المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



اللحوم  
  
33   10:22 صباحاً   التاريخ: 2025-05-06
المؤلف : السيد حسين نجيب محمد
الكتاب أو المصدر : الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص444ــ446
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-1-2016 3714
التاريخ: 2025-04-17 197
التاريخ: 2025-01-09 500
التاريخ: 2025-04-15 187

تعتبر اللحوم من الأطعمة الأساسية في بناء الجسم الإنساني فقد ورد في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((اللحم ينبت اللحم))(1).

كما أنَّها من الأطعمة التي تقوي الجسد وتساعده على الشفاء من بعض الأمراض فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((أن نوحاً (عليه السلام) شكا إلى الله تعالى الضعف فأوحى إليه أن أطبخ اللحم باللبن فكلها فإني قد جعلت القوة والبركة فيهما))(2).

وقد ذكر الله تعالى اللحم في عِداد النعم التي أنعمها على الإنسان فقال تعالى: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [النحل: 5].

وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 14].

وقال تعالى في تعداد النعم التي أنزلها على بني إسرائيل: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} [البقرة: 57].

السلوى يعني اللحم سُمي بذلك لأنَّه يُسلى به عن جميع الآدام ولا يقوم غيره مقامه، ثم قال تعالى بعد ذلك: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 57].

فعد اللحم من طيبات الرزق(3).

كما ذكر الله تعالى أنَّ اللحم من جملة طعام أهل الجنَّة فقال:

{وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الواقعة: 21].

وتكمن أهمية اللحوم في احتوائها على المواد الغذائية المتعددة والتي من أهمها:

(البروتينات)، ففيها حوالي 22 بالمئة من البروتيين، والبروتيين مواد مركبة معقدة تمتاز بها الحياة، فكل المخلوقات الحية من نبات وحيوان تنطوي أجسامها على هذه المادة وهكذا الحال في جسم الإنسان، ولأنَّ الإنسان يطرح في كل يوم مقداراً من البروتيين فهو بحاجة إلى مواد جديدة لإعادة بناء الجسم.

وقد قام العالم (بوسكيه) بتجربة فريدة فقد غذى بعض الضفادع ببروتيين من أصل نباتي وحيواني وتبين له أنَّ تغذية الضفادع بلحم حيواني ينتج نمواً أسرع، كما أن فيها أملاح معدنية وبخاصة الفوسفور.

واللحوم من الغذاء الذي يمدُّ الجسم بطاقة حرارية عالية مما يساعده على النشاط والمجهود العضلي.

عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((مَنْ أصابه ضعف في قلبه أو بدنه، فليأكل لحم الضأن باللبن، فإنَّه يخرج من أوصاله كل داء وغائله، ويقوي جسمه ويشد متنه (ظهره)))(4).

_____________________________

(1) طب المعصومين (عليهم السلام): ص 353.

(2) المصدر نفسه.

(3) النظام الصحي في الإسلام: للدكتور زهير الأعرجي.

(4) طب المعصومين (عليهم السلام): ص 355. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.