أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-5-2017
![]()
التاريخ: 2024-09-27
![]()
التاريخ: 2024-09-03
![]()
التاريخ: 10-10-2014
![]() |
المؤلّف :
هو السيّد هاشم بن سليمان الحسيني البحراني التوبلي الكنكاني ، يصل نسبه إلى السيّد المرتضى- قدس سره- ، وكنكان قرية من قرى توبلي أحد أعمال البحرين .
ولد في البحرين ، ثمّ رحل إلى النجف الأشرف ، وأقام فيها فترة من الزمن روى خلالها عن الشيخ فخر الدين الطريحي المحدّث والفقيه اللّغوي ، كما انّه سافر إلى إيران وزار المشهد الرضوي وروى هناك عن السيد عبد العظيم الاسترابادي .
وفي بلده البحرين حظي بمكانة مرموقة ، وتولّى القضاء وإدارة الامور الحسبيّة بعد الشيخ محمّد بن ماجد البحراني الماحوزي المتوفّى سنة 1105 هـ .
وكان شديد الاهتمام بالحديث والرواية ، وتلك كانت سمة عصره ، كما كان شديد الورع والاحتياط متحرّجا عن إبداء النظر والاجتهاد رغم فضله وعلمه ، وقد وضع العديد من الكتب إلّا أنّ الغالب عليها هو الاهتمام بحفظ الحديث وجمعه وتبويبه بحسب الموضوعات المختلفة ، إضافة إلى بعض الكتب في الفقه الاستدلالي «1» .
التفسير :
اشتمل تفسير البرهان على خطبة للمؤلّف بيّن فيها المفسّر منهجه في التفسير ورأيه في بقيّة المناهج ، ثمّ شرع بمقدّمة تضمّنت سبعة عشر بابا وفق ما اعتاد المفسّرون التقديم به من فضل القرآن وتعلّمه وبعض من علوم القرآن ومسائله المتعلّقة بالتفسير والتأويل ، ولكنّه صنّف هذه الأبواب بالمأثور من الروايات في هذه المواضيع ، وختم مقدّمته هذه بباب في ذكر مصادر تفسيره وهي من الكتب الروائية غالبا ، ثمّ باب تضمّن مقدّمة تفسير علي بن إبراهيم في سائر مسائل القرآن من تنزيله وتأويله وناسخه ومنسوخه ، وما تضمّن القرآن الكريم من علوم وفنون ومعارف وآداب .
ولمّا كانت المقدّمة بأبوابها المختلفة تكشف عن الخطوط العامّة التي سار عليها المؤلّف في تفسيره ، فمن المفيد الاطّلاع على عناوينها وهي :
1- باب في فضل العالم والمتعلّم .
2- باب في فضل القرآن .
3- باب في الثقلين .
4- باب في أنّ ما من شيء يحتاج إليه العباد إلّا وهو في القرآن ، وفيه تبيان كلّ شيء .
5- باب في أنّ القرآن لم يجمعه كما انزل إلّا الأئمّة (عليه السلام) ، وعنهم تأويله .
6- باب في النهي عن تفسير القرآن بالرأي ، والنهي عن الجدال .
7- باب في أنّ القرآن له ظهر وبطن ، وعامّ وخاصّ ، ومحكم ومتشابه ، وناسخ ومنسوخ ، والنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليه السلام) يعلمون ذلك ، وهم الراسخون في العلم .
8- باب في ما نزل عليه القرآن من الأقسام .
9- باب في أنّ القرآن نزل بإيّاك أعني واسمعي يا جارة .
10- باب في ما عنى به الأئمّة (عليه السلام) في القرآن .
11- باب آخر متمّم للباب السابق ويشتمل على النهي عن تفسير القرآن دون علم .
12- باب في معنى الثقلين والخليفتين من طريق المخالفين .
13- باب في العلّة التي من أجلها أنّ القرآن باللسان العربي ، وأنّ المعجزة في نظمه ، ولم صار جديدا على مرّ الأزمان .
14- باب أنّ كلّ حديث لا يوافق القرآن فهو مردود .
15- باب في أوّل سورة نزلت وآخر سورة .
16- باب في ذكر الكتب المأخوذ منها الكتاب .
17- باب في ما ذكره الشيخ علي بن إبراهيم في مطلع تفسيره .
ثمّ يبدأ المؤلّف بتفسيره للقرآن؛ سورة سورة ، فيبدأ بما ورد في فضلها ، ثمّ تفسير آياتها آية آية بذكر الروايات الواردة فيها مع كامل أسنادها ، وهو ما تميّز به هذا التفسير على نظيره «نور الثّقلين» الذي حذف الأسانيد ، إضافة إلى ذكر الآية وحسن النظم والتبويب ، مبتدئا بسورة الحمد فالبقرة ، ومنتهيا بسورة الناس ، إلّا أنّه لم يذكر تفسيرا لبعض الآيات التي لم يجد روايات واردة بشأنها .
وأخيرا يختتم المفسّر تفسيره بأبواب اخرى وكأنّها استدراك لما فاته ذكره في المقدّمة ، وهي :
1- باب في ردّ متشابه القرآن إلى تأويله .
2- باب في فضل القرآن .
3- باب في أنّ حديث أهل البيت (عليه السلام) صعب مستصعب .
4- باب في وجوب التسليم لأهل البيت في ما جاء عنهم (عليهم السلام) .
5- باب في جمع القرآن بيد علي (عليه السلام) .
وأخيرا ذكر أسماء بعض من أخذ منهم وأشار إليهم مختصرا في الكتاب مع اجازاته ، وطرق روايته كتب المشايخ الثلاث : الكليني والصدوق والطوسي (قدهم) .
منهج التفسير :
يعتبر «البرهان» من التفاسير الروائيّة المحضة ، فهو على غرار تفسير العيّاشي وتفسير فرات ، قد جمع فيه الروايات المتعلّقة بكل آية من دون أيّة إضافة أو تعليق ، وإذا كان للمفسّر من رأي ، فهو في انتخاب الروايات واختياره واستحسانه لها دون غيرها ، على أنّه قد يذكر روايات متعدّدة ومختلفة في الآية الواحدة ممّا يدلّ على أنّه يرتضي ورود معان متعدّدة للآية من قبيل الظاهر والباطن ، أو أنّه يترك الروايات كما هي لعدم وجود مرجّح لبعضها على البعض الآخر .
وهو اسلوب يختلف عن تفسيري «التبيان» و«مجمع البيان» المتقدّمين على «البرهان» بستّة قرون واللّذين تخطّيا مرحلة «جمع الأحاديث» كما هي في الاصول الحديثية ، إلى مرحلة تمحيص الأحاديث ودراستها وترجيح الأقوال وفقا لثوابت ومعايير عقليّة وشرعيّة ، على أساس من السّياق القرآني وتفسير القرآن بالقرآن وعرض الروايات على القرآن ومناقشة مداليل الروايات وغير ذلك من طرق البحث الاستدلالي الصحيحة .
لذا فإنّ البحراني كان في تفسيره أقرب إلى المسلك الأخباري من غيره ، فهو يرى :
1- أنّ التفسير والتأويل لا يؤخذ إلّا من المأثور عن الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليه السلام) ، «الذين نزل التنزيل والتأويل في بيوتهم ، واوتوا من العلم ما لم يؤته غيرهم ، بل كان يجب التوقّف حتّى يأتي تأويله عنهم؛ لأنّ علم التنزيل والتأويل في أيديهم ، فما جاء عنهم فهو النور والهدى ، وما جاء عن غيرهم فهو الظلمة والعمى» «2» .
وهذا يختلف عن المنهج الذي سار عليه المحققون من علماء الشيعة كالطوسي والطبرسي والذين قسّموا تأويل الآيات إلى أربعة أقسام؛ قسم لا يعلمه إلّا اللّه ، وقسم بيّنها النبيّ (صلى الله عليه وآله) بوحي من اللّه ، وقسم تعرفه العرب (من خلال اللّغة والبيان) ، وقسم يحتمل وجوها متعدّدة ، ولا يرجّح وجه إلّا بإجماع أو رواية متواترة أو دليل عقلي أو شرعي . . . «3» .
2- ولذا فإنّ البحراني أبدى تعجّبه من أن يكون لعلمي المعاني والبيان دور في التأويل (و التفسير بمعنى واحد هنا) ، قال : «والعجب كلّ العجب من علماء علمي المعاني والبيان ، حيث زعموا أنّ معرفة هذين العلمين تطلع على مكنون سرّ اللّه جلّ جلاله من تأويل القرآن ، قال بعض أئمّتهم : ويل ثمّ ويل لمن تعاطى التفسير وهو في هذين العلمين راجل . . .» «4» .
3- كما إنّه رفض الاستفادة من أي مصدر آخر غير المأثور عن أهل البيت (عليه السلام) في التفسير ، «وهم الّذين علّمهم سبحانه وتعالى ، فلا ينبغي معرفة ذلك إلّا منهم ، ومن تعاطى معرفته من غيرهم ركب متن عمياء ، وخبط خبط عشواء ، فما ذا بعد الحقّ إلّا الضّلال ، فأنّى تصرفون» «5» .
ولا شكّ بأنّ ما ثبت وصحّ من المأثور عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليه السلام) الذين نهلوا من منهله العذب ، هو الحقّ ، كيف لا وفي بيوتهم نزل الوحي ، وقد بحثنا ذلك فيما تقدّم ، إلّا أنّ ذلك لا يعني بحال عدم جواز التفسير بغير المأثور ، وقد بحثنا ذلك أيضا فيما سبق ، خصوصا أنّ مساحة المأثور من الروايات لا تغطّي كلّ آيات القرآن ، والكثير منه ضعيف الأسناد ، كما إنّه قد دخلت فيه الموضوعات والاسرائيليّات ، فكان لا بدّ من تمحيصه وعرضه على القرآن ، وقد وضع السيّد المؤلّف نفسه بابا من أبواب مقدّمة تفسيره بعنوان : «أنّ كلّ حديث لا يوافق القرآن فهو مردود» «6» .
نعم ، يمكن حمل ما ذكر في مقدّمته على تقدّم تفسير أهل البيت (عليه السلام) على سائر التفاسير ، وعلى أحقّيّتهم في تفسير القرآن وتأويله .
4- وقد ترك المنهج الأخباري آثاره في عدم التأكيد على سلامة المصادر التي تؤخذ منها الروايات ، فدخلت في مصادره مصادر متّهمة بالوضع كالتفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه السلام) ، الذي قال عنه الشيخ البلاغي في مقدّمة تفسيره (آلاء الرّحمن) : «وأمّا التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) فقد أوضحنا في رسالة منفردة في شأنه أنّه مكذوب موضوع ، وممّا يدلّ على ذلك نفس ما في التفسير من التناقض والتهافت في كلام الراويين ، وما يزعمان أنّه رواية ، وما فيه من مخالفة للكتاب المجيد ، ومعلوم التاريخ ، كما أشار إليه العلّامة في (الخلاصة) وغيره» «7» . ومن المؤسف أنّ معظم مادّة هذا التفسير قد دخلت تفسير البرهان وشكّلت جزءا أساسيّا منه .
وكذلك اعتمد على كتاب الشيخ البرسي ، وهو متّهم بالغلوّ عند علمائنا ، وكتابه فاقد للاعتبار العلمي ، واعتمد على كتاب (جامع الأخبار) ولا يعرف مؤلّفه فضلا عن أسانيد رواياته .
وكذلك اعتمد كتاب (مصباح الشريعة) المنسوب إلى الإمام الصادق (عليه السلام) ، وهو كتاب جليل ، ولكنّه لم تثبت نسبته إلى الإمام الصادق (عليه السلام) ، ومؤلّفه مجهول ، وقد نسبه بعض العلماء إلى هشام بن الحكم ، إلّا أنّ شيئا من ذلك لم يثبت بطريق علمي «8» .
5- وامتدادا لنفس المنهج ، فقد أخذت الكثير من الروايات الضعيفة في (الغلوّ) و(التحريف) طريقها إلى الكتاب دون أن تتعرّض لتصفية وتمحيص وجرد من السيّد المؤلّف ، ومعظم هذه الروايات إمّا ضعيفة من حيث السّند ، أو مضطربة من حيث المتن .
6- ومع كلّ ذلك ، فإنّ الكتاب يعدّ جهدا علميّا مشكورا ، لجمع الروايات المرويّة عن أهل البيت (عليهم السلام) ، وهو جهد مفيد ونافع يمهّد الطريق للمحقّقين الذين يعملون في تحقيق النصوص واستخراج الصحيح منها وفرزها عن الروايات الضعيفة والمضطربة ، إلّا أنّه «من الصّعب جدّا أن يتمكّن أحد من غير ذوي الاختصاص أن يفتح أحد هذين التفسيرين الجليلين- البرهان ونور الثّقلين- فيقطع برأي محدّد عن نظر أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن وتفسيره» «9» .
______________________________
(1)- البرهان في تفسير القرآن/ مقدّمة التحقيق/ ص 59 .
(2)- من مقدّمة المفسّر لتفسيره .
(3)- راجع مقدّمة الطوسي لتفسيره (التبيان) .
(4)- البرهان/ مقدّمة المؤلّف .
(5)- م . ن .
(6)- الباب الرابع عشر من المقدّمة .
(7)- آلاء الرّحمن/ ج 1/ ص 49 .
(8)- راجع مقدّمة الشيخ الآصفي للتفسير/ ج 1/ ص 42 .
(9)- م . ن .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|