أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
![]()
التاريخ: 30-3-2016
![]()
التاريخ: 11-4-2016
![]()
التاريخ: 10-04-2015
![]() |
و من أبرز عناصر الإمام و ذاتياته الإنابة إلى اللّه و الانقطاع إليه و قد تمثل ذلك في مناجاته و أدعيته و عباراته التي حكت شدة اتصاله باللّه خالق الكون و واهب الحياة .
لقد أناب الإمام إلى اللّه و أوكل جميع أموره و مهامه إليه تعالى فما أهمه أمر الا فزع الى اللّه فقد أيقن أن الالتجاء إلى غيره يعود بالخيبة و الخسران و قد روى المؤرخون أنه اجتاز على رجل جالس على باب رجل من الأثرياء فبادره الإمام قائلا: ما يقعدك على باب هذا المترف الجبار؟
- البلاء .
- قم فأرشدك إلى باب خير من بابه و الى رب خير لك منه ؛ و نهض معه الرجل فأخذ به حتى انتهى به إلى مسجد رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) و قال له: استقبل القبلة و صل ركعتين و ارفع يدك بالدعاء إلى اللّه تعالى وصل على نبيه ثم ادع بآخر سورة الحشر و ست آيات من أول سورة الحديد و بالآيتين في أول سورة عمران ثم سل اللّه سبحانه فإنك لا تسأله شيئا إلا اعطاك إن من التجأ إلى اللّه فقد التجأ إلى حصن حريز و أما الالتجاء إلى غيره فإنه لا يغني شيئا و لا يجدي نفعا.
للإمام زين العابدين (عليه السلام) من إنابته و عظيم اخلاصه للّه تعالى ما احتوت عليه صحيفته السجادية التي هي انجيل آل محمد (صلى الله عليه و آله) و هي تصور مدى تمسك الإمام و تعلقه باللّه و فيما يلي بعضها و التجأ الإمام (عليه السلام) بقلبه و مشاعره نحو اللّه و أوكل إليه جميع أموره صغيرها و كبيرها و قد أدلى بذلك في هذا الدعاء : اللهم ان تشأ تعف عنا فبفضلك و ان تشأ تعذبنا فبعدلك فسهل لنا عفوك بمنك و اجرنا من عذابك بتجاوزك فإنه لا طاقة لنا بعدلك و لا نجاة لأحد منا دون عفوك يا غني الأغنياء ها نحن عبادك بين يديك و أنا افقر الفقراء إليك فاجبر فاقتنا بوسعك و لا تقطع رجاءنا بمنعك فتكون قد اشقيت من استسعد بك و حرمت من استرفد فضلك فإلى من حينئذ منقلبنا عنك و إلى اين مذهبنا عن بابك سبحانك نحن المضطرون الذين أوجبت اجابتهم و أهل السوء الذين وعدت الكشف عنهم و أشبه الأشياء بمشيتك و أولى الأمور بك في عظمتك رحمة من استرحمك و غوث من استغاث بك فارحم تضرعنا إليك و اغننا إذ طرحنا أنفسنا بين يديك اللهم إن الشيطان قد شمت بنا إذ شايعناه على معصيتك فصل على محمد و آله و لا تشمته بنا بعد تركنا إياه لك و رغبتنا عنه إليك .
و يلمس في هذا الدعاء الشريف مدى التجاء الإمام إلى اللّه و اعتصامه به فقد اعلن (عليه السلام) فقره و حاجته الملحة إلى عفو اللّه و لطفه فهو يطلب منه أن لا يحرمه من فيضه و كرمه و أن لا يقطع رجاءه بمنعه فيكون بذلك قد شقي بعد سعادته بمعرفته و قد أبدى (عليه السلام) من التذلل و التضرع أمام الخالق العظيم ما جعله من سادات المتقين و المنيبين إلى الله تعالى.
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
معرض الكتاب الدولي الحادي عشر .. رسالة معرفية وإنسانية تتجلى في رحاب المؤتمر العلمي السنوي الدولي الرابع عشر
|
|
|