض من الأغراض و لا لمصلحة، ويجوز عليه أن يؤلم العبد بغير مصلحة و لا غرض، بل يجوز على زعمهم أن‌ يخلق خلقا في النار معذبين فيها مخلدين أبد الآبدين من غير أن يكونوا قد عصوه أو خالفوه ، تعالى اللّه عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

 

إنه سبحانه لا يظهر المعجزات على أيدي الكذابين :

لا يحسن في حكمة اللّه تعالى أن يظهر المعجزات الخارقة للعادة على أيدي‌ الكذابين، ولا يصدق المبطلين، ولا يرسل السفهاء و الفساق و العصاة، لقبح ذلك في‌ العقول السليمة و الفطر المستقيمة، والأشاعرة حيث أنكروا الحسن و القبح العقليين قالوا بحسن ذلك منه تعالى .

 

إنه سبحانه لا يكلف أحدا فوق طاقته :

لا يجوز في حكمة اللّه تعالى و عدله أن يكلف أحدا فوق طاقته، كما يحكم بذلك‌ العقل و النقل و الآيات و الروايات، قال اللّه تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] . و قال تعالى:

{ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]. و قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78] . وخالف في ذلك جمهور المخالفين تعصبا و عنادا، وجوزوا أن يكلف اللّه تعالى مقطوع اليد بالكتابة، ومن لا مال له بالزكاة، ومن لا يقدر على‌ المشي لزمانة بالطيران إلى السماء، وأن يأمرهم بالكتابة الجيدة، ولا يخلق لهم الأيدي ‌والآلات و أن يكتبوا في الهواء بغير دواة و لا مداد و لا قلم، بل أكثرهم على وقوع ذلك ‌فضلا عن جوازه .

 إنه سبحانه لا يضل أحدا من عباده :

مذهب الإمامية أن اللّه تعالى لم يضل أحدا من عباده عن الدين، و لم يغو أحدا من‌ الفرق الضالين، ولم يرسل رسله إلا بالحكمة و الموعظة الحسنة. وحيث قال الأشاعرة أن ‌جميع أفعال العباد و ما يقع في عالم الكون و الفساد مخلوق للّه تعالى، وهو موجده ‌مكونه، قالوا إن اللّه قد أضل كثيرا من عباده عن الدين، ولبّس عليهم و أغواهم تعالى عن ‌ذلك.

 

إنه تعالى يعامل خلقه معاملة الممتحن :

يحسن من اللّه تعالى أن يعامل خلقه كمعاملة الممتحن المختبر للمطيع و العاصي‌ منهم، وإن كان عالما بذلك منهم، إتماما للحجة و إيضاحا للمحجة، كما قال تعالى : {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } [الملك: 2]. وقال تعالى:{فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} [الأنعام: 149]. وقال تعالى: { رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165] . و حينئذ فلا بد من أوامر و نواهي و تكليف، بحسب ما يناسب الأزمان ‌و الأشخاص و الأحوال و المصالح، ولذلك اختلفت الشرائع باختلاف الأزمان و الأمم، كما استفاضت بذلك الآيات، و تظافرت به الروايات، وأذعنت به العقول، وطابقه المنقول .

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.