أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-04-13
![]()
التاريخ: 2025-02-18
![]()
التاريخ: 10-10-2014
![]()
التاريخ: 2025-02-18
![]() |
قال تعالى: {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } [هود: 81]
{قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ} : أرسلنا لإهلاكهم فلا تغتم .
{لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ}: بسوء أبدا .
{فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} : من الاسراء وهو السير ليلا ، وقرأ بالوصل من السري وهو بمعناه .
{بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ}: بطائفة منه .
والعياشي : عن [الامام] الصادق (عليه السلام)بقطع من الليل مظلما ، قال : هكذا قراءة أمير المؤمنين (عليه السلام).
{وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ}: ولا يتخلف أو لا ينظر إلى ورائه .
{إِلَّا امْرَأَتَكَ}: وقرأ بالرفع .
إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب جواب لاستعجال لوط ، واستبطائه العذاب.
في الجوامع : روي أنه قال : متى موعد اهلاكهم ؟
قالوا : الصبح .
قال : أريد أسرع من ذلك لضيق صدره بهم ، فقالوا ( أليس الصبح بقريب ) .
في العلل ، والعياشي : عن [الامام] الباقر (عليه السلام)فأسر بأهلك يا لوط إذا مضى لك من يومك هذا سبعة أيام ولياليها {بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} إذا مضى نصف الليل ، قال : فلما كان اليوم الثامن مع طلوع الفجر قدم الله رسلا إلى إبراهيم يبشرونه بإسحق ويعزونه ([1]) بهلاك قوم لوط، وذلك قوله تعالى : {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى} [هود: 69].
قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ} [هود: 82]
{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا} : بأن جعل جبرئيل جناحه في أسفلها ثم رفعها إلى السماء ثم قلبها عليهم واتبعوا الحجارة من فوقهم .
{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} : من طين متحجر هي معربة من - سنك كل بدليل قوله تعالى : {حِجَارَةً مِنْ طِينٍ} [الذاريات: 33].
{مَنْضُودٍ}: نضد معدا لعذابهم أو أرسل بعضه في أثر بعض متتابعا .
القمي : يعني بعضها على بعض منضدة .
قال تعالى: {مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ } [هود: 83]
{مُسَوَّمَةً}: معلمة للعذاب .
القمي : أي منقوطة عند ربك : في خزائنه.
{وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ }: فإنهم بظلمهم حقيق بأن يمطر عليهم ، روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)أنه سأل عن جبرئيل فقال : يعني ظالمي أمتك ما من ظالم منهم إلا وهو بعرض حجر يسقط عليه من ساعة إلى ساعة .
وفي الكافي : عن [الامام] الباقر (عليه السلام) {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ } ظالمي أمتك ، إن عملوا ما عمل قوم لوط .
وفيه ، والعياشي : عن [الامام] الصادق (عليه السلام)من مات مصرا على اللواط لم يمت حتى يرميه الله بحجر من تلك الأحجار فيكون فيه منيته ، وزاد العياشي : ولا يراه أحد.
والقمي : عنه (عليه السلام) ما من عبد يخرج من الدنيا يستحل عمل قوم لوط إلا رمى الله كبده من تلك الحجارة تكون منيته بها ولكن الخلق لا يرونه .
والعياشي : عنه (عليه السلام)عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)لما عمل قوم لوط ما عملوا بكت الأرض إلى ربها حتى بلغ دموعها العرش فأوحى الله عز وجل إلى السماء أن أحصبهم وأوحى إلى الأرض أن اخسفي بهم .
في الكافي : عن [الامام] الباقر (عليه السلام) قال ، كان قوم لوط من أفضل قوم خلقهم الله فطلبهم إبليس الطلب الشديد ، وكان من فضلهم وخيرتهم أنهم إذا خرجوا إلى العمل خرجوا بأجمعهم وتبقى النساء خلفهم ولم يزل إبليس يعتادهم وكانوا إذا رجعوا خرب إبليس ما كانوا يعملون ، فقال بعضهم لبعض : تعالوا نرصد لهذا الذي يخرب متاعنا فرصدوه فإذا هو غلام أحسن ما يكون من الغلمان ، فقالوا له : أنت الذي تخرب متاعنا مرة بعد مرة ؟ فاجتمع رأيهم على أن يقتلوه فبيتوه عند رجل ، فلما كان الليل صاح فقال له : ما لك ؟ فقال : كان أبي ينومني على بطنه فقال له : تعال فنم على بطني ، قال: فلم يزل يدلك الرجل حتى علمه أن يفعل بنفسه فأولا علمه إبليس ، والثانية علمه هو ، ثم انسل ففر منهم ، وأصبحوا فجعل الرجل يخبر بما فعل بالغلام ويعجبهم منه ، وهم لا يعرفونه فوضعوا أيديهم فيه حتى اكتفى الرجال بالرجال بعضهم ببعض ، ثم جعلوا يرصدون مارة الطريق فيفعلون بهم حتى تنكب ([2]) مدينتهم الناس ، ثم تركوا نساءهم وأقبلوا على الغلمان ، فلما رأى أنه قد أحكم أمره في الرجال جاء إلى النساء فصير نفسه امرأة ، ثم قال : إن رجالكن يفعل بعضهم ببعض قلن نعم قد رأينا ذلك ، وكل ذلك يعظهم لوط ويوصيهم ، وإبليس يغويهم حتى استغنى النساء بالنساء فلما كملت عليهم الحجة بعث الله جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في زي غلمان عليهم أقبية ، فمروا بلوط وهو يحرث ، قال : أين تريدون ؟
ما رأيت أجمل منكم قط ، قالوا : إنا أرسلنا سيدنا إلى رب هذه المدينة ، قال : أو لم يبلغ سيدكم ما يفعل أهل هذه المدينة ؟ يا بني والله يأخذون الرجال فيفعلون بهم حتى يخرج الدم ، فقالوا : أمرنا سيدنا أن نمر وسطها ، قال : فلي إليكم حاجة ، قالوا : وما هي ؟ قال : تصبرون هيهنا إلى اختلاط الظلام ، قال : فجلسوا ، قال : فبعث ابنته فقال : جيئي لهم بخبز ، وجيئي لهم بماء في القرعة ([3]) وجيئي لهم عباء يتغطون بها من البرد ، فلما أن ذهبت الابنة أقبل المطر والوادي ، فقال لوط : الساعة يذهب بالصبيان الوادي ، قال : قوموا حتى نمضي ، وجعل لوط يمشي في أصل الحائط وجعل جبرئيل وميكائيل وإسرافيل يمشون وسط الطريق فقال : يا بني امشوا هيهنا فقالوا : أمرنا سيدنا أن نمر في وسطها وكان لوط يستغنم الظلام ، ومر إبليس فأخذ من حجر امرأة صبيا فطرحه في البئر فتصايح أهل المدينة كلهم على باب لوط ، فلما أن نظروا إلى الغلمان في منزل لوط .
قالوا : يا لوط قد دخلت في عملنا ، فقال : هؤلاء ضيفي فلا تفضحون في ضيفي ، قالوا : هم ثلاثة خذ واحدا وأعطنا اثنين ، قال : وأدخلهم الحجرة ، وقال لوط : لو أن لي أهل بيت يمنعوني منكم ، قال : وتدافعوا على الباب وكسروا باب لوط وطرحوا لوطا ، فقال له جبرئيل : ( إنا رسل ربك لن يصلوا إليك ) فأخذ كفا من بطحاء ([4]) فضرب بها وجوههم ، وقال : شاهت الوجوه فعمي أهل المدينة كلهم ، وقال لهم لوط : يا رسل
ربي فما أمركم ربي فيهم ؟ قالوا : أمرنا أن نأخذهم بالسحر ، قال : فلي إليكم حاجة ، قالوا : وما حاجتك ؟ قال : تأخذونهم الساعة ، فإني أخاف أن يبدو لربي فيهم ، فقالوا : يا لوط {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} [هود: 81] لمن يريد أن يأخذ ، فخذ أنت بناتك وامض ودع امرأتك .
وفيه ، والعياشي : عن [الامام] الصادق (عليه السلام)إن الله بعث أربعة أملاك في إهلاك قوم لوط ، جبرئيل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وكروبيل ، فمروا بإبراهيم وهم معتمون فسلموا عليه فلم يعرفهم ، ورأي هيئة حسنة ، فقال : لا يخدم هؤلاء أحد إلا أنا بنفسي ، وكان صاحب ضيافة فشوى لهم عجلا سمينا حتى انضجه ثم قربه إليهم ، فلما وضعه بين أيديهم رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ، فلما رأى ذلك جبرئيل حسر العمامة عن وجهه ، وعن رأسه فعرفه إبراهيم فقال : أنت هو ؟ قال : نعم ، ومرت سارة امرأته فبشرها بإسحاق.
ومن وراء اسحق يعقوب ، فقالت : ما قال الله عز وجل : وأجابوها بما في الكتاب العزيز ، فقال لهم إبراهيم : لماذا جئتم ؟ قالوا : في إهلاك قوم لوط ، فقال لهم : إن كان فيها ماه من المؤمنين أتهلكونهم ؟ فقال جبرئيل لا ، قال : فإن كان فيها خمسون ؟ قال : لا ، قال فإن كان فيها ثلاثون ؟ قال : لا ، قال : فإن كان فيها عشرون ؟ قال : لا ، قال : فإن كان فيها عشرة ؟ قال : لا ، قال : فإن كان فيها خمسة ؟ قال : لا ، قال : فإن كان فيها واحد ؟ قال : لا {قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} [العنكبوت: 32].
قال الراوي ، لا أعلم هذا القول إلا وهو يستبقيهم ، وهو قول الله ( يجادلنا في قوم لوط ) فأتوا لوطا وهو في زراعة له قرب القرية فسلموا عليه ، وهم معتمون ، فلما رأى هيئة حسنة ، عليهم ثياب بيض ، وعمايم بيض ، فقال لهم : المنزل ، فقالوا : نعم ، فتقدمهم ومشوا خلفه فتندم على عرضه المنزل عليهم ، فقال : أي شيء صنعت آتي بهم قومي وأنا أعرفهم ، فالتفت إليهم فقال : إنكم لتأتون شرارا من خلق الله ، قال تعالى لجبرئيل لا تعجل عليهم حتى يشهد عليهم ثلاث مرات ، فقال جبرئيل : هذه واحدة ، ثم مشى ساعة ، ثم التفت إليهم فقال : إنكم لتأتون شرارا من خلق الله ، فقال جبرئيل : هذه ثنتان ، ثم مشى فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم ، فقال : إنكم لتأتون شرارا من خلق الله : فقال جبرئيل : هذه الثالثة ، ثم دخل ودخلوا معه حتى دخل منزله فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة فصعدت فوق السطح فصفقت فلم يسمعوا فدخنت فلما رأو الدخان أقبلوا يهرعون حتى جاؤوا إلى الباب فنزلت إليهم ، فقالت : عنده قوم ما رأيت قوما قط أحسن منهم هيئة فجاؤوا إلى الباب ليدخلوا فلما رآهم لوط ، قام إليهم فقال لهم : يا قوم {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ} [هود: 78] وقال : {قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ } فدعاهم إلى الحلال فقالوا : {قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ } [هود: 79].
فقال لهم : { قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ } [هود: 80] فقال جبرئيل لو يعلم أي قوة له ؟ قال :
فكاثروه حتى دخلوا البيت ، فصاح بهم جبرئيل ، وقال : يا لوط دعهم يدخلون فلما دخلوا
أهوى جبرئيل بإصبعه نحوهم فذهبت أعينهم ، وهو قول الله : ( فطمسنا على أعينهم ) ثم ناداه
جبرئيل فقال له : ( إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ) وقال له جبرئيل : إنا بعثنا في إهلاكهم فقال: يا جبرئيل عجل ، فقال : { إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} [هود: 81] فأمره فيحمل هو ومن معه إلا امرأته ، ثم اقتلعها يعني المدينة جبرئيل بجناحه من سبعة أرضين ، ثم رفعها حتى سمع أهل سماء الدنيا نباح الكلاب ، وصراخ الديوك ، ثم قلبها وأمطر عليها وعلى من حول المدينة حجارة من سجيل .
أقول : وقد سبق نبذ من قصة قوم لوط ، في سورة الأعراف ويأتي طرف آخر منه في سورة الحجر إن شاء الله .
القمي : قد ذكر قصة إبراهيم ولوط ببيان مبسوط من غير إسناد إلى معصوم ، فيها أشياء غير ما ذكرنا من أرادها رجع إليها .
[1] العزاء الصبر يقال عزيته تعزية فتعزى ( صحاح ) .
[2] نكب عنه كنصر وفرح نكبا ونكبا ونكوبا عدل كنكب وتنكب ونكبه تنكيبا نحاه لازم متعد وطريق منكوب على غير قصد ونكبة الطريق ونكب به عدل والنكب الطرح بالتحريك شبه ميل في الشيء ق .
[3] القرعة واحدة القرع وهو حمل اليقطين يجعل وعاء منه رحمه الله .
[4] البطح ككتف والبطحة والبطحاء مسيل واسع فيه دقاق الحصى ق .
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|