جمع ونقل الأخبار

في البداية استخدم تجار الأخبار الخيول والحمير والحمام الزاجل في نقل الرسائل الإخبارية من مكان إلى آخر. وبعد ظهور البريد الحديث تم استخدام مكاتب البريد في تبادل الأخبار ونقلها بين المدن. وكان مدير البريد يتحكم في التدفق الإخباري الداخل إلى والخارج من المدينة التي يعمل بها. وفي البداية كان مديرو البريد يقصرون خدماتهم الإخبارية على بعض الأفراد من رجال السياسة والرأسماليين والتجار الذين يهمهم معرفة ما يقع حولهم من أحداث قد تؤثر في مصالحهم السياسية أو التجارية. وبعد ظهور الصحف المطبوعة احتكر مديرو البريد لفترة توزيع الصحف على الناس.

ويمكن تحديد وسائل جمع ونقل وتوزيع الأخبار قبل القرن العشرين في:

• تجار الأخبار والمكاتب الإخبارية (جمع وتوزيع الأخبار).
• مديرو البريد (توزيع الأخبار والرسائل الإخبارية).
• البريد (نقل الأخبار والرسائل الإخبارية).
• الخيل والحمير والحمام الزاجل (وسائل نقل).
• المرايا وإضاءة الأنوار في أبراج منتشرة على رؤوس الجبال للإسراع في نقل الأخبار بموجب شفرة ضوئية خاصة.

وقد تضاءلت أهمية مديري البريد كثيرا بعد التطور الذي شهدته وسائل المواصلات خاصة بعد تمهيد ورصف الطرق بين المدن والأقاليم وإنشاء السكك الحديدية وظهور وسائل النقل السريعة - نوعا - مثل القطارات والبواخر. وجاء اختراع التلغراف الذي تميز بقدرته على تغطية مساحات كبيرة من المناطق بصورة آمنة ومنتظمة وسريعة ليساهم بفعالية في انتشار الأخبار.

وقد ساهمت الثورة الاتصالية التي شهدها العالم في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين في ازدهار صناعة الخبر الصحفي. إذ سهلت هذه الثورة عملية جمع الأخبار من مناطق بعيدة ونقل هذه الأخبار بشكل سريع للغاية إلى مقار الصحف. وقد شملت هذه الثورة اختراع التليفون ومن بعده الراديو.

فبعد التلغراف والتليفون ساهم اختراع الراديو في نقل الأخبار من أماكن بعيدة إلى مقار الصحف عبر البحار والمحيطات سواء باستخدام الإشارات التلغرافية أو بالصوت البشري، ولازال بعض المراسلين في بعض مناطق العالم التي تفتقر إلى خدمات تليفون وفاكس متطورة يبثون أخبارهم باستخدام أجهزة الراديو التي استخدمت أيضا في بث الصور الخبرية إلى الصحف.