معنى قوله تعالى : الَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-05
![]()
التاريخ: 29/10/2022
![]()
التاريخ: 2023-05-24
![]()
التاريخ: 9/10/2022
![]() |
معنى قوله تعالى : الَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً
قال تعالى : {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [النور: 39].
قال علي بن إبراهيم : ثم ضرب اللّه مثلا لأعمال من نازعهم - يعني عليّا وولده الأئمّة عليهم السّلام - فقال : وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ والسّراب : هو الذي تراه في المفازة يلمع من بعيد ، كأنه الماء ، وليس في الحقيقة شيء ، فإذا جاء العطشان ، لم يجده شيئا ، والقيعة : المفازة المستوية « 1 ».
وقال جابر بن يزيد : سألت أبا جعفر عليه السّلام عن هذه الآية ، فقال :
وَالَّذِينَ كَفَرُوا بنو أميّة أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً والظمآن : نعثل ، فينطلق بهم ، فيقول أوردكم الماء حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ » « 2 ».
وقال المفيد في ( الاختصاص ) : عن سماعة ، قال : سأل رجل أبا حنيفة عن الشيء ، وعن لا شيء ، وعن الذي لا يقبل اللّه غيره ، فأخبر عن الشيء ، وعجز عن لا شيء ، فقال : اذهب بهذه البغلة إلى إمام الرافضة ، فبعها منه بلا شيء ، واقبض الثمن ، فأخذ بعذارها « 3 » ، وأتى بها أبا عبد اللّه عليه السّلام ، فقال له أبو عبد اللّه عليه السّلام : « استأمر أبا حنيفة في بيع هذه البغلة » . قال : قد أمرني ببيعها . قال : « بكم » ؟ قال : بلا شيء . قال له : « ما تقول ؟ » قال : الحقّ أقول .
فقال : « قد اشتريتها منك بلا شيء » . قال : وأمر غلامه أن يدخله المربط ، قال : فبقي محمد بن الحسن ساعة ينتظر الثّمن ، فلمّا أبطأه الثمن ، قال :
جعلت فداك ، الثمن ؟ قال : « الميعاد إذا كان الغداة » ، فرجع إلى أبي حنيفة ، فأخبره ، فسرّ بذلك ورضيه منه . فلما كان من الغد وافى أبو حنيفة ، فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « جئت لتقبض الثمن ، لا شيء ؟ » قال : نعم . قال : « ولا شيء ثمنها ؟ » قال : نعم . فركب أبو عبد اللّه عليه السّلام البغلة ، وركب أبو حنيفة بعض الدوابّ ، فتصحّرا جميعا ، فلما ارتفع النهار ، نظر أبو عبد اللّه عليه السّلام إلى السّراب يجري ، قد ارتفع كأنّه الماء الجاري ، فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « يا أبا حنيفة ، ماذا عند الميل « 4 » ، كأنّه يجري ؟ » قال : ذاك الماء ، يا بن رسول اللّه.
فلمّا وافيا الميل ، وجداه أمامهما ، فتباعد ، فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « اقبض ثمن البغلة ، قال اللّه تعالى كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ » . قال : فخرج أبو حنيفة إلى أصحابه كئيبا حزينا ، فقالوا له : مالك ، يا أبا حنيفة ؟ قال : ذهبت البغلة هدرا ، وكان قد أعطي بالبغلة عشرة آلاف درهم » « 5 ».
__________________
( 1 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 105 .
( 2 ) تأويل الآيات : ج 1 ، ص 363 ، ح 12 .
( 3 ) العذار : الذي يضم حبل الخطام إلى رأس البعير والناقة . « لسان العرب - عذر - ج 4 ، ص 550 » .
( 4) الميل : قدر منتهى مدّ البصر من الأرض ، وقيل : مسافة من الأرض متراخية ليس لها حدّ معلوم . « أقرب الموارد - ميل - ج 2 ، ص 1256 » .
( 5 ) الاختصاص : ص 190 .
|
|
دراسة: حفنة من الجوز يوميا تحميك من سرطان القولون
|
|
|
|
|
تنشيط أول مفاعل ملح منصهر يستعمل الثوريوم في العالم.. سباق "الأرنب والسلحفاة"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يقيم دورة تطويرية عن أساليب التدريس ويختتم أخرى تخص أحكام التلاوة
|
|
|