المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18790 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تدرج التفسير وتلونه  
  
3203   02:18 صباحاً   التاريخ: 13-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص534-548.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفسير / مفهوم التفسير /

اخذ التفسير يخطو من مرحلة الى اخرى ويزداد توسعا وتنوعا فقد انتقل من دور الـتـفسير بالمأثور الى دور الاجتهاد العقلي واعمال النظر والراي ، واستنباط معاني القرآن الـكـريـم فـي ضوء الادب ـ اولا ـ ثم في ضوء انواع العلوم والمعارف التي كان ذلك العهد آهلا بها ، مـضـافـا الـيـه بـعض النظرات الفلسفية الكلامية ، مما نشا على يد ارباب الكلام وذوي النزعات المذهبية العقائدية ، وكانت متنوعة ذلك العهد كل ذلك اثر في التفسير ، وزاد في حجمه ، كما جعله على انواع واشكال مختلفة .

فـمنهم من اقتصر على اسلوب السلف بالاكتفاء بالتفسير بالمأثور من اقوال الصحابة وكبار التابعين ، ومنهم من زاد عليه بالتوسع في اللغة والادب ، ومنهم من تجاوز الى معارف اخر من فلسفة وكلام ، وبذلك تلون التفسير حسب الوان الثقافات الموجودة آنذاك .

ولكل من هذه الالوان والانحاء التفسيرية مميزاته ومشخصاته ، بها يمتاز كل نوع من التفسير عن سـائر الانـواع ، ومـنهم من جمع بين هذه الالوان او بعضها ، فكانت تفاسير جامعة تتعرض لمختلف ابـعاد التفسير ، كاللغة والادب والكلام ، الى جنب المأثور من الاحاديث الواردة ونقل الاقوال وقد كـثر في العهد المتأخر هذا النمط الجامع من التفسير ، كما قد زاد عليه المتأخرون جوانب الشؤون الاجتماعية والسياسية التي تعرض لها القرآن ، وبسطوا القول فيها حسب حاجة الزمن .

وهـكـذا تـدرج الـتفسير ، واتجهت الكتب المؤلفة فيه اتجاهات متنوعة وتحكمت الاصطلاحات الـعـلـمـية والعقائد المذهبية في عبارات القرآن الكريم ، فظهرت آثار الثقافة الفلسفية والعلمية للمسلمين في تفسير القرآن ، كما ظهرت آثار العرفان الصوفي ، وآثار النحل والاهواء فيه ظهورا جليا.

وذلـك ان كل من برع في فن من فنون العلم والادب ، يكاد يقتصر تفسيره على الفن الذي برع فيه فالنحوي تراه لا هم له الا الاعراب ، وذكر ما يحتمل في ذلك من اوجه وتراه ينقل مسائل النحو وفـروعـه وخـلافاته ، وذلك كالزجاج ، والواحدي في (البسيط) ، وابي حيان في (البحر المحيط).

وصـاحب العلوم العقلية تراه يعني في تفسيره بأقوال الحكماء والفلاسفة ، كما يذكر شبههم والرد عليها ، وذلك كالفخر الرازي في كتابه (مفاتيح الغيب ).

وصـاحـب الفقه تراه قد عنى بتقريره الادلة للفروع الفقهية ، والرد على من يخالف مذهبه ، وذلك كالجصاص والقرطبي وامثالهما كثير.

وصـاحـب الـتاريخ ليس له شغل الا القصص ، وذكر اخبار السلف ، ما صح منها وما لم يصح ، وذلك كالثعلبي والخازن وغيرهما.

واصـحـاب الـمـذاهب الكلامية انما يحاولون تأويل الظواهر الى ما يتفق ومذاهبهم في الكلام ، ويـقصرون الكلام في تفاسيرهم على هذا الجانب ، حيث يتوسعون فيه ، وذلك كالرماني والجبائي ، والقاضي عبدالجبار ، والزمخشري والفيض الكاشاني .

وارباب التصوف والعرفان الصوفي انما يتجهون بكل اتجاهاتهم الى ناحية تزكية الروح وتطهير الـنـفـس ، والترفع بها الى ذروة الاخلاق الحميدة ، كما يحاولون في استخراج المعاني الاشارية ـ حسبما يزعمون ـ من الآيات القرآنية بما يتفق مع مشاربهم ، ويتناسب مع رياضاتهم ومواجيدهم في عـرفـان الـذات ومـن هـؤلاء ابـن عـربـي ، وابو عبدالرحمان السلمي ، و القشيري في (لطائف الاشارات ) ، والفيض الكاشاني في اكثر مواضع تفسيره .

وهكذا فسر كل صاحب فن او مذهب بما يتناسب مع فنه او يشهد لمذهبه وقد استمرت هذه النزعة الـعـلـمـية والعقائدية ، وراجت في فترة غير قصيرة رواجا عظيما ، كما راجت في عصر متأخر تـفـسـيرات يحاول اهلها ان يحملوا آيات القرآن كل العلوم ما ظهر منها وما لم يظهر ، كان هذا فيما يبدو وجه وجوه اعجاز القرآن وصلاحيته ، لان يتمشى مع الزمن ، فيما زعموا.

امـا في عصرنا الحاضر فقد راج اللون الادبي الاجتماعي على التفسير ، ووجدت بعض محاولات علمية ، في كثير منها تكلف باهت وغلو ظاهر وسنتكلم عن مختلف هذه الالوان ، بما وسع لنا المقال ان شاء اللّه .

كـان الـتـفـسير في اجتيازه تلك المراحل وتطوره مع سير الزمان ، قد وجدت له الوان وظهرت اشـكال ، اشرنا اليها غير ان هذه الاشكال والالوان لم تزل مستمرة ، ودام وجودها في كل عصر من الاعـصـار ومـن ثـم فان المفسرين لم يزالوا يتنوعون في التفسير ، وتظهر على ايديهم انواع من الـتفسير ، حسب مختلف براعاتهم في الفنون والعلوم ، وتخصصاتهم في انحاء المعارف والثقافات ، وبذلك نستطيع ان ننوع التفسير منذ عهد تدوينه فإلى الان ، الى انواع مختلفة :

ولقد كان التفسير في بد نشوئه متقطعا ومترتبا حسب ترتيب السور والآيات كان المفسر يراجع شـيخه في مواضع من القرآن ، كان قد اشكل عليه فهمه ، فيساله عنه ويسجله في دفتره ، مبتدئا من اول الـقرآن الى آخره هذا هو نمط التفسير المأثور عن السلف ، المحفوظ بعضه الى اليوم ، كتفسير مجاهد وغيره .

فأول نوع من التفسير الذي جاء الى الوجود هو (التفسير بالمأثور) ومتقطعا ، ولكن مرتبا حسب تـرتـيـب الـسـور والآيات ثم بعده اخذ في تشكل اكثر وانسجام ابلغ ، مضافا اليه بعض التوسع والتنوع ، كما عرفت .

ولـكن ظهر الى جنب هذا النوع من التفسير الرتيب ، نوع آخر تعرض للجوانب الفقهية او اللغوية فـقط ، تاركا جوانبه الاخر ، وهذا نوع من (التفسير الموضوعي ) الذي ظهر الى عالم الوجود ، من اول يومه ولايزال .

فـهـذه كـتب آيات الاحكام ، وكتب غريب القرآن ، هي تفاسير موضوعية ، مقتصرة على جانب فهم الاحكام ، واستنباط فروع المسائل من القرآن ، وهكذا تفسير ما ورد في القرآن من غريب الالفاظ.

وهـكذا تنوع التفسير من اول يومه الى تفسير رتيب وتفسير موضوعي ، غير ان التفسير الر تيب كان مقتصرا في الاكثر على المأثور من الاقوال والاثار ، والموضوعي على الفقه واللغة فحسب وزاد المتأخرون جـانب الناسخ والمنسوخ في القرآن ، و اسباب النزول ، وغيرهما من مواضيع قرآنية ، افردوا لها كتبا تبحث عنها بالخصوص .

والـتفسير الرتيب مذ نشا ، نشا على نمطين : تفسير بمجرد المأثور من الآراء والاقوال ، وتفسير اجـتهادي معتمد على الراي والنظر والاستدلال العقلاني ومن هذا النمط الثاني التفاسير التي غلب عليها اللون المذهبي او الكلامي او الصوفي العرفاني ـ وهو من التفسير الباطني في مصطلحهم ـ وكـذلـك الـلغوي والادبي وما شاكل وهناك من جمع بين هذه الابعاد المتنوعة ، فجا تفسيره جامعا لمختلف الجوانب التي تعرض لها المفسرون المتخصصون .

وقـد شـاع هذا النمط الجامع من التفسير في العصور المتأخرة ، فكانت تفاسير جامعة بين العقل والـنـقـل ، مضافا اليه جانب ادب القرآن ، امثال تفسير ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي ـ من اكبر عـلـمـا القرن السادس ـ وبحق اسمى تفسيره ب (مجمع البيان ) ، حيث كان من احسن التفاسير واجـمـعهن لمختلف جوانب القرآن الكريم وهكذا تفسير ابي عبداللّه محمد بن احمد القرطبي ـ من علما القرن السابع ـ المسمى ب (الجامع لأحكام القرآن ) ، فانه تفسير جامع نافع ، وغيرهما كثير ، وسنتعرض لها.

وامـا الـتـفـاسـيـر المقتصرة على مجرد النقل فاقدمها من حيث البسط والشمول تفسير (جامع الـبـيـان ) تأليف ابي جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة (310هـ) ، ثم (الدر المنثور) لـجـلال الـديـن عبدالرحمان بن ابي بكر السيوطي المتوفى سنة (911) ، وبعدهما تفسير (نور الـثـقـلـيـن ) لعبد علي بن جمعة العروسي الحويزي المتوفى سنة (1091هـ)) و(البرهان في تفسير القرآن ) للسيد هاشم بن سليمان البحراني التوبلي الكتكاني المتوفى سنة (1109هـ) ، وهذان اقـتـصـرا عـلى المأثور عن ائمة اهل البيت (عليهم السلام ) وقد زاد عليهما وبسط الكلام في هذا النوع من الـتـفـسـيـر المولى صالح البرغاني القزويني المتوفى سنة (1294هـ) ، له تفسير كبير معتمد على المأثور من احاديث اهل البيت (عليهم السلام) .

وامـا المناهج التفسيرية التي يسلكها المفسر ويتجه نحوها في تفسيره للآيات القرآنية ، فتختلف حـسـب اخـتـلاف اتـجاهات المفسرين واذواقهم ، وايضا حسب معطياتهم ومواهبهم في العلوم والمعارف وانحاء الثقافات ، فمنهم من لا يعدو النقل ، معتقدا ان لا سبيل للعقل في تفسير كلامه تعالى ، ومـنهم من اجاز للعقل التدخل فيه ، ويرى للراي والنظر والاجتهاد مجالا واسعا في التفسير ، حيث قـولـه تـعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24] وقوله تعالى : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44] فللتدبر في القرآن ، والتفكر حول آياته ومـفاهيمه مجال واسع ، قد فتح القرآن ذاته ابوابه بمصراعين غير ان بعضهم اسرف في التعقل ، وربما التحق بالتوهم المتكلف فيه .

وعـلـى أي تـقدير ، فالمنهج الذي انتهجه المفسرون اما نقلي او اجتهادي وقد عرفنا سبيل النقلي واعـتـمـاده على المأثور من الآراء والاقوال ، اما مع شي من البيان والتوضيح ، كما سلكه ابو جعفر الـطـبـري ، او مـجـرد الـنقل من غير نظر وبيان ، كالذي انتهجه جلال الدين السيوطي والسيد البحراني .

وامـا الـنـظري الاجتهادي فمعتمده اما مجرد الراي الخاص حسب عقيدته ومذهبه ، فهذا كأكثر تفاسير اهل الباطن او مجموعة مصادر التفسير من المنقول والمعقول ، وهذا هو الشائع من التفاسير المعتبرة الدارجة بين المسلمين ، منذ العهد الاول ولايزال .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .