المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18877 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



معنى قوله تعالى : الَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً  
  
44   11:51 صباحاً   التاريخ: 2025-04-27
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج 5 ص127-128.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-05 1295
التاريخ: 29/10/2022 2035
التاريخ: 2023-05-24 1128
التاريخ: 9/10/2022 2175

معنى قوله تعالى : الَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً

قال تعالى :  {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [النور: 39].

قال علي بن إبراهيم : ثم ضرب اللّه مثلا لأعمال من نازعهم - يعني عليّا وولده الأئمّة عليهم السّلام - فقال : وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ والسّراب : هو الذي تراه في المفازة يلمع من بعيد ، كأنه الماء ، وليس في الحقيقة شيء ، فإذا جاء العطشان ، لم يجده شيئا ، والقيعة : المفازة المستوية « 1 ».

وقال جابر بن يزيد : سألت أبا جعفر عليه السّلام عن هذه الآية ، فقال :

وَالَّذِينَ كَفَرُوا بنو أميّة أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً والظمآن : نعثل ، فينطلق بهم ، فيقول أوردكم الماء حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ » « 2 ».

وقال المفيد في ( الاختصاص ) : عن سماعة ، قال : سأل رجل أبا حنيفة عن الشيء ، وعن لا شيء ، وعن الذي لا يقبل اللّه غيره ، فأخبر عن الشيء ، وعجز عن لا شيء ، فقال : اذهب بهذه البغلة إلى إمام الرافضة ، فبعها منه بلا شيء ، واقبض الثمن ، فأخذ بعذارها « 3 » ، وأتى بها أبا عبد اللّه عليه السّلام ، فقال له أبو عبد اللّه عليه السّلام : « استأمر أبا حنيفة في بيع هذه البغلة » . قال : قد أمرني ببيعها . قال : « بكم » ؟ قال : بلا شيء . قال له : « ما تقول ؟ » قال : الحقّ أقول .

فقال : « قد اشتريتها منك بلا شيء » . قال : وأمر غلامه أن يدخله المربط ، قال : فبقي محمد بن الحسن ساعة ينتظر الثّمن ، فلمّا أبطأه الثمن ، قال :

جعلت فداك ، الثمن ؟ قال : « الميعاد إذا كان الغداة » ، فرجع إلى أبي حنيفة ، فأخبره ، فسرّ بذلك ورضيه منه . فلما كان من الغد وافى أبو حنيفة ، فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « جئت لتقبض الثمن ، لا شيء ؟ » قال : نعم . قال : « ولا شيء ثمنها ؟ » قال : نعم . فركب أبو عبد اللّه عليه السّلام البغلة ، وركب أبو حنيفة بعض الدوابّ ، فتصحّرا جميعا ، فلما ارتفع النهار ، نظر أبو عبد اللّه عليه السّلام إلى السّراب يجري ، قد ارتفع كأنّه الماء الجاري ، فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « يا أبا حنيفة ، ماذا عند الميل « 4 » ، كأنّه يجري ؟ » قال : ذاك الماء ، يا بن رسول اللّه.

فلمّا وافيا الميل ، وجداه أمامهما ، فتباعد ، فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « اقبض ثمن البغلة ، قال اللّه تعالى كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ » . قال : فخرج أبو حنيفة إلى أصحابه كئيبا حزينا ، فقالوا له : مالك ، يا أبا حنيفة ؟ قال : ذهبت البغلة هدرا ، وكان قد أعطي بالبغلة عشرة آلاف درهم » « 5 ».

__________________

( 1 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 105 .

( 2 ) تأويل الآيات : ج 1 ، ص 363 ، ح 12 .

( 3 ) العذار : الذي يضم حبل الخطام إلى رأس البعير والناقة . « لسان العرب - عذر - ج 4 ، ص 550 » .

( 4) الميل : قدر منتهى مدّ البصر من الأرض ، وقيل : مسافة من الأرض متراخية ليس لها حدّ معلوم . « أقرب الموارد - ميل - ج 2 ، ص 1256 » .

( 5 ) الاختصاص : ص 190 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .