أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-01-2015
![]()
التاريخ: 26-01-2015
![]()
التاريخ: 10-02-2015
![]()
التاريخ: 2024-05-04
![]() |
واقعة الخندق فهي واقعة الأحزاب سمّيت بذلك لتحزّب القبائل على حرب رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد ضاق منها المسلمون ذرعا وساد فيهم الرعب والخوف وذلك لقوّة المشركين وانضمام اليهود إليهم فقد كان عددهم عشرة آلاف مقاتل وعدد جيش المسلمين ثلاثة آلاف مقاتل وقد حكى القرآن الكريم مدى الفزع الذي أصاب المسلمين من أعدائهم قال تعالى : { إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا } [الأحزاب: 10] وقد كتب الله تعالى النصر للإسلام على يد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فهو الذي أحرز الفتح المبين .
أمّا اليهود فكانوا العنصر الفعّال في هذه المعركة فقد خفّت منهم عصابة إلى القرشيّين يحرّضونهم على حرب النبيّ (صلى الله عليه واله) ويطلبون منهم الانضمام إليهم قائلين لهم : إنّا سنكون معكم عليه حتى نستأصله ؛ وهتف القرشيّون قائلين :
يا معشر اليهود إنّكم أهل الكتاب الأوّل والعلم بما أصبحنا نختلف فيه هو محمّد أفديننا خير أم دينه؟
وأسرع اليهود قائلين : بل دينكم ـ وهو عبادة الأوثان والأصنام ـ خير من دينه وأنتم أولى بالحقّ منه ؛ وحكى القرآن الكريم هذه المحاورة قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا * أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا * أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا * فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا } [النساء: 51 - 55] إنّ اليهود في جميع فترات تأريخهم أعداء الفكر والحق ومصدر الفتنة في الأرض وقد استجابت القوى الكافرة من القرشيّين لحرب النبيّ (صلى الله عليه واله) كما استجابت قبائل غطفان وتجهّزوا لحرب النبيّ (صلى الله عليه واله) .
أسلم نعيم على يد النبيّ (صلى الله عليه واله) في تلك الفترة الرهيبة وكان من زعماء غطفان فقال للنبيّ : يا رسول الله إنّي قد أسلمت وإنّ قومي لم يعلموا بإسلامي فأمرني بما شئت ... فأمره النبيّ (صلى الله عليه واله) بتخذيل القبائل عنه وخداعهم فإنّ الحرب خدعة وقام نعيم بن مسعود بدور إيجابي وفعّال في تفتيت القوى المحاربة للنبيّ من اليهود والقرشيّين فقد انطلق إلى بني قريظة وكان نديما لهم في الجاهلية فقال لهم : يا بني قريظة قد عرفتم ودّي إيّاكم والخاصّة التي بيني وبينكم ...
وهتفوا قائلين : صدقت لست عندنا بمتّهم.
وأشار عليهم بنصيحة قائلا : إنّ قريشا وغطفان ليسوا كأنتم البلد بلدكم فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم لا تقدرون على تحوّل منه إلى غيره وإنّ قريشا وغطفان جاءوا لحرب محمّد وأصحابه وقد ظاهرتموهم عليه وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره فإن رأوا نهزة أصابوها وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلّوا بينكم وبين الرجل ببلدكم ولا طاقة لكم به إن خلا بكم فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم يكونون بأيديكم ثقة لكم على أن تقاتلوا محمّدا حتى تناجزوه وهتفوا جميعا : أشرت بالرأي ...
ومضى إلى قريش فقال لأبي سفيان ومن معه من زعماء قريش : قد عرفتم ودّي لكم وفراقي محمّدا وإنّه بلغني أمر قد رأيت عليّ حقّا أن أبلغكموه نصحا لكم فاكتموا عنّي.
وطفقوا قائلين : نفعل ذلك.
إنّ اليهود قد ندموا على ما صنعوه مع محمّد وأرسلوا إليه أنّهم قد ندموا على ما فعلوه وإنّه إذا يرضيه أن يأخذوا من أشراف قريش وغطفان جماعة ويسلّموهم إليه ليضرب أعناقهم ثمّ يكونوا معه فإن بعثت لكم اليهود يلتمسون منكم رهنا من رجالكم فلا تدفعوا إليهم رجلا واحدا .
وأرسل أبو سفيان ورؤساء بني غطفان إلى بني قريظة عكرمة بن أبي جهل مع جماعة من قريش وغطفان فطلبوا منهم الالتحاق بهم لمحاربة رسول الله (صلى الله عليه واله) فقالت بنو قريظة : لا نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا من رجالكم يكونون بأيدينا حتى نناجز محمّدا ؛ ورجعت الرسل إلى قريش وغطفان فأخبروهم بمقالة بني قريظة فصدّقوا مقالة نعيم بن مسعود وقالوا : لا نعطيهم أي واحد منّا وبذلك فقد تخلّص المسلمون من يهود بني قريظة فلم ينضمّوا إلى قريش ولم يشتركوا معهم في حرب رسول الله .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|