أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2020
![]()
التاريخ: 30-3-2022
![]()
التاريخ: 6-10-2016
![]()
التاريخ: 27-12-2021
![]() |
السر في توقف قطع الوساوس بالكلية على التصفية و التخلية أولا، ثم المواظبة على ذكر اللّه : إن بعد حصول هذه الأمور للنفس تحصل لقوتها العاقلة ملكة الاستيلاء و الاستعلاء على القوى الشهوية و الغضبية و الوهمية، فلا تتأثر عنها و تؤثر فيها على وفق المصلحة ، فتتمكن من ضبط الواهمة و المتخيلة بحيث لو أرادت صرفهما عن الوساوس لأمكنها ذلك ، و لم تتمكن القوتان من الذهاب في أودية الخواطر بدون رأيها ، و إذا حصلت للنفس هذه الملكة و توجهت إلى ضبطهما كلما أرادتا الخروج عن الانقياد و الذهاب في أودية الوساوس و تكرر منها هذا الضبط ، حصل لهما ثبات الانقياد بحيث لم يحدث فيهما خاطر سوء مطلقا ، بل لم يخطر فيهما إلا خواطر الخير من خزائن الغيب و حينئذ تستقر النفس على مقام الاطمئنان ، و تنسد عنها أبواب الشيطان و تنفتح فيها أبواب الملائكة ، و يصير مستقرها و مستودعها ، فتستضاء بشروق الأنوار القدسية من مشكاة الربوبية ، و يشملها خطاب :
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} [الفجر : 27، 28] , و مثل هذه النفس أحسن النفوس و أشرفها ، و تقابلها النفس المنكوسة المملؤة من الخبائث الملوثة بأنواع الذمائم و الرذائل ، و هي التي انفتحت فيها أبواب الشيطان و انسدت منها أبواب الملائكة ، و يتصاعد منها دخان مظلم إليها ، فتملا جوانبها و يطفئ نور اليقين و يضعف سلطان الإيمان حتى تخمد أنواره بالكلية ، و لا يخطر فيها خاطر خير أبدا ، و تكون دائما محل الوساوس الشيطانية ، و مثلها لا يرجع إلى الخير أبدا ، و علامتها عدم تأثرها من النصائح و المواعظ و لو أسمعت الحق عميت عن الفهم و صمت عن السمع ، و إلى مثلها أشير بقوله سبحانه :{ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا} [الفرقان : 43] , و بقوله تعالى :{خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [البقرة : 7] , و بقوله سبحانه : {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان : 44] , و بقوله تعالى : {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة : 6] , و بقوله عز و جل : {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } [يس : 7] , و بين هاتين النفسين نفس متوسطة في السعادة و الشقاوة ، و لها مراتب مختلفة في اتصافها بالفضائل و الرذائل بحسب الكم و الكيف و الزمان فيختلف فيها فتح أبواب الملائكة و الشياطين بالجهات المذكورة ، فتارة يبتدئ فيها خاطر الهوى فيدعوها إلى الشر، و تارة يبتدئ فيها خاطر الإيمان فيبعثها على الخير، و مثلها معركة تطارد جندي الشياطين و الملائكة و تجاذبهما ، فتارة يصول الملك على الشيطان فيطرده ، و تارة يحمل الشيطان على الملك فيغلبه ، و لا تزال متجاذبة بين الحزبين مترددة بين الجندين ، إلى أن تصل إلى ما خلقت لأجله لسابق القضاء و القدر.
ثم النفس الأولى في غاية الندرة ، و هي نفوس الكمال من المؤمنين الموحدين ، و الثانية في نهاية الكثرة و هي نفوس الكفار بأسرهم ، و الثالثة نفوس أكثر المسلمين ، و لها مراتب شتى و درجات لا تحصى و لها عرض عريض ، فيتصل أحد طرفين بالنفس الأولى ، و آخرهما بالثانية .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تدعو جامعة دهوك للمشاركة في الحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات
|
|
|