أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015
![]()
التاريخ: 8-5-2022
![]()
التاريخ: 7-12-2015
![]()
التاريخ: 2024-11-14
![]() |
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100]
قَولُهُ تعَالَى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ} الـمَتبُوعُونَ، الـمُؤتَمَنُ بِهِم، وَالـمُهَاجِرُونَ: مَن سَبَقُوا في الدِّینِ وِالـمِلَّةِ: {مِنَ الْـمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ} هُجِّرَ مِن مَکَّةَ إِلى الـمَدِینَةِ وَإِلى الحَبَشَةِ، وَالأَنصَارُ: الَّذِینَ مِن أَهلِ الـمَدِینَةِ، إِلَى الإِسلَامِ: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ} شَمَلَ مَن یَلحَق إِلى یَومِ القِیَامَةِ بِأَفعَالِ الخَیرِ، مُؤمِنَاً بِهِم: {رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} بِنِعَمِهِ في الدَّارَینِ لَهُم [1].
{وَأَعَدَّ لَـهُمْ جَنَّاتٍ تَجْري تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدينَ فيها أَبَداً} أَي: یَبقُونَ فِیهَا بِبَقَاءِ اللَّـهِ مُتَنَعِمِینَ: {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} أَي: الفَلَاحُ العَظِيمُ الَّذِي یَصغُرُ في جَنبِهِ کُلُّ نَعِیمٍ.
وَفي هَذِهِ الآیَة دَلَالَةٌ عَلَى فَضلِ السَّابِقِینَ إِلى الإِیمَانِ عَلَى سَائرِ النَّاسِ، وَمَزِیَّتَهُم عَلَى الغَیرِ لِـمَا لَحِقَهُم مِن أَنوَاعِ الـمَشَقَّةِ في نُصرَةِ الدِّینِ وَتِبعَاتَهُ.
وَاختُلِفَ في أَوَّلِ مَن أَسلَمَ مِنَ الـمُهَاجِرینَ؛ فَقِیلَ: أَوَّلُ مَن آمَنَ خَدِیجَة بِنت خُوَیلِد مِنَ النِّسَاءِ، ثُمَّ أَمِیرُ الـمُؤمِنینَ مِنَ الرِّجَالِ.
قَالَ أَنَس: بُعِثَ النَّبِيُّ(صلى الله عليه واله وسلم) یَوم الإِثنَینِ، وَأَسلَمَ عَليُّ بِن أَبي طَالِب(عليه السلام) یَومَ الثُّلاثَاء، وَقَالَ مُجَاهِد: إِنَّهُ أَسلَمَ وَهوَ ابنُ عَشرِ سِنِین، وَکَانَ رَسُولُ اللَّـهِ(صلى الله عليه واله وسلم) أَخَذَهُ عَن أَبِیهِ أَبي طَالِب، وَضَمَّهُ إِلى نَفسِه، وَرَبَاهُ في حِجرِهِ، وَکَانَ مَعَهُ حَتَّى بُعِثَ نَبِیَّاً، وَقِیلَ: إِنَّهُ أَسلَمَ وَلَهُ تِسعُ سِنِین، وَقِیلَ: لَهُ إِثنَا عَشَر سَنَة، وَقَالَ السیِّد أَبو طَالِب الهَرَويُّ: وَهوَ الصَّحِیحُ.
وَفي تَفسِیرِ الثَّعلَبِي [2] وَرَوَى إِسمَاعِيلُ بِن إِيَاس بِن عَفِيف [3] عَن أَبيهِ، عَن جَدِّه عَفِيف، قَالَ: كُنتُ امرِأً تَاجِرَاً، فَقَدِمتُ مَكَّةَ أَيَّامَ الحَجِّ، فَنَزَلتُ علَى العَبَّاسِ بِن عَبدِ الـمُطَّلَبِ، وَكَانَ العَبَّاسُ لي صَدِيقَاً، وَكَانَ يَختَلِفُ إِلى اليَمَنِ، يَشتَرِي القُطنَ فَيَبِيعَهُ أَيَّامَ الـمَوسِمِ.
فَبَينَمَا أَنَا وَالعَبَّاسُ بِمِنَى، إِذ جَاءَ رَجُلٌ شَابٌّ حِينَ حَلَّقَت الشَّمسُ في السَّمَاءِ، فَرَمَى بِبَصَرِهِ إِلى السَّمَاءِ، ثُمَّ استَقبَلَ الكَعبَة، فَلَبِثَ مُستَقبِلُهَا، حَتَّى جَاءَ غُلَامٌ، فَقَامَ عَن يَمِينِهِ، فَلَم يَلبَث أَن جَاءَت امرَأَةٌ، فَقَامَت خَلفَهُمَا، فَرَكَعَ الشَّابُّ وَرَكَعَ الغُلَامُ وَالـمَرأَةُ، فَخَرَّ الشَّابُّ سَاجِدَاً فَسَجَدَا مَعَهُ، فَرَفَعَ فَرَفَعَ الغُلَامُ وَالـمَرأَةُ.
فَقُلتُ: يَا عَبَّاس، أَمرُ عَظِيمٌ! فَقَالَ: أَمرٌ عَظِيمٌ، فَقُلتُ: وَيحَكَ مَا هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا ابنُ أَخِي مُحَمَّدٌ بِن عَبدِ اللَّـهِ بِن عَبد الـمُطَّلِب، يَزعُمُ أَنَّ اللهَ تعَالَى بَعَثَهُ رَسُولَاً، وَأَنَّ كُنُوزَ كِسرَى وَقَيصَر سَتُفتَحُ عَلَيهِ، وَهَذَا الغُلَامُ ابنُ أَخي عَليِّ بِن أَبي طَالِب، وَهَذِه الـمَرأَةُ خَدِيجَةُ بِنت خُوَيلِد زَوجَةُ مُحَمَّدٍ قَد تَابَعَاه عَلَى دِينِه، مَا عَلَى ظَهرِ الأَرضِ كُلِّهَا علَى هَذَا الدِّينِ غَيرُ هَؤلَاءِ [4].
وَاأَیمَ اللَّـهِ مَا علَى الأَرضِ کُلِّهَا أَحَدٌ علَى هَذَا الدِّینِ غَیرُ هَؤلَاءِ، فَقَالَ عَفِیفٌ الکِندِيُّ بَعدَ مَا أَسلَمَ وَرَسَخَ الإِسلَامُ في قَلبِهِ: یَا لَیتَنِي کُنتُ رَابِعَاً.
وَرُوِي: أَنَّ أَبَا طَالِبٍ قَالَ لِعَلِيٍّ: أَي بُنَي، مَا هَذَا الدِّینُ الَّذِي أَنتَ عَلَیهِ؟ قَالَ: (یَا أَبَتِ، آمَنَتُ بِاللَّـهِ وَرَسُولهُ، وَأُصَدِّقُهُ فِیمَا جَاءَ بِهِ، وَصَلَّیتُ مَعَهُ للَّـهِ) فَقَالَ لَهُ: أَلَا إِنَّ مُحَمَّدَاً(صلى الله عليه واله وسلم) لَا یَدعُو إِلَّا إِلَى خَیرٍ فَالزَمهُ.
وَرَوى عبدُ اللَّـهِ بن مُوسى، عَن العَلَاء بِن صَالِح [5] عَن الـمِنهَال بِن عَمرو [6] عَن عَباد اللَّـهِ بِن عَبد اللَّـهِ [7] قَالَ: سَمِعتُ عَلِیَّاً(عليه السلام) یَقُولُ: (أَنَا عَبدُ اللَّـهِ وَأَخُو رَسُولُ اللَّـهِ، وَأَنَا الصِّدِّيقُ الأَكبَرُ، لَا يَقُولُهَا بَعدِي إِلَّا كَاذِبٌ مُفتَرٍ، صَلَّيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّـهِ سَبعَ سِنِينَ) [8].
وَقِیلَ: أَوَّلُ مَن أَسلَمَ بَعدَهُمَا زَیدٌ بِن حَارِثَة، وَقِیلَ: عَشَرَةٌ مِن قُرَیشٍ؛ أَوَّلَهُم إِسلَامَاً عَلِيُّ بِن أَبِي طَالِب(عليه السلام) [9].
[1] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 5/111.
[2] الكشف والبيان، الثعلبي: 5/84.
[3] ينظر في ترجمته: التاريخ الكبير، البخاري: 7/74، الثقات، ابن حبان: 6/35.
[4] مناقب أمير المؤمنين، محمد بن سليمان الكوفي: 1/262.
[5] محدث ثقة صدوق، تميمي كوفي، من عتق الشيعة، ينظر ترجمته في: ميزان الاعتدال، الذهبي: 3/101، تقريب التهذيب، ابن حجر: 1/763.
[6] كوفي، مولاهم، روى عن الإمام الحسين والسجاد والباقر والصادق ينظر ترجمته في: نقد الرجال، التفريشي: 4/423، طرائف المقال، البروجردي: 2/64.
[7] لم ترد له ترجمة في كتب التراجم والرجال.
[8] مناقب آل أبي طالب، ابن شهرآشوب: 1/299.
[9] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 5/112.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|