أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2015
![]()
التاريخ: 10-12-2015
![]()
التاريخ: 14-12-2015
![]()
التاريخ: 1-2-2016
![]() |
مقا- ثنى: أصل واحد و هو تكرير الشيء مرّتين أو جعله شيئين متواليين أو متباينين، و ذلك قولك ثنيت الشيء ثنيا، و الاثنان في العدد معروف. و الثني و الثنيان:
الذي يكون بعد السيّد كأنّه ثانية. و الثني: الأمر يعاد مرّتين- لا ثنى في الصدقة، يعني لا تؤخذ في السنة مرّتين. و معنى الاستثناء من قياس الباب، و ذلك أنّ ذكره يثنّى مرّة في الجملة و مرّة في التفصيل. و المثناة طرف الزمام في الخشاش (عود يجعل في عظم أنف الجمل) كأنّه ثاني الزمام. و المثناة: ما قرئ من الكتاب و كرّر. سبعا من المثاني- أراد أنّ قراءتها تثّنى و تكرّر.
صحا- الثناية: حبل من شعر أو صوف. و الثناء: فعقال البعير و نحو ذلك من حبل مثنيّ، و كلّ واحد من ثنييه فهو ثناء لو أفرد، تقول عقلت البعير بثناءين: إذا عقلت يديه جميعا بحبل أو بطرفي حبل، و الثني واحد أثناء الشيء أي تضاعيفه. قال أبو عبيد: الثني من الوادي و الحبل منعطفه، و ثنى الحبل ما ثنيت، و الثني من النوق: الّتي وضعت بطنين، و ثنيها ولدها. و الثني: الأمر يعاد مرّتين. و الثنيا:
الاسم من الاستثناء، و كذلك الثنوى، و جاءوا مثنى مثنى أي إثنين إثنين، و مثنى و ثناء غير مصر وفات لما قلناه في ثلاث. و ثنيت الشيء ثنيا: عطفته، و ثناه : كفّه، و ثنيته: صرفته عن حاجته و كذلك إذا صرت له ثانيا، و ثنيّته تثنية: جعلته إثنين.
و الثنيان الّذي يكون دون السيّد في المرتبة و الجمع ثنية، و الثني و الثني مثل الثنيان.
و الثنيّة واحدة الثنايا من السنّ، و الثنيّة طريق العقبة. و اثنان من عدد المذكّر، و اثنتان للمؤنّث، و في المؤنّث لغة اخرى ثنتان، بحذف الألف و انثنى: انعطف. و أثنى عليه خيرا و الاسم الثناء. و المثاني من القرآن ما كان أقلّ من المئين، و تسمّى فاتحة الكتاب مثاني: لأنّها تثنّى في كلّ ركعة، و يسمّى جميع القرآن مثاني أيضا، لاقتران آية الرحمة بآية العذاب.
لسا- ثنى الشيء ثنيا: ردّ بعضه على بعض، و قد تثنّى و انثنى. و أثناؤه و مثانيه: قواه و طاقاته، واحدها ثني و مثناة و مثناة. و أثناء الوادي: معاطفه و أجراعه.
و مثاني الوادي و محانيه: معاطفه. و ثنيت الشيء ثنيا: عطفته. و ثنيته: صرفته عن حاجته. { إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ } [هود: 5]: نزلت في بعض من كان يلقى النبيّ (صلى الله عليه واله) بما يحبّ و ينطوي له على العداوة و البغض.
قع- [شنى]- الثاني.
[شنيم]- اثنان.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو الانعطاف و الصرف، و بهذه الحيثيّة تطلق على العود و التكرر و الحبل المثنيّ و غيرها.
وأما العدد المخصوص: فهو باعتبار تكرّر الواحد و عوده في المرتبة الأولى، فالإثنان هو العدد المكرّر المتضاعف من الواحد. مضافا الى كونه مأخوذا من العبريّة (شنى، شنيم) ثمّ يشتقّ منه بالاشتقاق الانتزاعي ما يشتقّ منه- ثنيّته تثنية.
وأما الاستثناء: فهو باعتبار الانصراف و الانعطاف عن الكلّي السابق موضوعا أو حكما.
وأمّا المثنى: فالظاهر أنّه مفعل اسم مكان بمعنى المورد و المحلّ الّذي يتحقّق فيه عدد الاثنين، و المراد في آية. {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى} [النساء: 3]: الاثنان من النساء اللّاتي طابت لكم.
و ذكر هذه الصيغة دون كلمة- امرأتين، إثنين: فانّ كلمة اثنين تدلّ على العدد نفسه، و العدد من الأعراض الكميّة لا تحقّق لها إلّا في ضمن موضوع. و كلمة امرأتين تدلّ على موضوع و هو مثّنى، فلا تدلّان على المقصود و هو الموضوع بلحاظ قيد العدد و اعتباره.
و ذكر هذه الصيغة في مقابل- ثلاث و رباع: يدلّ على عدم استعمال الصفة وزان فعال من هذه المادّة في اللغة الفصحى.
و لمّا كان وزان فعال و كذلك مفعل يدلّ على الثبوت و الاستقرار: قالوا إنّ مثنى و ثلاث و رباع معدولة عن كلمات مكرّرة، غفلة عن حقيقة مفاهيمها.
و لا يبعد أن يكون السبب في منع صرفها: هو الوصفيّة و العجمة و الاستعمال في التأنيث، و أمّا العدل الاعتباريّ فلا يكون مؤثّرا.
و أمّا المثاني: فهو بمعنى الانعطافات و الصوارف، و مرجعها الى الحقائق الثابتة و المعارف الإلهيّة المنتهية الى الإخلاص التامّ و التوحيد الكامل.
و توضيح ذلك: أنّ كلّا من المعارف الإلهيّة ينتج العرفان في حقّ اللّه المتعال و أسمائه و صفاته، و بلحاظ ثانويّ يوجب الانعطاف و الانصراف عن غير اللّه العزيز المتعال، حتّى ينتهي الى التوحيد الكامل.
و اطلاق السبع المثاني على فاتحة الكتاب بهذا الاعتبار:
فانّ فيها توجّها أوّلا الى سمة اللّه و وجهته (بسم اللّه) معرضا عن التوجّه الى أسماء اخر.
ثمّ توجها ثانيا الى حمده و تعريف جماله و عظمته معرضا عن تعاريف اخر.
و ثالثا الى رحمانيّته العامّة الشاملة و رحيميّته الخاصّة معرضا عن نعم ظاهريّة من آخرين.
و رابعا التوجه الى أنّه تعالى المالك المطلق في يوم الدين لجزاء المحسنين و المسيئين، و أنّ غيره تعالى لا يملك لنفسه و لا لغيره نفعا و لا ضرّا، و هذا قبل الإخلاص في العبادة و الاستعانة.
و خامسا التوجّه الخالص إليه في العبادة و الاستعانة منه تعالى و الانصراف عن غيره تعالى.
و سادسا طلب الهداية الى الصراط المستقيم في السعادة و السير الى الكمال و الانصراف عن الطرق الى غيره.
و سابعا تعيين الصراط و تعريفه و توضيحه.
فهذه مثاني سبعة و انعطافات تنتهي الى كمال الإنسان في سيره، و إنّها انعطافات بالنسبة الى عوالم المادّة و علائقها، و منازل روحانيّة بالنسبة الى السلوك الى مقام القرب و الخلوص. فتدبّر و اغتنم.
و قد اتّضح التناسب فيما بين سورة الحمد و التوحيد، و أنّ التوحيد يقرأ في الصلوات عقيب المثاني السبع و هو سورة الحمد.
و أمّا تفسير المثنى و المثاني على ما في كتب التفسير: فغير وجيه أدبا و عقلا.
{إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ} [القلم: 17، 18].
أي و لا يظهرون الانعطاف في حكمهم و لم يعلنوا الانصراف في نظرهم بالنسبة الى حقوق الفقراء و المساكين- {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ} [القلم : 19] ...
{ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الحج: 9].
أي منصرفا و منعطفا جانبه عن الحقّ، و هذا كناية عن الاستكبار، فانّ الاستكبار و الإعراض يتحقّق أوّلا بالانعطاف و التمايل.
{أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ } [هود: 5].
أي ينعطفون بصدورهم عنه.
{أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ } [فاطر : 1].
أي أجنحة تتّصف بعدد الإثنين أو الثلاث أو الأربع و تثبت لها هذه الأعداد.
{فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء: 3].
أي أن تكون المنكوحة الطيّبة مَثنىً ممدوداً بعد الإثنين و ثابتا لها هذا العدد، أو تكون ثلاثا أو أربعا، و لا يتجاوز عن هذا الحدّ.
{أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} [سبأ: 46].
فانّ التفكّر الخالص لا بدّ أن يكون النظر فيه إلهيّا مصونا عن الشوائب و الأغراض ثمّ في حال و في محلّ خالية عن الشواغل و الموانع الّتي تصرف عن التوجّه و التجرّد، و لمّا كان ابتداء مقام للأفراد العاديّ و المادّيّ إذا أرادوا التوجّه و التفكّر أن يقوموا و يتفكّروا في أمورهم مع آخر فقدّم لفظ مثنى على الفرادى.
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} [الزمر: 23].
أي كتابا يحتوي على أحسن الحديث يحدّث عن الحقايق و المواعظ و المعارف و قصص من السابقين، و هو في ظاهره شبيه كتب اخر، و مطالبه بلسان يشابه أمورا ظاهريّة و يوافق جريانات خارجيّة. إلّا أنّه انعطافات عن العوالم الماديّة الى العوالم الروحانيّة و المراحل المعنويّة، و يسوق الناس الى كمال وجودهم و سعادة أنفسهم.
{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ } [الحجر: 87].
أي المعارف الّتي فيها انعطافات من العلائق الماديّة و التعلّقات الدنيويّة الى الملأ الأعلى، و صفات ذلك المقام هي الحياة و العلم و القدرة و السمع و البصر و التكلّم و الإرادة، فهذه مثاني سبعة أيضا و من صفات اللّه المتعال، فان تخلّق العبد بهذه الصفات يلحقه بالملإ الأعلى و الجبروت، و التخلّق بها يتوقّف على العرفان معرفة حضوريّة، و لا يتحقّق إلّا بإيتائه تعالى.
و قد يفسّر المثاني في الروايات بسورة الحمد و بالأئمّة المعصومين و بالسور الطوال السبع: فانّها من مصاديق المثاني.
و لا يخفى أنّ سورة الحمد خلاصة مطالب القرآن و فهرس مضامينه و مقاصده:
أي أن يكون الأمور بوجهة إلهيّة، و تخصيص الحمد و الثناء إليه، و العلم برحمانيّته و رحيميّته، و العلم بانّه المالك و السلطان في يوم الدين، ثمّ بعد ذلك التوجّه الخالص إليه في العبوديّة و الاستعانة منه فقط، ثمّ الطلب منه أن يهدي الصراط المستقيم، الصراط الخاصّ الّذي هدى إليه عباده المنعمين.
و هذا الترتيب محفوظ في السلوك الى اللّه تعالى و الانعطاف من مطاوي التعلّقات الدنيويّة، و تهذيب النفس من مهلكات الصفات و رذائلها المظلمة.
و لا يبعد أن يكون المراد من السبع هو الكثرة لا العدد المخصوص، و هذا الإطلاق متداول في العربيّة- راجع السبع.
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|