أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-04
![]()
التاريخ: 13-10-2014
![]()
التاريخ: 13-10-2014
![]()
التاريخ: 25-04-2015
![]() |
اخذ التفسير يخطو من مرحلة الى اخرى ويزداد توسعا وتنوعا فقد انتقل من دور الـتـفسير بالمأثور الى دور الاجتهاد العقلي واعمال النظر والراي ، واستنباط معاني القرآن الـكـريـم فـي ضوء الادب ـ اولا ـ ثم في ضوء انواع العلوم والمعارف التي كان ذلك العهد آهلا بها ، مـضـافـا الـيـه بـعض النظرات الفلسفية الكلامية ، مما نشا على يد ارباب الكلام وذوي النزعات المذهبية العقائدية ، وكانت متنوعة ذلك العهد كل ذلك اثر في التفسير ، وزاد في حجمه ، كما جعله على انواع واشكال مختلفة .
فـمنهم من اقتصر على اسلوب السلف بالاكتفاء بالتفسير بالمأثور من اقوال الصحابة وكبار التابعين ، ومنهم من زاد عليه بالتوسع في اللغة والادب ، ومنهم من تجاوز الى معارف اخر من فلسفة وكلام ، وبذلك تلون التفسير حسب الوان الثقافات الموجودة آنذاك .
ولكل من هذه الالوان والانحاء التفسيرية مميزاته ومشخصاته ، بها يمتاز كل نوع من التفسير عن سـائر الانـواع ، ومـنهم من جمع بين هذه الالوان او بعضها ، فكانت تفاسير جامعة تتعرض لمختلف ابـعاد التفسير ، كاللغة والادب والكلام ، الى جنب المأثور من الاحاديث الواردة ونقل الاقوال وقد كـثر في العهد المتأخر هذا النمط الجامع من التفسير ، كما قد زاد عليه المتأخرون جوانب الشؤون الاجتماعية والسياسية التي تعرض لها القرآن ، وبسطوا القول فيها حسب حاجة الزمن .
وهـكـذا تـدرج الـتفسير ، واتجهت الكتب المؤلفة فيه اتجاهات متنوعة وتحكمت الاصطلاحات الـعـلـمـية والعقائد المذهبية في عبارات القرآن الكريم ، فظهرت آثار الثقافة الفلسفية والعلمية للمسلمين في تفسير القرآن ، كما ظهرت آثار العرفان الصوفي ، وآثار النحل والاهواء فيه ظهورا جليا.
وذلـك ان كل من برع في فن من فنون العلم والادب ، يكاد يقتصر تفسيره على الفن الذي برع فيه فالنحوي تراه لا هم له الا الاعراب ، وذكر ما يحتمل في ذلك من اوجه وتراه ينقل مسائل النحو وفـروعـه وخـلافاته ، وذلك كالزجاج ، والواحدي في (البسيط) ، وابي حيان في (البحر المحيط).
وصـاحب العلوم العقلية تراه يعني في تفسيره بأقوال الحكماء والفلاسفة ، كما يذكر شبههم والرد عليها ، وذلك كالفخر الرازي في كتابه (مفاتيح الغيب ).
وصـاحـب الفقه تراه قد عنى بتقريره الادلة للفروع الفقهية ، والرد على من يخالف مذهبه ، وذلك كالجصاص والقرطبي وامثالهما كثير.
وصـاحـب الـتاريخ ليس له شغل الا القصص ، وذكر اخبار السلف ، ما صح منها وما لم يصح ، وذلك كالثعلبي والخازن وغيرهما.
واصـحـاب الـمـذاهب الكلامية انما يحاولون تأويل الظواهر الى ما يتفق ومذاهبهم في الكلام ، ويـقصرون الكلام في تفاسيرهم على هذا الجانب ، حيث يتوسعون فيه ، وذلك كالرماني والجبائي ، والقاضي عبدالجبار ، والزمخشري والفيض الكاشاني .
وارباب التصوف والعرفان الصوفي انما يتجهون بكل اتجاهاتهم الى ناحية تزكية الروح وتطهير الـنـفـس ، والترفع بها الى ذروة الاخلاق الحميدة ، كما يحاولون في استخراج المعاني الاشارية ـ حسبما يزعمون ـ من الآيات القرآنية بما يتفق مع مشاربهم ، ويتناسب مع رياضاتهم ومواجيدهم في عـرفـان الـذات ومـن هـؤلاء ابـن عـربـي ، وابو عبدالرحمان السلمي ، و القشيري في (لطائف الاشارات ) ، والفيض الكاشاني في اكثر مواضع تفسيره .
وهكذا فسر كل صاحب فن او مذهب بما يتناسب مع فنه او يشهد لمذهبه وقد استمرت هذه النزعة الـعـلـمـية والعقائدية ، وراجت في فترة غير قصيرة رواجا عظيما ، كما راجت في عصر متأخر تـفـسـيرات يحاول اهلها ان يحملوا آيات القرآن كل العلوم ما ظهر منها وما لم يظهر ، كان هذا فيما يبدو وجه وجوه اعجاز القرآن وصلاحيته ، لان يتمشى مع الزمن ، فيما زعموا.
امـا في عصرنا الحاضر فقد راج اللون الادبي الاجتماعي على التفسير ، ووجدت بعض محاولات علمية ، في كثير منها تكلف باهت وغلو ظاهر وسنتكلم عن مختلف هذه الالوان ، بما وسع لنا المقال ان شاء اللّه .
كـان الـتـفـسير في اجتيازه تلك المراحل وتطوره مع سير الزمان ، قد وجدت له الوان وظهرت اشـكال ، اشرنا اليها غير ان هذه الاشكال والالوان لم تزل مستمرة ، ودام وجودها في كل عصر من الاعـصـار ومـن ثـم فان المفسرين لم يزالوا يتنوعون في التفسير ، وتظهر على ايديهم انواع من الـتفسير ، حسب مختلف براعاتهم في الفنون والعلوم ، وتخصصاتهم في انحاء المعارف والثقافات ، وبذلك نستطيع ان ننوع التفسير منذ عهد تدوينه فإلى الان ، الى انواع مختلفة :
ولقد كان التفسير في بد نشوئه متقطعا ومترتبا حسب ترتيب السور والآيات كان المفسر يراجع شـيخه في مواضع من القرآن ، كان قد اشكل عليه فهمه ، فيساله عنه ويسجله في دفتره ، مبتدئا من اول الـقرآن الى آخره هذا هو نمط التفسير المأثور عن السلف ، المحفوظ بعضه الى اليوم ، كتفسير مجاهد وغيره .
فأول نوع من التفسير الذي جاء الى الوجود هو (التفسير بالمأثور) ومتقطعا ، ولكن مرتبا حسب تـرتـيـب الـسـور والآيات ثم بعده اخذ في تشكل اكثر وانسجام ابلغ ، مضافا اليه بعض التوسع والتنوع ، كما عرفت .
ولـكن ظهر الى جنب هذا النوع من التفسير الرتيب ، نوع آخر تعرض للجوانب الفقهية او اللغوية فـقط ، تاركا جوانبه الاخر ، وهذا نوع من (التفسير الموضوعي ) الذي ظهر الى عالم الوجود ، من اول يومه ولايزال .
فـهـذه كـتب آيات الاحكام ، وكتب غريب القرآن ، هي تفاسير موضوعية ، مقتصرة على جانب فهم الاحكام ، واستنباط فروع المسائل من القرآن ، وهكذا تفسير ما ورد في القرآن من غريب الالفاظ.
وهـكذا تنوع التفسير من اول يومه الى تفسير رتيب وتفسير موضوعي ، غير ان التفسير الر تيب كان مقتصرا في الاكثر على المأثور من الاقوال والاثار ، والموضوعي على الفقه واللغة فحسب وزاد المتأخرون جـانب الناسخ والمنسوخ في القرآن ، و اسباب النزول ، وغيرهما من مواضيع قرآنية ، افردوا لها كتبا تبحث عنها بالخصوص .
والـتفسير الرتيب مذ نشا ، نشا على نمطين : تفسير بمجرد المأثور من الآراء والاقوال ، وتفسير اجـتهادي معتمد على الراي والنظر والاستدلال العقلاني ومن هذا النمط الثاني التفاسير التي غلب عليها اللون المذهبي او الكلامي او الصوفي العرفاني ـ وهو من التفسير الباطني في مصطلحهم ـ وكـذلـك الـلغوي والادبي وما شاكل وهناك من جمع بين هذه الابعاد المتنوعة ، فجا تفسيره جامعا لمختلف الجوانب التي تعرض لها المفسرون المتخصصون .
وقـد شـاع هذا النمط الجامع من التفسير في العصور المتأخرة ، فكانت تفاسير جامعة بين العقل والـنـقـل ، مضافا اليه جانب ادب القرآن ، امثال تفسير ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي ـ من اكبر عـلـمـا القرن السادس ـ وبحق اسمى تفسيره ب (مجمع البيان ) ، حيث كان من احسن التفاسير واجـمـعهن لمختلف جوانب القرآن الكريم وهكذا تفسير ابي عبداللّه محمد بن احمد القرطبي ـ من علما القرن السابع ـ المسمى ب (الجامع لأحكام القرآن ) ، فانه تفسير جامع نافع ، وغيرهما كثير ، وسنتعرض لها.
وامـا الـتـفـاسـيـر المقتصرة على مجرد النقل فاقدمها من حيث البسط والشمول تفسير (جامع الـبـيـان ) تأليف ابي جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة (310هـ) ، ثم (الدر المنثور) لـجـلال الـديـن عبدالرحمان بن ابي بكر السيوطي المتوفى سنة (911) ، وبعدهما تفسير (نور الـثـقـلـيـن ) لعبد علي بن جمعة العروسي الحويزي المتوفى سنة (1091هـ)) و(البرهان في تفسير القرآن ) للسيد هاشم بن سليمان البحراني التوبلي الكتكاني المتوفى سنة (1109هـ) ، وهذان اقـتـصـرا عـلى المأثور عن ائمة اهل البيت (عليهم السلام ) وقد زاد عليهما وبسط الكلام في هذا النوع من الـتـفـسـيـر المولى صالح البرغاني القزويني المتوفى سنة (1294هـ) ، له تفسير كبير معتمد على المأثور من احاديث اهل البيت (عليهم السلام) .
وامـا المناهج التفسيرية التي يسلكها المفسر ويتجه نحوها في تفسيره للآيات القرآنية ، فتختلف حـسـب اخـتـلاف اتـجاهات المفسرين واذواقهم ، وايضا حسب معطياتهم ومواهبهم في العلوم والمعارف وانحاء الثقافات ، فمنهم من لا يعدو النقل ، معتقدا ان لا سبيل للعقل في تفسير كلامه تعالى ، ومـنهم من اجاز للعقل التدخل فيه ، ويرى للراي والنظر والاجتهاد مجالا واسعا في التفسير ، حيث قـولـه تـعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24] وقوله تعالى : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44] فللتدبر في القرآن ، والتفكر حول آياته ومـفاهيمه مجال واسع ، قد فتح القرآن ذاته ابوابه بمصراعين غير ان بعضهم اسرف في التعقل ، وربما التحق بالتوهم المتكلف فيه .
وعـلـى أي تـقدير ، فالمنهج الذي انتهجه المفسرون اما نقلي او اجتهادي وقد عرفنا سبيل النقلي واعـتـمـاده على المأثور من الآراء والاقوال ، اما مع شي من البيان والتوضيح ، كما سلكه ابو جعفر الـطـبـري ، او مـجـرد الـنقل من غير نظر وبيان ، كالذي انتهجه جلال الدين السيوطي والسيد البحراني .
وامـا الـنـظري الاجتهادي فمعتمده اما مجرد الراي الخاص حسب عقيدته ومذهبه ، فهذا كأكثر تفاسير اهل الباطن او مجموعة مصادر التفسير من المنقول والمعقول ، وهذا هو الشائع من التفاسير المعتبرة الدارجة بين المسلمين ، منذ العهد الاول ولايزال .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|