المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18780 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



اول من اسلم من الرجال  
  
903   01:13 صباحاً   التاريخ: 2024-06-20
المؤلف : السيد محمد الحائري – تحقيق: د. عادل الشاطي
الكتاب أو المصدر : النبأ العظيم في تفسير القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ج1، ص398-400
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / سيرة النبي والائمة / سيرة الامام علي ـ عليه السلام /

{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100]

قَولُهُ تعَالَى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ} الـمَتبُوعُونَ، الـمُؤتَمَنُ بِهِم، وَالـمُهَاجِرُونَ: مَن سَبَقُوا في الدِّینِ وِالـمِلَّةِ: {مِنَ الْـمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ} هُجِّرَ مِن مَکَّةَ إِلى الـمَدِینَةِ وَإِلى الحَبَشَةِ، وَالأَنصَارُ: الَّذِینَ مِن أَهلِ الـمَدِینَةِ، إِلَى الإِسلَامِ: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ} شَمَلَ مَن یَلحَق إِلى یَومِ القِیَامَةِ بِأَفعَالِ الخَیرِ، مُؤمِنَاً بِهِم:  {رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} بِنِعَمِهِ  في الدَّارَینِ لَهُم [1].

{وَأَعَدَّ لَـهُمْ جَنَّاتٍ تَجْري تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدينَ فيها أَبَداً} أَي: یَبقُونَ فِیهَا بِبَقَاءِ اللَّـهِ مُتَنَعِمِینَ: {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} أَي: الفَلَاحُ العَظِيمُ الَّذِي یَصغُرُ في جَنبِهِ کُلُّ نَعِیمٍ.

وَفي هَذِهِ الآیَة دَلَالَةٌ عَلَى فَضلِ السَّابِقِینَ إِلى الإِیمَانِ عَلَى سَائرِ النَّاسِ، وَمَزِیَّتَهُم عَلَى الغَیرِ لِـمَا لَحِقَهُم مِن أَنوَاعِ الـمَشَقَّةِ في نُصرَةِ الدِّینِ وَتِبعَاتَهُ.

وَاختُلِفَ في أَوَّلِ مَن أَسلَمَ مِنَ الـمُهَاجِرینَ؛ فَقِیلَ: أَوَّلُ مَن آمَنَ خَدِیجَة بِنت خُوَیلِد مِنَ النِّسَاءِ، ثُمَّ أَمِیرُ الـمُؤمِنینَ مِنَ الرِّجَالِ.

قَالَ أَنَس: بُعِثَ النَّبِيُّ(صلى الله عليه واله وسلم) یَوم الإِثنَینِ، وَأَسلَمَ عَليُّ بِن أَبي طَالِب(عليه السلام) یَومَ الثُّلاثَاء، وَقَالَ مُجَاهِد: إِنَّهُ أَسلَمَ وَهوَ ابنُ عَشرِ سِنِین، وَکَانَ رَسُولُ اللَّـهِ(صلى الله عليه واله وسلم) أَخَذَهُ عَن أَبِیهِ أَبي طَالِب، وَضَمَّهُ إِلى نَفسِه، وَرَبَاهُ في حِجرِهِ، وَکَانَ مَعَهُ حَتَّى بُعِثَ نَبِیَّاً، وَقِیلَ: إِنَّهُ أَسلَمَ وَلَهُ تِسعُ سِنِین، وَقِیلَ: لَهُ إِثنَا عَشَر سَنَة، وَقَالَ السیِّد أَبو طَالِب الهَرَويُّ: وَهوَ الصَّحِیحُ.

وَفي تَفسِیرِ الثَّعلَبِي [2] وَرَوَى إِسمَاعِيلُ بِن إِيَاس بِن عَفِيف [3] عَن أَبيهِ، عَن جَدِّه عَفِيف، قَالَ: كُنتُ امرِأً تَاجِرَاً، فَقَدِمتُ مَكَّةَ أَيَّامَ الحَجِّ، فَنَزَلتُ علَى العَبَّاسِ بِن عَبدِ الـمُطَّلَبِ، وَكَانَ العَبَّاسُ لي صَدِيقَاً، وَكَانَ يَختَلِفُ إِلى اليَمَنِ، يَشتَرِي القُطنَ فَيَبِيعَهُ أَيَّامَ الـمَوسِمِ.

فَبَينَمَا أَنَا وَالعَبَّاسُ بِمِنَى، إِذ جَاءَ رَجُلٌ شَابٌّ حِينَ حَلَّقَت الشَّمسُ في السَّمَاءِ، فَرَمَى بِبَصَرِهِ إِلى السَّمَاءِ، ثُمَّ استَقبَلَ الكَعبَة، فَلَبِثَ مُستَقبِلُهَا، حَتَّى جَاءَ غُلَامٌ، فَقَامَ عَن يَمِينِهِ، فَلَم يَلبَث أَن جَاءَت امرَأَةٌ، فَقَامَت خَلفَهُمَا، فَرَكَعَ الشَّابُّ وَرَكَعَ الغُلَامُ وَالـمَرأَةُ، فَخَرَّ الشَّابُّ سَاجِدَاً فَسَجَدَا مَعَهُ، فَرَفَعَ فَرَفَعَ الغُلَامُ وَالـمَرأَةُ.

فَقُلتُ: يَا عَبَّاس، أَمرُ عَظِيمٌ! فَقَالَ: أَمرٌ عَظِيمٌ، فَقُلتُ: وَيحَكَ مَا هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا ابنُ أَخِي مُحَمَّدٌ بِن عَبدِ اللَّـهِ بِن عَبد الـمُطَّلِب، يَزعُمُ أَنَّ اللهَ تعَالَى بَعَثَهُ رَسُولَاً، وَأَنَّ كُنُوزَ كِسرَى وَقَيصَر سَتُفتَحُ عَلَيهِ، وَهَذَا الغُلَامُ ابنُ أَخي عَليِّ بِن أَبي طَالِب، وَهَذِه الـمَرأَةُ خَدِيجَةُ بِنت خُوَيلِد زَوجَةُ مُحَمَّدٍ قَد تَابَعَاه عَلَى دِينِه، مَا عَلَى ظَهرِ الأَرضِ كُلِّهَا علَى هَذَا الدِّينِ غَيرُ هَؤلَاءِ [4].

وَاأَیمَ اللَّـهِ مَا علَى الأَرضِ کُلِّهَا أَحَدٌ علَى هَذَا الدِّینِ غَیرُ هَؤلَاءِ، فَقَالَ عَفِیفٌ الکِندِيُّ بَعدَ مَا أَسلَمَ وَرَسَخَ الإِسلَامُ في قَلبِهِ: یَا لَیتَنِي کُنتُ رَابِعَاً.        

وَرُوِي: أَنَّ أَبَا طَالِبٍ قَالَ لِعَلِيٍّ: أَي بُنَي، مَا هَذَا الدِّینُ الَّذِي أَنتَ عَلَیهِ؟ قَالَ: (یَا أَبَتِ، آمَنَتُ بِاللَّـهِ وَرَسُولهُ، وَأُصَدِّقُهُ فِیمَا جَاءَ بِهِ، وَصَلَّیتُ مَعَهُ للَّـهِ) فَقَالَ لَهُ: أَلَا إِنَّ مُحَمَّدَاً(صلى الله عليه واله وسلم) لَا یَدعُو إِلَّا إِلَى خَیرٍ فَالزَمهُ.

وَرَوى عبدُ اللَّـهِ بن مُوسى، عَن العَلَاء بِن صَالِح [5] عَن الـمِنهَال بِن عَمرو [6] عَن عَباد اللَّـهِ بِن عَبد اللَّـهِ [7] قَالَ: سَمِعتُ عَلِیَّاً(عليه السلام) یَقُولُ: (أَنَا عَبدُ اللَّـهِ وَأَخُو رَسُولُ اللَّـهِ، وَأَنَا الصِّدِّيقُ الأَكبَرُ، لَا يَقُولُهَا بَعدِي إِلَّا كَاذِبٌ مُفتَرٍ، صَلَّيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّـهِ سَبعَ سِنِينَ) [8].

وَقِیلَ: أَوَّلُ مَن أَسلَمَ بَعدَهُمَا زَیدٌ بِن حَارِثَة، وَقِیلَ: عَشَرَةٌ مِن قُرَیشٍ؛ أَوَّلَهُم إِسلَامَاً عَلِيُّ بِن أَبِي طَالِب(عليه السلام) [9].

 


[1] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 5/111.

[2] الكشف والبيان، الثعلبي: 5/84.

[3] ينظر في ترجمته: التاريخ الكبير، البخاري: 7/74، الثقات، ابن حبان: 6/35.

[4] مناقب أمير المؤمنين، محمد بن سليمان الكوفي: 1/262.

[5] محدث ثقة صدوق، تميمي كوفي، من عتق الشيعة، ينظر ترجمته في: ميزان الاعتدال، الذهبي: 3/101، تقريب التهذيب، ابن حجر: 1/763.

[6] كوفي، مولاهم، روى عن الإمام الحسين والسجاد والباقر والصادق ينظر ترجمته في: نقد الرجال، التفريشي: 4/423، طرائف المقال، البروجردي: 2/64.

[7] لم ترد له ترجمة في كتب التراجم والرجال.

[8] مناقب آل أبي طالب، ابن شهرآشوب: 1/299.

[9] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 5/112.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .