المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علم الاحياء
عدد المواضيع في هذا القسم 11573 موضوعاً
النبات
الحيوان
الأحياء المجهرية
علم الأمراض
التقانة الإحيائية
التقنية الحياتية النانوية
علم الأجنة
الأحياء الجزيئي
علم وظائف الأعضاء
المضادات الحيوية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



طرق انتقال التلوث إلى البحار والمحيطات  
  
45   12:09 صباحاً   التاريخ: 2025-04-27
المؤلف : أ.د. إمحمد عياد محمد مقيلي
الكتاب أو المصدر : مشاكل البيئة الحديثة والمعاصرة (الطبعة الأولى 2025)
الجزء والصفحة : ص192-195
القسم : علم الاحياء / البيئة والتلوث /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-03-27 226
التاريخ: 3-5-2019 4070
التاريخ: 17-8-2021 1986
التاريخ: 7-10-2020 2237

أهم الطرق الطبيعية لانتقال التلوث من اليابس إلى البحار والمحيطات هي: صبيب الأنهار ، والرياح، والجبال الجليدية الطافية، والإنسان بدوره أضاف طريقين أخريين هما مخلفات السفن، وتدفقات مجاري الصرف الصحي والصناعي.

 أولاً : الأنهار : تقوم الأنهار بنقل مياه أحواض صرف مياه الأمطار على اليابس وهي محملة بكميات كبيرة من المواد الذائبة والعالقة علما بأن تلوث مياه الأنهار متباين مكانيا حسب طبيعة الوضع الاقتصادي والتكنولوجي للأقاليم فأنهار الدول المتقدمة أكثر تلوثا من مثيلاتها بالدول المتخلفة بالمخلفات الصناعية السامة. فعلى سبيل المثال، توجد بالأنهار الأوروبية والأمريكية تركيزات كبيرة من الأحماض ( الناتجة من حرق الفحم والبترول المحتوي على شوائب الكبريت) أكبر من الأنهار الآسيوية والأفريقية. وتصرف الأنهار كل ما يلقى فيها من مصارف المدن والقرى ومخلفات الصرف الزراعي والمحاجر والمناجم وهي تحتوي على حمولات كبيرة من المعادن الذائبة والعالقة والمبيدات والجراثيم والزيوت الضارة بالأحياء السمكية.

ثانياً : - الرياح: تقوم نظم الرياح التجارية والأعاصير بالعروض الدنيا بنقل ملوثاتها القارية من الشرق إلى الغرب، أما نظم الرياح العكسية والمنخفضات الاعصارية بالعروض المعتدلة والعليا فهي تنقل الملوثات باتجاه عام من الغرب إلى الشرق. كما أن هناك إمكانية لانتشار الكثل الهوائية شمالا وجنوبا متتبعة أمواج الرياح وتوجد أنظمة جوية بحجم أصغر تنقل الملوثات القارية إلى البحار المجاورة أهمها نظم الرياح الموسمية الناتجة عن تبدل توزيعات الحرارة والضغط على اليابس والماء بين الصيف والشتاء، أما نظم نسيم البحر واليابس فهي لا تظهر إلا في حالات الاستقرار الجوي المرتبطة بأنظمة الضغط المرتفع ضد الاعصارية. طبعا الجسيمات العالقة بالجو هي أول ما يترسب على البحر نتيجة تلامسها مع مياه الأمواج، أما الغازات فبإمكانها التنقل مسافات طويلة مع الهواء ووصول مؤثراتها مناطق بعيدة قبل أن تمتصها المياه. فعلى سبيل المثال، الحطام الذري المتولد عن التجربة الصينية فوق منطقة لوب نور ( 40o شمالا و 90o شرقا) خلال شهر مايو عام 1965 ركب الرياح وطاف العالم خلال ثلاثة أسابيع، حيث تم قياس الإشعاع المتساقط . مع الأمطار في كل من طوكيو ( 36o شمالا و 140o شرقا ) وليتل روك أركانساس الأمريكية ( 36o شمالا و 94o غربا).[1]

ثالثاً: الجبال الجليدية الطافية وهذه مسئولة عن نقل الجسيمات الصلبة ( التي تترسب عليها في المناطق القطبية) إلى أقاليم العروض الوسطى، حيث تذوب هناك نتيجة لاختلاطها بالتيارات البحرية الدافئة.

رابعاً: الإنسان تتسبب أنشطة الإنسان المختلفة في نقل التلوث إلى البحر بطرق مقصودة أو غير مقصودة. فالطرق غير المقصودة تتم مثلا عن طريق تسرب الزيوت من محركات السفن، أو نتيجة لغرق السفن والقوارب أثناء العواصف فهذه الحالات تؤدي إلى تلوث البحر رغما عن إرادة الإنسان حتى وإن كان هو السبب الرئيسي في حدوثها. أما التلوث المقصود فيشمل تدمير السفن أثناء الحروب بالألغام أو القصف، وكذلك عمليات غسل خزانات ناقلات النفط تم تفريغها في البحر، وتفريغ مياه الصرف الصحي وصرف مياه الأمطار غير المعالجة في الشواطئ، والتخلص من القمامة المنزلية والصناعية ومخلفات البناء والتهديم والتجريف في البحر. وهكذا، فالإنسان المعاصر يرمي بفضلاته في البحر معتقداً أنه تخلص منها إلى الأبد، وكأن البحر ليس جزءاً من الأرض التي تهمنا، أو أن البحر بدون قاع يستقبل كل ما تلقيه به دون أن يكون له أي ردة فعل على الإطلاق. لقد حان الوقت أن نتساءل هل البحر قابل للتلوث.؟ وإذا كان كذلك، هل يستطيع الإنسان أن يعيش مع بحر ميت لا حياة فيه.؟

ودرجة الضرر التي تلحق بأي مسطح مائي تعتمد على عاملين اثنين هما: حجم الكثة المائية، و خصائص الملوثات. وحجم المسطح المائي يعتمد على مساحته وعلى عمق مياهه. ويبلغ متوسط عمق المحيطات حوالي 1700 متر، وبالمقابل فإن متوسط عمق بحر الشمال لا يزيد عن 80 متراً، وحتى وقت قريب كانت معظم الدول الصناعية المطلة عليه ترمي به ملايين الأطنان من النفايات الصناعية السامة والقمامة المنزلية .إن معظم المدن الساحلية، على أية حال، ترمي بنفاياتها السائلة والصلبة في أعماق ضحلة أقل بكثير من 80 متراً، بل هناك مدن تنتهي مجاريها مع بداية التقاء اليابس بالبحر. المحيطات أجسام ضحلة بالنسبة لأحجامها، إنه ذلك الاتساع الهائل الذي جعل الناس يتصورون بأن المحيطات أجسام لا قرار لها ولا تتلوث مهما ألقوا بها من نفايات.

الحياة البحرية تتركز في حوالي 4% فقط من مساحة المحيطات، بينما 96% منها يمكن اعتبارها صحاري مائية نظراً لفقرها في الحياة النباتية والحيوانية، فهي شبيهة بالصحاري القارية من هذه الناحية. كلنا نعرف أن ضوء الشمس ضروري جداً لعملية البناء الضوئي في الطحالب والنباتات البحرية التي تعتمد عليها الأسماك والحيتان في غذائها مباشرة أو بصورة غير مباشرة. في الأقاليم المدارية المشمسة تسقط الأشعة العمودية أو القريبة من العمودية مما يمكن نسبة كبيرة منها من التغلغل إلى أعماق كبيرة في الماء تصل 80 أو 100 متراً من السطح. أما بالعروض العليا حيث تسقط أشعة الشمس شديدة الميل ينعكس أغلبها راجعا إلى الفضاء والجزء الذي يخترق الماء إلى أسفل لا يتجاوز 15 أو 20 متراً في أحسن الأحوال. إذن عمق الطبقة الضوئية هي التي تحدد نمو الطحالب البحرية، وهذه الطبقة عميقة بالعروض الدنيا وضحلة بالعروض العليا.

ونظراً لأن معظم الملوثات السامة الناتجة عن المبيدات الحشرية والنباتية، والمواد الهيدروكربونية النفطية تبقى طافية على السطح أو عالقة بالقرب منه فإن هذا يسمم الطحالب والأسماك التي تفضل العيش هناك. والأسوأ من ذلك هو أن الأحياء البحرية ليست منتشرة على هذه الطبقة المضيئة بالتساوي في جميع الأنحاء المحيطية، وإنما هي متركزة بنسبة 90% تقريبا في منطقة الأرصفة القارية المجاورة مباشرة لليابس .وكمية المياه الموجودة فوق الأرصفة القارية لا تمثل إلا حوالي 8% من مساحة سطح المحيطات. إن تركز الأحياء البحرية بالقرب من اليابس يتوافق للأسف مع أشد المناطق المحيطية تلوثاً .حيث يلقي الإنسان بالملوثات يمينا وشمالا بالطرق التي تكلمنا عنها زيادة على الإرساب الجوي القادم من اليابس بفعل الرياح.

والسبب في غنى الأشرطة الشاطئية الضيقة بالأحياء البحرية يرجع إلى خصوبتها. فهنا تتكاثر الطحالب والأحياء الحيوانية الصغيرة الضرورية لغذاء الأسماك والحيتان المتقدمة في السلسلة الغذائية. والسبب في خصوبتها للحياة النباتية يرجع إلى وفرة العناصر المعدنية والعضوية والضوء والحرارة. فالأنهار والرياح تقوم أثناء رحلاتها الطويلة بجرف كميات كبيرة من الطين والمواد المعدنية والعضوية من اليابس وتلقي بها في الشواطئ، كما يثري بعض المناطق من هذه البيئات صعود رواسب القاع إلى السطح بفعل انبثاق المياه الباردة، ونتيجة الخضخضة التي يتعرض لها القاع أثناء العواصف والأعاصير في مناطق أخرى.

عندما نتكلم عن الأراضي الزراعية في أي بلد فنحن بالتأكيد لا نشمل الأراضي الصخرية والصحاري والسباخ، لماذا إذا نخدع أنفسنا بمساحة المحيطات الهائلة في الوقت الذي نعرف فيه أن أكثر من %96 من مساحتها صحراء .أنه ذلك الاتساع الهائل للمحيطات وأعماقها الكبيرة جعلت للأسف فكرة استغلالها كمقلب لنفايات الإنسان أمر جذاب .هل نسينا المثل القائل لا تبصق في البئر الذي تشرب مائه ، وقياسا عليه نقول لا تلوث البحر الذي تأكل منه وتتمتع بالسباحة فيه. فقبل أن نرمي بشيء في البحر يجب علينا معرفة تأثيره على البيئة المائية، ويجب أن نسأل ما هو مصير ذلك الملوث في البحر، هل يبقى عالقا بالماء أو يترسب ويندمج مع مكونات القاع أو ينتقل إلى الأحياء ويتركز بها كل هذا يعتمد بالطبع على التركيب الكيميائي للملوث نفسه. فهناك أنواع تمثل خطرا على الأحياء الطافية أكثر من غيرها، وهناك أنواع أخرى يتركز ضررها على أحياء القاع. عموما المواد الكيميائية تبقى ذائبة في الماء لفترات طويلة قد تمتد إلى آلاف وملايين السنين قبل أن تتحد مع الطين في القاع أو تتحلل إشعاعيا أو تفتك بها الأحياء الدقيقة، وفي العموم، كلما زاد نشاط تفاعل المادة كلما قصر عمرها. ويمكن تقسيم الملوثات البشرية للمحيطات إلى خمسة أنواع رئيسية هي: النفط والمعادن الثقيلة، والعناصر المشعة، والمواد الهيدروكربونية، وأخيرا مخلفات الصرف الصحي والصناعي والزراعي والقمامة المنزلية.

مشكلة تلوث البحار تنبثق من فهم الإنسان الخاطئ عبر العصور بأن البحار والمحيطات مسطحات واسعة جدا لدرجة لا يمكن تصور حدود لها، كما أنها شديدة العمق لدرجة لا يمكن تحديدها ، ومن هذا المنطلق فلا يمكن امتلاؤها ، فحتى أنهار الدنيا الكبيرة مثل الأمازون والنيل والكونغو التي تصب المياه باستمرار منذ آلاف السنين لم تغير من منسوب مياه البحار والمحيطات، ناسين أن مجموع المياه الداخلة للبحار يجب أن تساوي مجموع المياه المتبخرة منها، وأن مياه الأنهار ما هي إلا مياه راجعة إلى منشأها لاستكمال الدورة المائية في الطبيعة. إن هذا الاتساع الكبير والعمق الشديد جعل الإنسان يتمادى في الإساءة إلى البحر لاعتقاده بأنه مهما جار في صيده ومهما صب فيه من نفايات سائلة وصلبة فلن يؤثر على موارد البحر الهائلة ولا على نقاوته شيئاً. وفي الحقيقة فإن مجموع المحيطات لا يمثل إلا بحيرة داخلية محاطة من كل جانب باليابس ولا يزيد متوسط عمقها عن 1700 متر، وأن أغلب المساحة المنتجة هي تلك الأجزاء الضحلة  من البحر الأكثر عرضة للتلوث بمخلفات المدن الساحلية والصرف الزراعي والصناعي.

 


[1] Goldberg ,E.D. and, K.K. Bertine.” Marine Pollution” in Environment, Resources, Pollution, and Society” 2nd Ed. By, William Sunderland. Mass. 1975.P.237.




علم الأحياء المجهرية هو العلم الذي يختص بدراسة الأحياء الدقيقة من حيث الحجم والتي لا يمكن مشاهدتها بالعين المجرَّدة. اذ يتعامل مع الأشكال المجهرية من حيث طرق تكاثرها، ووظائف أجزائها ومكوناتها المختلفة، دورها في الطبيعة، والعلاقة المفيدة أو الضارة مع الكائنات الحية - ومنها الإنسان بشكل خاص - كما يدرس استعمالات هذه الكائنات في الصناعة والعلم. وتنقسم هذه الكائنات الدقيقة إلى: بكتيريا وفيروسات وفطريات وطفيليات.



يقوم علم الأحياء الجزيئي بدراسة الأحياء على المستوى الجزيئي، لذلك فهو يتداخل مع كلا من علم الأحياء والكيمياء وبشكل خاص مع علم الكيمياء الحيوية وعلم الوراثة في عدة مناطق وتخصصات. يهتم علم الاحياء الجزيئي بدراسة مختلف العلاقات المتبادلة بين كافة الأنظمة الخلوية وبخاصة العلاقات بين الدنا (DNA) والرنا (RNA) وعملية تصنيع البروتينات إضافة إلى آليات تنظيم هذه العملية وكافة العمليات الحيوية.



علم الوراثة هو أحد فروع علوم الحياة الحديثة الذي يبحث في أسباب التشابه والاختلاف في صفات الأجيال المتعاقبة من الأفراد التي ترتبط فيما بينها بصلة عضوية معينة كما يبحث فيما يؤدي اليه تلك الأسباب من نتائج مع إعطاء تفسير للمسببات ونتائجها. وعلى هذا الأساس فإن دراسة هذا العلم تتطلب الماماً واسعاً وقاعدة راسخة عميقة في شتى مجالات علوم الحياة كعلم الخلية وعلم الهيأة وعلم الأجنة وعلم البيئة والتصنيف والزراعة والطب وعلم البكتريا.