أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-21
![]()
التاريخ: 2024-10-22
![]()
التاريخ: 2024-10-21
![]()
التاريخ: 2024-10-22
![]() |
الجواب : ولد المغيرة بن شعبة الثقفي سنة عشرين قبل الهجرة ، ومات في الكوفة ، ودفن فيها سنة خمسين للهجرة ، وله سبعين سنة.
ولهذا عدّه الشيخ الطوسي قدس سره في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله.
كان صاحب غدر ومكر ، ففي كتاب « الغارات » قال : (ذكر عند علي عليه السلام وجدّه مع معاوية ، فقال عليه السلام : « وما المغيرة ، إنّما كان إسلامه لفجرة وغدرة لمطمئنين إليه من قومه فتك بهم ، وركبها منهم فهرب ، فأتى النبيّ صلى الله عليه وآله كالعائذ بالإسلام ، والله ما أرى أحد عليه منذ ادّعى الإسلام خضوعاً ولا خشوعاً ، ألا وأنّه كان من ثقيف فراعنة قبل يوم القيامة ، يجانبون الحقّ ، ويسعرون نيران الحرب ، ويوازرون الظالمين ... ») (1).
وعن الشعبي قال : « سمعت قبيصة بن جابر يقول : صحبت المغيرة بن شعبة ، فلو أنّ مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلاّ بمكر ، لخرج من أبوابها كلّها » (2).
كان صاحب فظّة وغلظة ، فقد جعله عمر على البحر والياً ، فكرهه الناس لسوء خلقه وتصرّفاته فعزله ، ثمّ جعله على البصرة والياً ، فبقي عليها ثلاث سنين ، ثمّ غضب عليه فعزله ، ثمّ جعله على الكوفة والياً.
فعن ابن سيرين : « كان الرجل يقول للآخر : غضب الله عليك كما غضب أمير المؤمنين على المغيرة عزله عن البصرة فولاه الكوفة » (3).
كان صاحب رشوة ، ففي أُسد الغابة : « وأوّل من رشا في الإسلام ، أعطى يرفأ حاجب عمر شيئاً ، حتّى أدخله إلى دار عمر » (4).
كان زانياً ومطلاقاً ، فعن قتادة : « إنّ أبا بكرة ، ونافع بن الحارث بن كلدة ، وشبل بن معبد ، شهدوا على المغيرة بن شعبة أنّهم رأوه يولجه ويخرجه ، وكان زياد رابعهم ، وهو الذي أفسد عليهم.
فأمّا الثلاثة فشهدوا بذلك ... فقال عمر حين رأى زياداً : إنّي لا أرى غلاماً كيّساً ، لا يقول إلاّ حقّاً ، ولم يكن ليكتمني ، فقال : لم أر ما قالوا ، لكنّي رأيت ريبة ، وسمعت نفساً عالياً ، قال : فجلدهم عمر وخلا عن زياد » (5).
قال ابن المبارك : « كان تحت المغيرة بن شعبة أربع نسوة ، قال : فصففن بين يديه ، وقال : إنّكن حسنات الأخلاق طويلات الأعناق ، ولكنّي رجل مطلاق ، أنتنّ طلاق » (6).
عن ابن وهب : « سمعت مالك يقول : كان المغيرة بن شعبة نكّاحاً للنساء ، ... وكان ينكح أربعاً جميعاً ، ويطلقهن جميعاً » (7).
وكان المغيرة يسبّ علياً عليه السلام ويلعنه ، ففي « تاريخ الطبري » : « وأقام المغيرة على الكوفة عاملاً لمعاوية سبع سنين وأشهراً ، وهو من أحسن شيء سيرة ، وأشدّه حبّاً للعافية ، غير أنّه لا يدع ذمّ علي عليه السلام والوقوع فيه ، والعيب لقتلة عثمان ، واللعن لهم ... » (8).
وعن عبد الله بن ظالم قال : « لما بويع لمعاوية أقام المغيرة بن شعبة خطباء يلعنون علياً عليه السلام » (9).
وأمر هو يومئذ أمير الكوفة من قبل معاوية حجر بن عدي أن يقوم في الناس ، فيلعن علياً عليه السلام ، فأبى ذلك ، فتوعّده (10).
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « من سبّ علياً فقد سبّني » ، وهذا الحديث قد صحّحه الهيثمي في « مجمع الزوائد » (11) ، وهكذا صحّحه الذهبي ، ورواه أحمد في مسنده وغيره (12).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله أيضاً : « يا علي لا يحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق » (13) وهو أيضاً حديث صحيح السند.
وهناك موارد كثيرة تدلّ على نفاق المغيرة.
منها : قد صرّح بنفاقه عثمان ، وعبد الرحمن بن عوف ، ففي الطبري بعد ذكر إنكار الناس على عثمان توليه ابن عامر فقال عثمان : « وولّيت شبيهاً بمن كان عمر يولّي ، أنشدك الله يا علي ، هل تعلم أنّ المغيرة بن شعبة ليس هناك؟ قال : « نعم » ، قال : فتعلم أنّ عمر ولاه؟ قال : « نعم » ، قال : فلم تلومني أن ولّيت ابن عامر » (14).
وذكر الطبري بعد ذكر بيعة عبد الرحمن لعثمان : « وقال المغيرة بن شعبة لعبد الرحمن : يا أبا محمّد قد أصبت إذ بايعت عثمان ، وقال لعثمان : لو بايع عبد الرحمن غيرك ما رضينا ، فقال عبد الرحمن : كذبت يا أعور لو بايعت غيره لبايعته ، ولقلت هذه المقالة » (15).
وروى عنه أنّه قال : « وددت والله أنّي لو علمت ذلك ، إنّي والله ما رأيت عثمان مصيباً ، ولا رأيت قتله صواباً » (16).
وقال فيه الإمام علي عليه السلام : « فإنّه والله دائباً يلبس الحقّ بالباطل ، ويموّه فيه ، ولن يتعلّق من الدين إلاّ بما يوافق الدنيا ... » (17).
وهو معدن كلّ شرّ ومنبعه ، فهو الذي أشار على أبي بكر وعمر على تصدّي الأمر حتّى يكون لأمثاله حظّ ، كما أنّه أشار عليهما بجعل نصيب للعباس لتضعيف أمر أمير المؤمنين عليه السلام ، وأشار على معاوية باستلحاق زياد به حتّى يكمل استيلاؤه ، وأشار عليه باستخلافه ابنه السكّير ، لئلا يعزله معاوية عن الإمارة.
وقال ابن الأثير : (وكان المغيرة يدّعي أنّه ألقى خاتمه في قبر رسول الله صلى الله عليه وآله ، فنزل ليأخذه ، فكان آخرهم عهداً برسول الله صلى الله عليه وآله ، ولم يصحّ ذلك ، ولم يحضر دفنه فضلاً عن أن يكون آخرهم عهداً به ، وسئل علي عليه السلام عن قول المغيرة ، فقال : « كذب آخرنا عهداً به قثم ... ») (18).
__________________
1 ـ الغارات 2 / 516.
2 ـ تاريخ مدينة دمشق 60 / 50 ، تهذيب الكمال 28 / 373 ، البداية والنهاية 5 / 359.
3 ـ سير أعلام النبلاء 3 / 28 ، معجم البلدان 1 / 437.
4 ـ أُسد الغابة 4 / 407.
5 ـ تاريخ مدينة دمشق 60 / 33 ، أُسد الغابة 2 / 385.
6 ـ تاريخ مدينة دمشق 60 / 54.
7 ـ تاريخ مدينة دمشق 60 / 55 ، تهذيب الكمال 28 / 373 ، البداية والنهاية 5 / 360.
8 ـ تاريخ الأُمم والملوك 4 / 188.
9 ـ شرح نهج البلاغة 13 / 230 ، البداية والنهاية 7 / 393.
10 ـ شرح نهج البلاغة 4 / 58.
11 ـ مجمع الزوائد 9 / 130.
12 ـ مسند أحمد 6 / 323 ، ذخائر العقبى : 66 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 121 ، السنن الكبرى للنسائي 5 / 133 ، خصائص أمير المؤمنين : 99 ، نظم درر السمطين : 105 ، الجامع الصغير 2 / 608 ، كنز العمّال 11 / 573 و 602 ، تاريخ مدينة دمشق 14 / 132 و 30 / 179 و 42 / 266 و 533 ، البداية والنهاية 7 / 391 ، سبل الهدى والرشاد 11 / 250 و 294 ، ينابيع المودّة 1 / 152 و 2 / 102 و 156 و 274 و 395.
13 ـ مسند أحمد 1 / 95 و 128 ، مجمع الزوائد 9 / 133 ، فتح الباري 1 / 60 و 7 / 58 ، شرح نهج البلاغة 13 / 251 ، تاريخ بغداد 8 / 416 و 14 / 426 ، أُسد الغابة 4 / 26 ، تذكرة الحفّاظ 1 / 10.
14 ـ تاريخ الأُمم والملوك 3 / 376.
15 ـ المصدر السابق 3 / 298.
16 ـ تاريخ مدينة دمشق 60 / 44.
17 ـ الأمالي للشيخ المفيد : 218.
18 ـ أُسد الغابة 1 / 34.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|