أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-12-2015
![]()
التاريخ: 19/12/2022
![]()
التاريخ: 15-11-2015
![]()
التاريخ: 2024-05-09
![]() |
مصبا- نبت نبتا من باب قتل ، والاسم النبات ، وأنبته اللّه في التعدية ، وأنبت في اللزوم لغة ، وأنكرها الاصمعيّ وقال لا يكون الرباعيّ الّا متعدّيا ، ثمّ قيل لما ينبت نبت ونبات. وأنبت الغلام إنباتا : أشعر. ونبّت الرجل الشجَر : غرسه.
مقا- نبت : أصل واحد يدلّ على نماء من مزروع ، ثمّ يستعار ، فالنبت معروف ، يقال : نبت ، وأنبتت الأرض. نبتُّ الشجر : غرسته. ويقال : إنّ في بنى فلان لنابتة شرّ. ونبتت لبنى فلان نابتة : إذا نشأ لهم نشء صغار من الولد.
والنبيت : حيّ من اليمن. وما أحسن نبتة هذا الشجر. وهو في منبت صدق : أصل كريم.
لسا- النبت : الليث : كلّ ما أنبت اللّه في الأرض ، فهو نبت. والنَبات : فعله ، ويجرى مجرى اسمه ، يقال : أنبت اللّه النبات إنباتا. قال الفراّء : إنّ النبات اسم يقوم مقام المصدر.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو خروج شيء من محلّ بالنموّ ، سواء كان المحلّ أرضا أو محلّا آخر ، وسواء كان النبات الخارج له ساق كالأشجار أم لا كالكلإ وغيره ممّا لا ساق له ، أو غير نبات ، وغير مادّىّ.
والنبت والنبات مصدران لازما ، ويقال في التعدّي : أنبته ونبت به ونبّته.
ويطلق النبات على ما ينبت باعتبار كونه مصداقا للنبت ، والألف يؤيّد هذا الإطلاق ، فكأنّه يستمرّ فيه هذا المفهوم.
والفرق بين المادّة والنمو : أنّ النظر في المادّة الى جهة الخروج من محلّ بالنموّ. وفي النموّ الى جهة حصول زيادة ورشد بعد الخروج.
{فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا} [عبس: 27]. {فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا } [النمل : 60]. {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ} [النحل : 11]. {وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات: 146] يراد جعل الحبّ والحدائق والشجر والزرع ذوات نبات خارجة من الأرض.
{فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} [لقمان : 10]. {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ } [الحجر: 19]. {وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } [الحج : 5] المفعول به في هذه الموارد غير مذكور بقرينة ما يذكر في مقام التوضيح ، وهذا من الضوابط الّتى تجرى في جميع المكالمات واللغات ، أي أزواجا وأشياء منها.
ونسب الإنبات في هذه الآيات الكريمة الى اللّه عزّ وجلّ ، إشارة الى إظهار القدرة وإعمال الحكومة وإجراء السلطة. ونسب في آية :
{فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [الحج : 5] الى الأرض : فانّ الإنبات هنا في أثر إنزال اللّه تعالى الماء وفي نتيجة هذه القدرة والتدبير ، فيكون بعده أمرا طبيعيّا.
وأمّا الإنبات عليه : فهو بمعنى كون الشجرة من جهة أوراقها الكبيرة المنبسطة ساترة لبدنه وأعضائه- وليراجع الى يقطين.
. {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ... فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا } [آل عمران : 35- 37]. {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا} [نوح : 17، 18] في هاتين الآيتين يتعلّق الإنبات الى مريم عليها سلام اللّه والى أفراد الإنسان عموما ، باعتبار وجود مفهوم النبات في الحيوان والإنسان ، فانّه جنس أعمّ.
والحيوان يخرج من محلّ وهو مبدأ تكوّنه الأصيل ، أى التراب والأرض ، فيخرج منها بالنموّ والرشد بالتدريج إلى أن يصل الى الحيوانيّة والانسانيّة ، ثمّ يعيد الإنسان من التراب الذّى يصير اليه مرّة اخرى.
وامّا إنبات مريم : فهو عامّ يشمل التربية والرشد مادّيّا وروحانيّا ، فهي مخرجة من محلّ مادّىّ ، ثمّ يحصل لها الرشد والنموّ تحت تربية اللّه تعالى.
ففي الآيتين دلالة على عموميّة مفهوم الإنبات وإطلاقه ، من جهة الأرض
والشجر والنموّ المادّيّ وغيرها. فالأصل فيه : خروج شيء مطلقا عن محلّ مطلق بالنموّ والرشد مادّيّا أو معنويّا.
وأمّا التعبير في المصدر بالنبات دون الإنبات : فانّ الإنبات إفعال وهو يدلّ على جهة نسبة الحدث الى الفاعل وقيامه به ، وهذا المعنى يستفاد من أنبت ، وتكرير مصدره لا يزيد إلّا تأكيدا كما في باب المفعول المطلق ، وأمّا النبات فيدل على استمرار وامتداد في مفهوم النموّ والرشد نفسه ومن حيث هو ، فانّه مصدر مجرّد ، والألف يدلّ على استمرار ، فقوله تعالى- أنبَتكم نباتا : فيه دلالة على لحاظ قيام الفعل بالفاعل ، وعلى استمرار النموّ والرشد. وفي المفعول المطلق يكفى ما يدلّ على مفهوم الفعل ، ولو لم يكن من مادّة الفعل.
{فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ } [المؤمنون : 19، 20] الباء للربط والمصاحبة ، أي تنبت تلك الشجرة مرتبطة ومصاحبة بالدهن وصِبغ للآكلين.
والصبغ ما يصبغ به ، والصبغ مصدرا غمس في شيء يوجب تغيّرا وتحوّلا في حالته ظاهرا أو باطنا. والتكير في الصبغ : إشارة الى نوع من أنواع الصبغ ، ومن ذلك غمس الخبز في الإدام والزيتون.
ولا يناسب التعديّة : فانّ الشجرة لا تنبت دهنا فقط وبنحو اطلاق.
{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا} [الكهف : 45] حقيقة الحياة عبارة عن تجلّى نور الحىّ الثابت الواجب والافاضة منه.
والحياة الدنيا عبارة عن مرتبة ضعيفة نازلة متجلّية في هذا العالم المادّيّ ، وهذه الحياة المتظاهرة المتجلّية كالنباتات الخُضر المتلوّنة اللطيفة الجالبة بإشراب الماء فيها ، فلا تقوّم لها في أنفسها ، وإنّما حياتها بالماء.
____________________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|