أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-6-2022
![]()
التاريخ: 12-6-2022
![]()
التاريخ: 13-6-2022
![]()
التاريخ: 12-6-2022
![]() |
تعرضت قارة إفريقيا إلى عملية إزاحة كبيرة لسكانها الأصليين متمثلة عدة موجات عن طريق عدة محاور أهمها:
1 - المحور الشرقي : ويشمل فرعين أساسيين الأول عن طريق سيناء والثاني عن طريق القرن الإفريقي وخاصة مضيق باب المندب.
2 ـ محور البحر المتوسط ومن جهات عدة وهذه المحاور كانت تمثل جسوراً للموجات المتلاحقة وخلال فترات زمنية متباينة تدفقت خلالها إلى داخل القارة، وكل موجة تحاول إزاحة قسم من السكان مما أدى إلى عملية انحسار وتوسع في آن واحد، فهي انحسار بالنسبة للسابقة حيث تتراجع بسبب المزاحمة إلى مناطق أبعد وقد تكون أصعب.
وبالمقابل تتوسع العناصر الجديدة محاولة الضغط على الأقدم وباستمرار هذه العملية تراجعت الجماعات الأصلية نحو المناطق المجدبة تاركة نطاق الحشائش الوفيرة والرعي الجيد وخير مثال على ذلك قبائل البوشمن والهتنتوت سكان صحراء كلهاري وناميبيا .
ويمثل الزنوج معظم سكان القارة مع وجود سلالات أخرى في شمال وجنوب القارة ولأجل سهولة الإحاطة بالسكان في القارة السوداء، رأى المؤلفون أن تقسيم السلالات الإفريقية على أساس القدم. فتضم القارة ما يقارب 710 مليون نسمة حسب تقديرات الأمم المتحدة لعام 1993إفرنجي وهذا العدد الهائل غير متجانس في تركيبته فهو ينقسم إلى عدة مجاميع سلالية أهمها .
1 - الأقزام :
يشير أكثر المهتمين بالسكان في إفريقيا إلى الأقزام هم أقدم شعوب القارة ويتوزعون الآن في نطاق ضيق يتمثل في نطاق الغابات الاستوائية، بعد أن كانت أوطانهم أكثر اتساعاً حيث تمتد من سواحل غانا والكاميرون وحوض الكونغو حتى هضبة البحيرات مروراً ببحر الغزال .
وللأقزام خصائص تميزهم عن باقي سكان القارة، فهم قصار القامة ومتوسط الطول يصل إلى 135سم وأجسامهم غير متناسقة فالأذرع طويلة لا القامة، وقد يرجع طول الأذرع لديهم بسبب اعتمادهم عليها تتناسب مع حجم في صعود الأشجار لجمع الثمار.
أما لون البشرة فهي سوداء مائلة إلى الصفرة والجسم يغطيه شعر خفيف وعيونهم كبيرة وأنوفهم مفلطحة وصفة الأنوف هذه مشتركة بينهم وبين زنوج إفريقيا، كما يتميزون بيروز الفك الأعلى .
ويعيش الأقزام في مجموعات سكنية بسيطة متمثلة في أكواخ صنعت بالاعتماد على الغابة تتوزع في مناطق معزولة والنظام القبلي سائد عند الأقزام.
ويقسم الأقزام إلى ثلاثة أقسام رئيسية :
1 - مجموعة البانجا ومواطن هذه جنوب الكاميرون حتى الجابون .
2ـ مجموعة الباتو : وتتوزع هذه المجموعة بين نهر الكونغو ونهر كاساي.
3ـ مجموعة البامبوتي: ومواطنهم شمال شرق الكونغو وجنوب غرب أوغندا.
وحياتهم الاقتصادية تعتمد اعتماداً كاملاً على الصيد البدائي وجمع الثمار، أما أسلحتهم فهي السهم والقوس باستثناء قسم منهم فقد بدأ الأقزام يعتمدون في معيشتهم على الزنوج القريبين منهم حيث التبادل التجاري الصامت الذي يتم فيه تبادل منتجات الصيد مع الزنوج بالمحصول الزراعي كما تم في أحيان قليلة التزواج مع الزنوج مما أدى إلى تناقص عددهم ولغتهم المميزة تمثل مجموعة أصوات لها دلالات معروفة عندما يطلقوها.
2 – الخویزان (Khoi-san)
وهم من شعوب القارة الأصلية وكانوا ينتشرون في أرجاء واسعة من القارة ولا زالت النقوش الفنية الرائعة لأسلافهم تنتشر في أرجاء إفريقيا المدارية التي تجسد صفاتهم الجسدية.
وتراجع الخويزان أمام الموجات البشرية المتلاحقة المتتالية منحصرين في إقليم طارد للسكان كما في صحراء كلهاري وناميبيا، وهم قصار القامة لا يزيد طولهم عن 150 سم وأجسادهم نحيفة مع بروز شديد في العجز والجبهة عالية مع تفطس الأنف وبشرتهم بنية تميل إلى الصفراء وشعر رؤوسهم مفلفل والعيون صغيرة .
ويقسم جماعة الخويزان إلى قسمين هما :
1 - البوشمن :
وهم سكان الصحراء المتنقلين الذين يعتمدون على الصيد والجمع ولا يعرفون الزراعة ولا يربون الحيوان ويشكلون تجمع صغير جداً أما مناطق توزعهم فتشمل نطاق له عدة محاور :
المحور الأول : صحراء ناميبيا وهي صحراء ساحلية مطلة على المحيط الأطلسي في جنوب غرب إفريقيا وينتشرون في المنطقة الممتدة من مصب نهر الأورانج حتى ميناء لودريتز .
المحور الثاني : يشمل أواسط نهر الأورانج إلى وسط بتسوانالاند وفي منطقة الكاب في جمهورية جنوب إفريقيا كقبائل زام ونوين.
المحور الثالث: يشمل جنوب دلتا نهر أو كوانجو كقبائل تارون .
المحور الرابع: يمتد من شمال حوض نهر أو كوانجو وبحيرة نجامي في أنجولا.
المحور الخامس : يعيش حول بحيرة ما نيارا في شمال تنزانيا كقبيلة الكنديجا Kindiga .
2 - الهتنتوت :
وهم بوشمن كانوا قد امتزجوا مع السلالات الزنجية ويختلفون عن البوشمن في استئناس الحيوانات منهم رعاة بقر وقسم آخر يعمل في خدمة المهاجرين الأوروبيين وكانوا ينتشرون في منطقة الكاب، وعند مجيء.
الأوروبيين الهولنديين تعرضوا إلى الإبادة الجماعية ولهذا تناقص عددهم ولم يبق منهم إلا جماعة صغيرة تتوزع في صحراء ناميبيا ومنطقة التقاء نهر فال في الأورانج ووسط تنجانيقا كمجموعة سانداوي Sandawi وتقلص الخويزان بسبب مزاحمة الأوروبيين لهم ولم يبق منهم سوى المائة ألف فقط .
3 ـ السلالات الزنجية : يشكل الزنوج نسبة أكثر 70% من عدد السكان ويتوزعون جغرافياً من الصحراء شمالاً حتى جنوب القارة مع تغلغل في شمال الصحراء الكبرى، ويمثلون شعوب متباينة ومتنوعة وتأثروا في بعض الأحيان بدماء حامية، والسلالة الزنجية في إفريقيا تقسم إلى عدة أقسام وهي:
1 - زنوج الغابة
ويتوزعون في نطاق كبير يبدأ من جنوب بحر الغزال إلى شمال إفريقيا الوسطى وجنوب تشاد وشمال الكاميرون ونيجيريا وبنين وتوجو والأجزاء الجنوبية من النيجر وغانا وليبيريا وسيراليون وغينيا حتى دكار في السنغال ويتداخلون مع زنوج السودان في أحيان كثيرة.
ويتصف الزنوج الأصليون بالبشرة السوداء وبطول القامة وبروز الفك وغلظة الشفاه والشعر المفلفل، ويرتبطون مع بعضهم بميزات اجتماعية وثقافية مشتركة كالبيوت ذات الأسقف الهرمية، ويتعاطون طقوس غامضة وفي أنواع الأسلحة والتضحية من أجل الجماعة، وقد أنشأوا ممالك قوية وتنظيمات اجتماعية واضحة كمملكة يوروبا Yoruba ويعمل معظمهم في الزراعة ونقل تربية الحيوان بسبب ظروف الغابة وبذلك تجدهم يتركزون بكثافة في المناطق الزراعية.
1ـ زنوج البانتو
وهم مجموعة لغوية واحدة بلهجات متعددة على عكس الأقسام الأخرى للزنوج الذين يمتلكون لغات متعددة ويتميز هؤلاء بالصفات الزنجية السالفة الذكر مع وضوح التأثير الحامي.
والتوزيع الجغرافي لهم من مصب نهر جوبا في الصومال على المحيط الهندي مروراً بكينيا إلى بحيرة فكتوريا وأعالي النيل في منطقة البحيرات نحو زائير والكونغو إلى جنوب نهر الجابون وأنجولا وزمبابوي وموزمبيق وملاوي وتنزانيا وأوغندا ورواندا وبوروندي، وبذلك يمثل انتشارهم مثلث ضخم يشمل أغلب أجزاء القارة الجنوبية .
ويقدر عددهم بنحو 100 مليون نسمة يمتهنون تربية الحيوان والزراعة في بعض الأحيان لسد احتياجاتهم وخاصة في منطقة البحيرات حيث ترتفع كثافتهم السكانية مما أدى إلى إدخال المحاصيل النقدية في نشاطهم الزراعي كالقطن، ويعتمدون في ثروتهم على عدد رؤوس الماشية لديهم حيث تعد من ممتلكات القبيلة وهي جزء من تراثها.
ويقسمون إلى ثلاثة أقسام حسب الموقع الجغرافي :
1ـ البانتو الجنوبيون الكافير Kafridi وهم جماعة السوتو وتشوانا والزولو وأكوازا ويتوزع الكافير في موزمبيق وزمبابوي وتنزانيا وملاوي، وبعد مجيء الأوروبيين ودخولهم إلى جنوب القارة أدخلوا الطرق الحديثة للزراعة مما كان له دور في تدهور النظام القبلي لدى البانتو حيث تم ترك بعض من تقاليدهم.
ب - البانتو الغربيون ويتوزعون في الكونغو والكاميرون والجابون ويمارسون الزراعة المتنقلة كجماعة الفانج Fang وخاصة المناطق التي تنتشر فيها ذبابة التسي تسي، وقسم منهم يمارسون الزراعة المتنقلة مثل جماعة الباكوبا (Bakuba) كما في حوض نهر كاساي ويعمل قسم منهم في التجارة في أسواقهم المنظمة.
ج - البانتو الشرقيون : ويتوزعون في أوغندا ورواندا وبروندي وتنزانيا
3 - زنوج السودان:
تشمل هذه السلالة قبائل كثيرة جداً، ويتميزون بصفات جسمانية مختلفة عن غيرهم متمثلة في طول القامة والبشرة أكثر سواداً والشفاه أغلظ وعظام الوجه كثيرة البروز، ويتوزعون جغرافياً في إقليم طولي يمتد من السنغال حتى النيل الأزرق في السودان ومن كردفان حتى شمال إفريقيا الوسطى، وشمال غرب الكونغو حتى غرب القارة باستثناء النطاق الساحلي، وفي الشمال يتداخلون مع سكان واحات الصحراء الكبرى.
ويوضح سليجمان أن الزنوج الحقيقيون استطاعوا بناء عدة إمارات كالهوسا (Hausa) وإمارة الفولاني (Fulani) والولوف المتاخمة لنهر السنغال والسرر (Serer) والتوكولور (Tokolor) والماندي واليوروبا، ونشاطهم الزراعة، أما تربية الحيوان فتقتصر على المناطق الشمالية من ذبابة التسي تسي إضافة إلى عملهم في النشاط التجاري.
4 - زنوج النيل أنصاف الحاميين (Half Hamites) :
ويتميزون بصفات واضحة كطول القامة الذي يصل إلى 190سم مع أجسام نحيفة وبشرتهم شديدة السواد مع قلة تفلطح الأنف واختلط زنوج النيل مع الحاميين ويتوزعون جغرافياً في معظم جنوب السودان وجنوب تشاد إلى هضبة الحبشة وشمال أوغندا والسواحل الشرقية لبحيرة فكتوريا وتوزيعهم هذا يمثل دائرة تشمل قلب إفريقيا ويملكون خصائص حضارية واضحة ومتشابهة كاللغة والتقاليد والنظام الاجتماعي.
وأهم قبائل تسكن السودان هي الدنكا وتنتشر في جنوب السودان، وجماعة النوير ويتوزعون في مقدمات بحر الجبل وبحر الغزال، والكلك وينتشرون غرب النيل الأبيض والأنواك الذين يتوزعون على روافد السوباط حتى أثيوبيا وقبائل التشولي Achule ويتوزعون شمال أوغندا وقبائل الليو Luo ويتوزعون في كينيا.
5 - القوقازيون
بعد التعرف على سكان القارة الأصليين ومناطق انتشارهم التي تشمل وسط القارة، هناك عناصر جاءت وسكنت القارة التي دخلت عن طريق الشمال والشرق ويتوزع القوقازيون في أجزاء إفريقيا الشمالية حتى الصحراء الكبرى كذلك شرق القارة وهضبة الحبشة دخل اليونانيون والرومان إلى القارة في دلتا النيل والسواحل الشمالية للقارة وقد اندمجت هذه العناصر مع الشعوب الأصلية حيث ظهرت بعض الصفات التي لا تزال ظاهرة للعيان وأصبحت التفرقة الجنسية صعبة جداً كاختلاط العرب والأقباط في مصر.كما تأثر المصريون ببعض الدماء التركية كما دخل القارة عن طريق باب المندب عناصر من آسيا وآثارها واضحة.
والقوقازيون يتمثلون في :
أ ـ الساميون.
ب - الحاميون.
ويقسم سليجمان الحاميين إلى شماليين وشرقيين ويتوزع الشماليون في شمال القارة ويمتد حضورهم حتى نهر النيجرأما الحاميون الشرقيون ويتوزعون جغرافياً من الصومال ابتداء من نهر جوبا في الجنوب حتى ساحل البحر الأحمر والهضبة الحبشية ونهر النيل من الغرب ويتمثلون في العناصر الأثيوبية والدناقلة والحبرا والنوبيين والبجة. أما الساميون فيمثلون هجرة حديثة للقارة كان أقواها مع دخول الإسلام في إفريقيا في القرن السابع وأتبعتهم موجات في القرنين الحادي عشر والرابع عشر واختلطت العناصر السامية مع الحامية تحت لواء الإسلام واللغة العربية مع ملاحظة أن قسم منهم اختلط مع زنوج السودان كما في قبائل البقارة في وسط السودان، وقسم آخر استقر في مناطق محددة من الصحراء كالأبله. وكان دخول الساميون إلى القارة عن طريق باب المندب وسيناء وأصبح انتشارهم مع انتشار التوزيع الجغرافي للحاميين في الشمال والشرق. وقد احتفظت هذه القبائل بتكوينها.
وهذا ما نجده جلياً في السودان كقبائل الرشايدة والشكرية وبنو جرار والهواوير والكبابيش والكهواهلة وقبائل أولاد زيد وبنو هلية والزغاوه، وتسكن قبائل الرزيقات والمسيرية والحوازمة والحمر وسكنت قبائل بني هلال وجهينة والسعدية في ليبيا وأقطار المغرب العربي.
ومن الصعب وضع حدود واضحة بين الجماعات السامية والحامية وذلك لأن الحاميين والساميين ينتمون إلى سلالة واحدة وهي سلالة البحر المتوسط وهم يذوبون في بوتقة الإسلام واللغة العربية هي السائدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
(1) م. ج. سلیجمان - السلالات البشرية في إفريقيا - ترجمة يوسف خليل - القاهرة 1966 ، ص 18.
ــ البوشمن : تسمية هولندبة تعني سكان الأكواخ المصنوعة من أغصان الأشجار ويتميزون في ثقل في النطق.
(1) أحمد نجم الدين - إفريقيا دراسة عامة - مؤسسة شباب الجامعة - الإسكندرية - بلا ـ ص189.
C.G. Seligman «Races of Africa» London 1963 P55.
(1) فتحي محمد أبو عيانة - إفريقيا جنوب الصحراء - دار المعرفة الجامعية - الإسكندرية - بلا ـ ص 129.
|
|
حقن الذهب في العين.. تقنية جديدة للحفاظ على البصر ؟!
|
|
|
|
|
علي بابا تطلق نماذج "Qwen" الجديدة في أحدث اختراق صيني لمجال الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر
|
|
|
|
|
مشاتل الكفيل تنتج أنواعًا مختلفة من النباتات المحلية والمستوردة وتواصل دعمها للمجتمع
|
|
|