عندما يتشتت أفراد الأسرة في طول البلاد وعرضها، يصبح من السهل نسيانهم. عليك أن تواصل الاتصال، وأن تشارك أسرتك في أخبار حياتك فهم يريدون أن يعرفوا ذلك، وسيكون شعورك أفضل إذا أبقيت على روابطك معهم.

منذ عقدين مضيا من الزمن انتقلت سالي من منزل أسرتها للالتحاق بالجامعة، وعندما تتذكَّر والدتها ذلك الوقت تقول بأسى: (لقد كان شيئًا مخيفا، لقد أردتها أن تتابع أحلامها، لكنني لم أكن أريد أن أفتقدها، لقد شعرت أنها أرادت أن تهجرني، وأنها أرادت أن تختفي).

عدت سالي ردة فعل والدتها علامة على عدم شعور والدتها بالأمان بدلاً من الشعور بالحب، وعاشتا متفرقتين: (ستسألني لماذا ابتعدت عنها، وأنا لم أفكر في ذلك، وشعرت أن هذه مشكلتها).

الحياة العملية لسالي أبقتها بعيدة جغرافيا عن أسرتها. ومع مرور الزمن أصبحت والدة سالي أقل اهتماماً بقرارات سالي، لكن سالي. قلقت بسبب عدم اهتمام والدتها بها، وبقيت علاقتهما متباعدة كبعد موقعيهما.

بعدئذ أدركت سالي أن وراء قلق والدتها وردة فعلها الأخيرة يكمن الشيء ذاته: ألا وهو الحب.

إن الجغرافيا لن تعود حاجزا بعد الآن. فها هي ذي سالي ووالدتها على اتصال منتظم، وتبتهج سالي بفرصة زيارة موطنها في المدينة. وسالي تحذر أولئك الذين يسافرون وهؤلاء الذين يبقون في موطنهم من أنَّ عليهم أن يتذكَّروا أن الابتعاد لا يعني بالضرورة تباعد بعضهم عن بعض.

تبين الدراسات التي تبحث في أهمية الأسرة بالنسبة إلى الكبار، مقارنة بأولئك الذين لم يبلغوا منتصف العمر، أن العلاقات الأسرية عامل حيوي للقناعة الحياتية لكلتا الفئتين من العمر.