تصنيف الأخبار حسب طبيعة وقوعها

ويرتبط هذا التصنيف بما إذا كان الحدث معلوما حدوثه من قبل بالنسبة للصحفي الذي جمعه. فإذا كان الصحفي يعلم أنه في صباح يوم 6 أكتوبر سوف يقام عرض عسكري بمناسبة ذكرى انتصار حرب أكتوبر، أو أن وزير الأوقاف سوف يعقد غداً مؤتمراً صحفياً لإعلان قواعد تأجير شقق الأوقاف، فإننا نكون امام خبر متوقع ويعلم الصحفي بوقوع الحدث قبل وقوعه بفترة، ويمهد له بنشر خبر عنه أو عن الترتيبات التي أعدت لهذا الحدث، ومصادر الصحفي في ذلك إما أن تكون بطاقة دعوة لحضور مؤتمر أو ندوة أو مرافقة أحد المسؤولين في إحدى الزيارات أو أن يكون من خلال التقويم السنوي الذي يحدد الأوقات التي يتم الاحتفال فيها بمناسبات معينة.

وفي المقابل فإن وقوع الحدث فجأة ودون ترتيب مسبق يجعل الخبر غير متوقع. فإذا وصل رئيس وزراء إسرائيل فجأة إلى مطار القاهرة لإجراء مفاوضات سريعة مع رئيس الجمهورية ثم عاد إلى الأراضي العربية المحتلة، فهذا خبر غير متوقع. أما إذا كانت هذه الزيارة معلوم حدوثها من قبل، فإن الخبر الخاص بها يكون خبرا متوقعا.

ومن المفيد أن نعلم أن الخبر المتوقع والذي يقوم الصحفي بتسجيل حدوثه يمكن أن يتولد عنه أخبارا غير متوقعة. ولذلك لا يجب الاستهانة بالأخبار المتوقع حدوثها. فخبر متوقع عن مؤتمر صحفي لوزير الداخلية لإعلان قواعد إجراء انتخابات المحليات قد يدفع الصحفي إلى عدم حضور المؤتمر... في الوقت الذي يمكن أن تقع من الأحداث أثناء انعقاد المؤتمر ما يولد أخباراً غير متوقعة كإعلان شطب مرشحي أحزاب المعارضة أو إعلان فوز مرشحي حزب آخر بالتزكية.. أو استدعاء الوزير من داخل القاعة التي يعقد فيها المؤتمر لوقوع حادث أو لمقابلة عاجلة مع رئيس الوزراء.. الخ.

ويجب أن نشير هنا إلى أن غالبية الأخبار المتوقعة تنشر في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى كأخبار تمهيدية تمهد لوقوع الحدث المتوقع، وتعلم القارئ بما سيحدث، مثل خبر افتتاح رئيس الوزراء صباح اليوم أو غدا سوق القاهرة الدولي الذي يقدم معلومات للقارئ عن ما يجده في هذا السوق، وإجراءات الدخول والشراء.. ووسائل المواصلات المتاحة للوصول إلى مكان السوق.

أما الأخبار غير المتوقعة فتشمل كل الحوادث المفاجئة مثل وقوع الزلازل وانفجار البراكين واختطاف الطائرات أو سقوطها، والحرائق وانهيار المنازل، والثورات السياسية والانقلابات وحوادث القتل.