المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9353 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الأعراض المرضية التي تسببها النيماتودا Disease symptoms
2025-04-13
الغذاء علاج للقلق
2025-04-13
تصنيف وتسمية مركبات الجزيئات الضخمة
2025-04-13
علاج السحر بالطعام والشراب
2025-04-13
الشكل الهندسي للبوليمر
2025-04-13
البوليمرات المشتركة
2025-04-13

Nicomachus,s Theorem
12-12-2020
الوقف القانوني للخصومة
23-6-2016
دور المحاكم الإدارية الدولية في تفسير النصوص القانونية لأستنباط القواعد
2024-09-11
قوانين كبلر keplers laws
7-6-2017
الرسائل الإعلانية
7-7-2022
أوقات الذكر في القرآن الكريم
17-2-2022


وفاة أمه  
  
3509   11:53 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص43.
القسم :

أول نكبة داهمته و هو في المرحلة الأولى من طفولته وفاة أمه فقد اصابتها بعد ولادتها حمى النفاس و ضلت ملازمة لها و قد اجتهد الإمام الحسين (عليه السلام)  في أن يطفئ عنها و قدة الحمى و جذوتها فلم يستطع و اشتد بها الحال و فتك بها المرض فتكا ذريعا و ذبلت نضارتها و عادت كأنها جثمان فارقته الحياة و كانت تلقي نظرات مشفوعة بالألم و الحسرات على طفلها الرقيق الذي لم ينتهل من نمير عطفها و حنانها , و اشتدت بها الحمى و انتابتها الام مبرحة و بقيت أياما تعاني من شدة الأسقام حتى صعدت روحها إلى السماء كأسمى روح صعدت إلى اللّه‏ و قد انطوت بموتها صفحة ناصعة من صفحات الفضيلة و العفة و الحياء و كل ما تعتز به المرأة من أدب و كمال , و قد رزئت الأسرة النبوية بوفاة هذه السيدة الجليلة التي كانت تمثل الشرف و الفضيلة و قد جرى لها تشييع حاشد ضم الإمام الحسين و خيار المسلمين و جماهير كثيرة من المسلمين و قد وارى جثمانها الشريف في الكوفة و قد تألم الإمام الحسين لفقد هذه السيدة التي عاشت بينهم أياما كأيام الزهور فلم يطل منها العهد.

لقد نكب الإمام زين العابدين (عليه السلام) بوالدته و هو في أول مرحلة من مراحل طفولته و كان ذلك ايذانا لتتابع المحن و الخطوب عليه التي لم تجر على أي إنسان سواه.

و عهد الإمام الحسين (عليه السلام) إلى سيدة زكية من أمهات اولاده بالقيام بحضانة ولده زين العابدين و رضاعته و رعايته و قد عنيت به هذه المرأة الصالحة كأشد ما تكون العناية فكانت ترعاه كما ترعى الأم الرؤوم فلذة كبدها و قد درج الإمام في جو من الكتمان الشديد فلم يخبره أحد بموت أمه الا بعد أن كبر لئلا يحترق قلبه و يقلق باله‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.