المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



القرآن المدني وما حواه  
  
1474   02:17 صباحاً   التاريخ: 17-10-2014
المؤلف : السيد مرتضى العسكري
الكتاب أو المصدر : القرآن الكريم وروايات المدرستين
الجزء والصفحة : ج1 ، ص153-156 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / المكي والمدني /

يحكي القرآن المدني عن بعض ما دار بين الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في المدينة مع كفار قريش وسائر مشركي العرب من معارك فكرية وحروب قتالية ، وكذلك ما دار بينه (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين أهل الكتاب من يهود ونصارى من ذلك ، وبعض ما جرى في المجتمع الاسلامي الاول الّذي شيّده (صلى الله عليه وآله وسلم) مع المنافقين والمؤمنين وما جرى في بيته (صلى الله عليه وآله وسلم) يومذاك وما شرعه اللّه للإنسان في جميع مناحي حياته من نظام إلى غير ذلك مما أشرنا إليه في خصائص القرآن المكّي وفي ما يأتي أمثلة مما ذكرناه إن شاء اللّه تعالى.

ما جرى مع أهل الكتاب

بسبب وضوح ما كان في كتب اللّه من تعريف خاتم الانبياء وقبلته وشريعته كما يعرفون أبناءهم وقال عزّ اسمه في سورة البقرة :

{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [البقرة : 146]

وقال تعالى في سورة الانعام :

{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } [الأنعام : 20]

وتنقسم معارك القرآن مع أهل الكتاب على ما كان بينه وبين اليهود وما كان بينه وبين أهل الكتاب من النصارى ، وفي ما يأتي نوردهما على التوالي بإذنه تعالى :

ما دار بين اليهود وبين القرآن ومُبَلِّغَهُ والمؤمنين من حوار وخصام :

المعارك الفكرية بين القرآن المدني والمشركين وأهل الكتاب والمنافقين :

استمرّ القرآن المدني في معاركه الفكرية مع المشركين مثل قوله تعالى في سورة الحج :

{يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } [الحج : 73 ، 74]

سفّه أحلام المشركين في هذه الآية في ما اتخذوه آلهة من دون اللّه كما كان شأن القرآن المكّي وعمّم في الخطاب قريشاً وغيرهم هاهنا بقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ...} وعمّم الخطاب بينما المخاطبون هم مشركو قريش.

وأضاف إلى معركته مع المشركين معركة أخرى مع أهل الكتاب وخاطبهم قائلاً في سورة المائدة :

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة : 19]

وأثنى على بعضهم وقال سبحانه :

{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} [الأعراف : 157]

وأخبر ـ سبحانه ـ أنّهم يكتمون الحقّ ويلبسونه بالباطل ، وقال في سورة آل عمران :

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [آل عمران : 71]

وأخبر أنّه كان قد أخذ ميثاقهم ألا يكتمونه ويبيِّنونه للناس وقال :

{وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}[آل عمران / 187]

وقال سبحانه في سورة البقرة :

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنَاً قَلِيلاً أُولئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلا النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الآية / 174]

وقال ـ عزّ اسمه ـ :

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاِت وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ} [البقرة / 159]

وأخبر أنّ الرسول يبيّن كثيراً ما يخفون من الكتاب لقوله تعالى :

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} [المائدة / 15]

ومن أخبار القرآن المدني :

تنقسم أخبار القرآن في المدينة إلى ما كانت قبل هجرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إليها وما جرت بعد هجرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إليها.

أمّا ما كان قبل هجرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إليها ، فقد تحدث عنها جابر بن عبداللّه الانصاري ، وقال : عن بدء إسلام الانصار :

(... بعثنا اللّه إليه ـ أي إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ من يثرب فآويناه وصدّقناه فيخرج الرجل منّا فيؤمن به. ويُقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه ...) الحديث (1).

وروى ابن هشام وغيره : أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث مع الانصار بعد بيعتهم الاولى على الاسلام مصعب بن عمير ، وأمره أن يُقرئهم القرآن ، ويعلّمهم الاسلام ، ويفقههم في الدين ، فكان يُسمّى المقرئ بالمدينة (2).

وفي صحيح البخاري عن الصحابي البراء بن عازب قال :

أوّل من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أمّ مكتوم وكانا يقرئان الناس (3).

وروى الذهبي بترجمة زيد بن ثابت من تذكرة الحفاظ أن زيداً قال : (أتى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة وقد قرأت سبع عشرة سورة ، فقرأت على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) فأعجبه ذلك)(4).

كذلك انتشرت قراءة القران في المدينة قبل هجرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إليها.

*          *          *

كانت تلكم بعض أخبار القرآن في المدينة قبل هجرة الرسول إليها وعندما هاجر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إليها اتّخذ من مسجده مدرسة لإقراء القرآن وسنّ نظاماً لتدوين القرآن وإقرائه.
___________________

1- مسند أحمد 3 / 322 ، 339.

2- سيرة ابن هشام 2 / 42 ط. مصر سنة 1356 ه‍‍ ، خبر بيعة العقبة الاولى. ومصعب بن عمير : أبو عبداللّه القرشي أسلم قديماً وهاجر إلى الحبشة ثمّ إلى المدينة وشهد بدراً واستشهد بأحد راجع ترجمته في جميع كتب تراجم الصحابة.

3- صحيح البخاري 2 / 224 كتاب مناقب الانصار باب مقدم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة ، وفي كتاب التفسير ، تفسير سورة (سَبِّح اسم رَبِّك) 3 / 143. ومسند أحمد 4 / 284.

4- تذكرة الحفاظ 1 / 31.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .