المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

سعيد بن أبي هلال المدني
13-10-2017
الاسس الرئيسية لعلم الجيوبولتيكس
15-6-2017
الثواب والعقاب
11-08-2015
النفقات العامة والعوامل المؤثرة فيه
2024-05-13
صلة الأرحام في القرآن الكريم والحديث
2024-08-28
كيف يكتسب الإنسان الحلم؟
18-12-2021


الآخرون يلعبون دوراً جوهرياً في نجاحك وسعادتك  
  
274   04:41 مساءً   التاريخ: 2025-02-27
المؤلف : روبرت بولتون، ودوروثي جروفر بولتون
الكتاب أو المصدر : أساليب الناس في العمل
الجزء والصفحة : ص 6 ــ 8
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

في كل ناحية من نواحي الحياة تقريبا ستجد أن الآخرين لهم دور جوهري في نجاحك وسعادتك.. فالأشخاص الذين يتعاملون بشكل جيد مع غيرهم يعيشون حياة أفضل في كل نواحي معيشتهم.

ولا تكاد تكون هناك وظيفة اليوم لا يمكن فيها أن تتفوق في عملك مع الموظفين ويرى علماء الاجتماع أننا تحولنا من الاقتصاد الصناعي إلى الاقتصاد الخدمي ومعنى هذا عملياً أن العمل أصبح منصباً أكثر على الأفراد، وفي واقع الأمر فإن كل موقع وظيفي يتضمن الاتصال بالناس أكثر مما كان عليه الحال منذ عقود قليلة مضت.. لقد أصبحت المقدرة على التواصل الجيد مع الآخرين هي العامل الجوهري في النجاح، وذلك في جميع وظائف المؤسسة الحديثة تقريباً.

ودائماً ما كان ينظر إلى التعامل مع الناس على أنه المسؤولية الرئيسية للمدراء والمسؤولين، وحيث إن المدراء والمشرفين والمسؤولين لديهم الكثير من الأفراد تحت رئاستهم، فإن أهم ما يميزهم هو قدرتهم على تحقيق الإنتاجية من خلال الآخرين وفي السنوات الأخيرة أصبح عامل الموظفين والأفراد في وظيفة المدير أصعب بكثير من ذي قبل، فكثير مما كان يمكن تحقيقه بالسلطة فيما مضى، لابد من تحقيقه الآن من خلال التأثير، فقد أصبح مطلوبا من المدراء الآن أن يفوضوا إلى موظفيهم المهام، ويشجعوهم على المشاركة، وأن يكونوا بمثابة أعضاء فاعلين في فريق العمل. وكل هذا في مواجهة قوة عاملة أصبحت تمتاز بالتعدد أكثر من ذي قبل.

وقد قام أحد المعاهد الخيرية بدراسة حالات واحد وعشرين من المسؤولين الذين تم تحويل مسارهم، وهم أشخاص كان من المتوقع منهم - بناء على نجاحاتهم السابقة - أن يرتقوا أكثر وأكثر في مؤسساتهم، إلا أن نجاحاتهم توقفت أو انتهت حياتهم الوظيفية عندما تم فصلهم أو أجبروا على المعاش المبكر، وقد عقدت مقارنة بين هؤلاء المسؤولين وبين مجموعة من المسؤولين الجدد الذين وجدوا طريقهم نحو القمة، وقد ظهرت العديد من أوجه التشابه بين هاتين المجموعتين من المدراء الموهوبين، بينما ظهرت فروق طفيفة بينهما، ومع هذا فقد كان هناك فارق واضح - كما يقول الباحثون - لقد كانت القدرة أو عدمها على فهم أراء الآخرين هي أوضح الفروق بين المجموعتين، فقد ظهر أن هناك 25 % فقط من المدراء الذين تم تحويل مسارهم وصفوا بأن لديهم قدرة خاصة على التعامل مع الأفراد، بينما كان هناك 75 % من المسؤولين الجدد لديهم هذه القدرة.

وفي المؤسسات الحديثة أصبح على كل من يعمل في المؤسسة، وعلى موظفي العلاقات العامة أيضا أن يتفوقوا في التعامل مع الناس، وفي الحقيقة فإن كل الاتجاهات الأساسية للحياة المؤسسية تتطلب من الجميع أن يكون لديهم كفاءة في ترسيخ علاقات عمل فعالة، لقد دخلنا عهداً أصبحت فيه القدرة على التواصل الفعال مع الآخرين ذات أهمية كبرى في جميع الوظائف المؤسسية تقريباً.

وإذا كان من أكبر عوامل النجاح قدرة الفرد على التعامل الجيد مع الناس، فإن السبب الأساسي في الفشل في جميع أنواع العمل هو العلاقات المضطربة، وقد أجريت أبحاث لاكتشاف السبب الأساسي لفصل الموظفين، والغريب أن نتائج هذه البحوث كانت واحدة على مدى عدة عقود، فقد أظهرت معظم الدراسات أنه بعيداً عن قرارات تخفيض حجم العمالة، كان 80 % من حالات الفصل راجعاً إلى سوء العلاقات الشخصية مع الآخرين. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.