المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6618 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشر الحقيقي والشر الإضافي
2025-04-14
مقتضى الحكمة الإلهية انه تعالى لا يفعل القبيح كالشرور والاختلافات
2025-04-14
Beyond Key Stage 4
2025-04-13
Transition plans for children with Statements of Special Educational Needs
2025-04-13
Transition from KS3 to KS4
2025-04-13
The transition from KS2 to KS3
2025-04-13



الاعتدال في شهوتي البطن و الفرج‏  
  
5108   09:45 صباحاً   التاريخ: 11-10-2016
المؤلف : العلامة المحدث الفيض الكاشاني
الكتاب أو المصدر : الحقائق في محاسن الاخلاق
الجزء والصفحة : ص‏67-67.
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-26 1466
التاريخ: 25-2-2019 2372
التاريخ: 23-10-2019 2669
التاريخ: 8-1-2021 2140

قد علمت أن المقصد الأقصى في جميع الأحوال و الأخلاق هو الوسط و ما ذكر في فضايل الجوع ربّما يومي إلى أنّ الافراط فيه مطلوب و هيهات و لكن من أسرار حكمة الشريعة أنّ كل ما يطلب الطبع فيه الطرف الاقصى و كان فيه فساد جاء الشرع بالمبالغة و المنع منه على وجه يؤمي عند الجاهل إلى أن المطلوب مضادة ما يقتضيه الطبع بغاية الامكان ، و العالم يدرك أن المقصود هو الوسط لأنّ الطبع إذا طلب غاية الشبع فالشرع ينبغي أن يطلب غاية الجوع حتّى يكون الطبع باعثا و الشرع مانعا فيتقاومان و يحصل الاعتدال و لما بالغ النبي (صلى الله عليه واله) في الثناء على قيام اللّيل و صيام النهار ثم علم من حال بعضهم أنه يصوم الدّهر كلّه و يقوم الليل كله نهى عنه.

فاذا عرفت هذا فاعلم أن الأفضل بالاضافة إلى الطبع المعتدل أن يأكل بحيث لا يحسّ بثقل المعدة و لا يحسّ بألم الجوع بل ينسى بطنه فلا يؤثر فيه أصلا فان مقصود الأكل بقاء الحياة و قوة العبادة، و ثقل الطعام يمنع العبادة و ألم الجوع أيضا يشغل القلب و يمنع منها ، فالمقصود أن يأكل أكلا معتدلا بحيث لا يبقى للأكل فيه أثر ليكون متشبها بالملائكة ، فانّهم مقدّسون عن ثقل الطعام و ألم الجوع ، و إليه الاشارة بقوله تعالى : {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا } [الأعراف : 31] , و القوام فيه أن لا ياكل طعاما حتّى يشتهيه و يرفع يده عنه و هو يشتهيه.

وأما شهوة الفرج فانّما سلطت على الانسان لبقاء النسل و دوام الوجود و لان يدرك لذته فيقيس بها لذّات الآخرة  فان لذة الوقاع لو دامت لكانت أقوى لذات الأجسام كما أنّ ألم النار أعظم آلام الجسد ، فالترهيب و الترغيب يسوقان الخلق إلى سعادتهم و ليس ذلك إلّا بألم محسوس و لذة مدركة فهذه فائدتها ، و لكن فيها من الآفة ما يهلك الدين و الدنيا إن لم تضبط و لم تقهر ولم تردّ إلى حدّ الاعتدال فانّ لها أيضا إفراطا و تفريطا.

فافراطها ما يقهر العقل حتّى يصرف همة الرّجل إلى التمتع بالنسآء و الجواري فيحرم عن سلوك طريق الاخرة ، أو يقهر الدين حتّى يجر إلى اقتحام الفواحش و قد ينتهي هذه الشهوة بمن غلب و همه على عقله إلى العشق البهيمي الذي ينشأ من استيلاء الشهوة فيسخر الوهم العقل لخدمة الشهوة و قد خلق العقل ليكون مطاعا لا ليكون خادما للشهوة محتالا لأجلها ، وهو مرض قلب فارغ لا همة له و إنما يجب الاحتراز من أوائله بترك معاودة النظر و الفكر و إلا فاذا استحكم عسر دفعه.

وتفريط هذه الشهوة إما بالعفة الخارجة عن الاعتدال أو بالضّعف عن امتناع المنكوحة و هو أيضا مذموم و انما المحمود ان تكون معتدلة و مطيعة للعقل و الشرع في انبساطها و انقباضها  و مهما افرطت فكسرها يكون بالجوع و النكاح قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): «معاشر الشباب عليكم بالباءة فمن لم يستطع فعليه بالصوم فان الصوم له و جاء»(1).

اعلم أن هذه الشهوة أغلب الشهوات على الانسان و أعصاها عند الهيجان على العقل إلا أن مقتضاها قبيح يستحيى منه و يخشى من اقتحامه ، و امتناع أكثر النّاس عن مقتضاها إما لعجز أو لخوف أو لحياء أو لمحافظة على حشمة ، و ليس في شي‏ء من ذلك ثواب ، فانه ايثار حظ من حظوظ النّفس على حظ آخر نعم من العصمة أن لا يقدر ففي هذه العوايق فائدة و هو دفع الاثم فان من ترك الزنا اندفع عنه اثمه باي سبب كان تركه و إنما الفضل و الثواب الجزيل في تركه خوفا من اللّه تعالى مع القدرة عليه و ارتفاع الموانع و تيسّر الأسباب لا سيّما عند صدق الشهوة ، و هذه درجة الصّديقين.

و لذ لك قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : «من عشق فعف و كتم فمات فهو شهيد»(2), و قال : «سبعة

 يظلّهم اللّه يوم لا ظلّ إلا ظله ، وعد منهم رجلا دعته امرأة ذات حسب و جمال إلى نفسها فقال : إني أخاف اللّه رب العالمين و قصة يوسف و امتناعه عن زليخا مع القدرة و رغبتها معروفة   و قد أثنى اللّه تعالى بذلك عليه في كتابه و هو امام كل من وفق لمجاهدة الشيطان في هذه الشهوة العظيمة قال اللّه تعالى : {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور : 30](3).

و قال النبي (صلى الله عليه واله) : «النظرة سهم مسموم من سهام إبليس فمن تركها خوفا من اللّه أعطاه اللّه ايمانا يجد حلاوته في قلبه»(4)، و قال «اتقوا فتنة الدنيا و فتنة النساء فان أول فتنة بني اسرائيل كانت من النساء»(5).

_______________

1- العوالي : ج 1 , ص 257 , ح 27 , و صحيح البخاري : ج 7 , ص 3 , و احياء علوم الدين : ج 3 , ص 96.

2- احياء علوم الدين : ج 3 , ص 100.

3- احياء علوم الدين : ج 3 , ص 100.

4- احياء علوم الدين : ج 3 , ص 97.

5- احياء علوم الدين : ج 3 , ص 97.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.