أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-28
![]()
التاريخ: 31-3-2016
![]()
التاريخ: 2024-09-04
![]()
التاريخ: 2024-11-26
![]() |
[ 19 ] أواسط سورة آل عمران ([2]).
ورمَت بها ([3]) فبعثَ اللهُ مَلَكَاً ، فحملها وردَّها الى مكانها .
فقال الصَّادق (عليه السلام) : ( أَبَى اللهُ أن يُدخِلَ شَيئَاً مِن بَدنِ حَمزَةَ النَّار ) ([4]) .
ثُمَّ جاءت إليه هند ، فقطَّعت مذاكيره ، وقطَّعت أُذنيه ، وجعلتهما خدمتين ([5]) وشدَّتهما في عُنقها وقطَّعت يديه ، ورَجعَ النَّاس، ورجعت قريش ، وبقي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في ذلك المكان ، وأميرُ المؤمنين (عليه السلام) بين يديه قد أصابه سبعون جراحةً .
ورُوي : أنَّه لمَّا دخلَ المُنهزمُونَ المدينة ، نادى إبليس في المدينة : قُتِلَ محمَّد ، فلم يبقَ ([6]) واحدةٌ مِن نساءِ المهاجرين والأنصار إلَّا خرجت ، وخرجت فاطمة (عليها السلام) بنت محمَّد (صلى الله عليه واله وسلم) تعدو على قدميها ، وتراجَع المُنهزِمُون الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ووقفوا حوله يعتذرون إليه .
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : مَنْ لَهُ عِلمٌ بِعَمِّيَ حَمزَة : فقال الحارث بن الصِّمة ([7]) : أنا أعرفُ موضعه يا رسول الله ، فجاء حتَّى وقف على حمزة ، فكَرِه أن يَرجِع الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ليُخبره .
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : يَا عَليّ ، اطلُب عَمَّي حمزة ؟ فجاء عليّ (عليه السلام) فوقفَ عليه ، فكَرِهَ أن يَرجِع إليه ليُخبره .
قال : فجاء النَّبيُّ (صلى الله عليه واله وسلم) حتَّى وقفَ [ 20 ] على حمزة ، فلمَّا رآه وقد فُعِلَ به ما فُعِل استعبر ، وقال :
( مَا وَقَفتُ مَوقِفَاً أغيَظَ شَيئَاً مِنْ هَذَا الموقِف ، لَئِن أمكَنَني اللهُ مِن قُرَيشَ لَأُمثِّلَنَّ بِسَبعِينَ رَجُلَاً مِنهُم ) .
فنزَلَ جبرئيل (عليه السلام) فقال : { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ } ([8]) فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : ( بَل أصبِرُ ) .
فألقى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) على حمزة بُردةً كانت عليه ، إذا مدَّها على رأسه بدَت رِجلَاهُ ، وإذا مدَّها على رِجلَيه بَدَا رأسه ، فمدَّها على رأسه وألقى على رجليه الحشيش ثُمَّ قال :
( لَو لَا أنِّي أُحزِنُ نِسَاءَ بَنِي عَبدَ المُطَّلبِ لَتَركتُهُ لِلسِّبَاعِ وَالعَافِيةِ ([9]) حتَّى يُحشَرُ يَومَ القِيَامَةِ مِن بُطُونِ السِّبَاعِ وَالطَّيرِ ) .
ثُمَّ قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : ( مَن لَهُ عِلمٌ بِسَعدِ بِن الرَّبيعِ ) ؟ ([10]) فقال رجلٌ مِن أصحابه : أنا أطلبهُ ، فجاء إليه وهو صريعٌ بين القتلى ، فقال : يا سعد ، فلم يُجبه ، فقال : يا سعد ، إنَّ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) قد سَألَ عنك ؟ فرفَعَ رأسهُ ، قال : وإنَّ رسولَ الله (صلى الله عليه واله وسلم) لحيٌّ ؟ قلتُ : نعم ، قال : أبلِغ قومي الأنصار السَّلام ، وقُل لهم : ما لكُم عِندَ اللهِ عُذرٌ ، وتشوُكُ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) [ 21 ] شوكةٌ ، وفيكُم عَينٌ تَطرِف ، ثُمَّ تنفسَّ ، فخرَج منه مثلُ دم الجزور ، وقضى رحمه الله .
فجئت الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فأخبرته ، فقال : ( رَحِمَ اللهُ سَعدَاً ، نَصَرَنَا حَيَّاً ، وَأوصَى بِنَا مَيِّتَاً ) .
ونادى أبو سُفيان : موعِدُنا وموعِدكُم عام قابل ، نجتمِعُ فيه ببدر، فنقتتل ، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) : ( قُل نَعَم ) .
وتراجَعَ أصحابُ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وأقبَلوا يعتذِرُون الى رسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) فأحبَّ اللهُ أن يُعرِّفَ رسولَه مَن الصَّادِق منهم ومَن الكاذِب ، فأنزلَ اللهُ النُّعاسَ على الصَّادقين ، مع ما بهم مِن الألمِ والجِراح ، حتَّى يسقُطوا الى الأرضِ ، بخلافِ المُنافقين ، وذلك قوله : { ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً } الآية ([11]) .
وتشاورَ قُريش فيما بينهم ؛ أن ترجِعوا ويُغيروا على المدينة ، فقال أبو سُفيان وصفوان بن أُميَّة وغيرهما بالرأي : إن نمضي على هذا الظفر الى مكَّة فلا نأمَن أن يغضبَ اليهود لمِن قُتِلَ منهم ، وقد قعد عنهم عبد الله بن أُبي وأصحابه ، فيُخاف أن يغضَبوا لمَن قُتِلَ فيكون الظَّفر لهم .
وأمرَ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بدفن القتلى ، وحمزة [ 22 ] بخُمرة رضي اللهُ عنه وأرضاه ، فصلَّى عليه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وكبَّر عليه سبعين تكبيرةً ، ودفَنَ القتلى .
ودخلَ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) المدينة فاستقبله النِّساء يبكون ويولولون ([12]) فاستقبلته حمنة بنت جحش ([13]) فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : ( يَا حَمنَة، احتَسِبِي ) قالت : مَن يا رسول الله ؟ قال : ( أخَاكِ عَبدَ اللهِ بِن جَحَش) فقالت : إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعون ، هنيئاً لك الشَّهادة يا عبد الله .
ثُمَّ قال : ( احتَسِبِي ) قالت : مَن يا رسول الله ؟ قال : ( خَالَكِ حَمزَةَ بِن عَبدِ المُطَّلِبِ ) قالت : إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعون ، هنيئاً لك الشَّهادة .
ثُمَّ قال : ( احتَسِبِي ) قالت : مَن يا رسولَ اللهِ ؟ قال : ( زَوجَكِ مُصعَب بن عُمَير ) ([14]) فقالت : وا حُزناه .
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : ( إنَّ لِلزَوجِ عِندَ المَرأَةِ لَحدَاً مَا لأَحَدٍ مِثلَهُ ) فقيل لها : لِمَ قُلتِ ذلك في زَوجُكِ ؟ قالت : ذكرتُ يُتمَ وُلدِه .
فلمَّا دخلَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) نزَلَ عليه جبرئيل ، فقال : يا محمَّد ، إنَّ اللهَ يأمُركَ أن تخرُجَ في أثر القوم ، ولا يخرُجَ معك إلَّا مَن به جِراحَةٌ ، فأمرَ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) مُنادياً يُنادي : يا معشرَ المُهاجرين [ 23 ] والأنصار ، مَن كانت به جِراحَةٌ فليخرُج ، ومَن لم يكن به جِراحَةٌ فليُقِم مِن ذلك .
وأقبلوا يلدُّون ([15]) جراحاتهم ويُداوونها ، فأنزلَ اللهُ سُبحانه عليه : { وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ } ([16]) ونزَلَ عليه { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ } ([17]) الى قوله : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ } ([18]) .
أي : لو سَمِعتُم خبرَ قتلهِ في الحربِ لا يَجوزُ لكم القَهقرى الى نقض أمر اللهِ .
الى قوله : { سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ} ([19]) .
يعني : خوفَاً حين انهزموا وخافوا .
الى قوله : { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ } ([20]) .
يعني : قصَّة عبد الله بن جُبير ، الَّذي وكَّله رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بفم الشِّعب في خمسينَ مِن الرُّماة ، ففارقه أصحابه ، وكان أمرَهُم أن لا يُفارقوه ، فعصوه وفارقوه للغنيمة ، فقُتِلَ عبد الله ومَن بَقيَ معه على باب الشِّعب [ 24 ] فقال الله : { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ } ([21]).
ثُمَّ وصَفَ المنهزمين ، فقال : { إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ} ([22]) الآية .
ثُمَّ وصَفَ عبد الله بن أُبي ، ومَن قَعدَ عن الحرب ، فقالَ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ } ([23]) الآيات .
وبلَغَت قُريش الرَّوحاء ([24]) وأقاموا بها ، وتنادوا على أن يغيروا على المدينة ، وأقبل عكرمة بن أبي جهل ، والحارث بن هشام ، وعمرو ابن العاص ، يقولون : لا بُدَّ أن نرجِع ونَغير على المدينة ، ويأبى ذلك أبو سُفيان وصفوان بن أُميَّة .
فبينما هُم على ذلك ، إذ لَحِقَ بهم رجلٌ خرَج مِن المدينة ، فسألوه عن الخبر ؟ فقال لهم : تركتُ محمَّداً (صلى الله عليه واله وسلم) وأصحابه بحُمر الأَسد ([25]) يطلبونكم أشدَّ الطَّلب ، وخرجَ معه مَن كان تخلَّف عنه ، وما أظنُّ إلَّا أوائلَ خيله تطلُع عليكم السَّاعة ، فدخلهم مِن الرُّعبِ ما لم يملكوا معه أنفسهم .
فقال صفوان : هذا اليوم قد ظفرنا بالقوم ، ونلنا منهُم ما أحببنا فبغيا ، فقال أبو سفيان : واللهِ ، ما أفلح قطٌّ قومٌ بغوا ، ومرُّوا مُسرعين ، لا يلوي أحدٌ منهُم على أحدٍ .
فاستقبلهم نُعيم بن مسعود [ 25 ] الأشجعي ([26]) يُريدُ المدينة ، فقال له أبو سفيان : يا نُعيم ، أين تُريد ؟ قال : المدينة ؛ لأشتري طعاماً ، فقال : هل لكَ أن أضمِنَ لك عشرَ قِلاص ([27]) على أن تأتي حمراء الأُسد ، وتأتي محمَّداً وأصحابه ، وتُخبرهُم أنَّ خلقَاً مِن الأحابيش وكنانة قد وافونا ، وتُرغِّبهُم بذلك ، حتَّى يرجِعوا عنَّا ، فقال هذه عليَّ مِن تلك .
ووافى نُعيم عِندَ ذلك اليوم حَمراء الأُسد ، فرأى رسولَ اللهِ(صلى الله عليه واله وسلم) وأصحابه ، وبهم الجِراح والألم ، وهُم بهذه الحال ، وهُم مجهدون ، يشتهون طلبَ النَّوم .
فقال لهم : أين تُريدون وأنتم بهذه الحال ؟ قالوا : نُريدُ قُريشَاً ، قال : ارجِعوا ، فإنَّ قُريشاً قد وافى حُلفاؤهم مِن الأحابيش وكنانة ، وقد اجتمعوا لكم وما أحسبكُم تُمسون حتَّى يَطلعوا عليكم ، فقال الصَّحابة : حسبُنَا الله ، ونِعمَ الوكيل .
فلمَّا أصبحوا ، نزَلَ جبرئيل ، وقال : يا محمّد (صلى الله عليه واله وسلم) انصرف ، فإنَّ اللهَ قد أرعبَ قُريشَاً ومرّوا ، فرجع الى المدينة وسَمِعَ البُكاء في دُورِ الأنصار ، فقال : لَكِنَّ حَمزَةَ لَا بَواكِيَ عَلَيهِ ، فرجع الأنصار الى أهاليهم فأمروهم أن يندِبُوا حمزة قبلَ قتلاهُم ، فهم الى السَّاعة على هذا الأمر ، فلا [ 26 ] يموتُ أحدٌ منهُم فيندبونه حتَّى يندبوا حمزة رضي الله عنه .
ولمَّا رَجَعوا الى المدينة ، قال أصحابه : يا رسولَ اللهِ ، ما هذا الَّذي أصابنا ، وقد كُنتَ تَعِدُنا بالنَّصرِ ، فأنزَلَ اللهُ : { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا } الآية ([28]) .
وذلك : إِنَّه لمَّا كان يوم بدر وقتل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) مِن قريش سبعون ، كان الحُكمُ في الأُسارى القَتلُ ، فقتل : منهم النَّضر بن الحرث ابن كلدة ، وعُقبة بن أبي مُعيط ، فخافت الأنصار قتلَ الأُسارى كُلِّهُم ، وقاموا الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقالوا يا رسولَ اللهِ ، قتَلنَا منهُم سَبعينَ ، وأسرنا سَبعين ، فلا يُقتَلُ الأُسارى ، هبهُم لنا حتَّى نُفادِيهم ، فنزَلَ جبرئيل ، وقال : اشرِط عليهم إن فادوهُم أن يُقتَلَ منهُم في عامِ قابلٍ بعددِ مَن يأخذون منهم الفِداء فاشترط رسولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) عليهم ذلك ، فقالوا : رضينا ، فأباح اللهُ ذلك لهم .
فلمَّا كان يوم أُحد قُتِلَ مِن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) سبعون ، بشرطِهم على أنفُسِهم ، فلمَّا رَجِعَ مِن أُحد قال أصحابه : ما هذا الَّذي أصابنا ؟ وقد كُنتَ تَعِدُنا النَّصر وإخواننا اشترطوه فنزلت الآية [27] .
ولمَّا رَجع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الى المدينة ، قال عبد الله بن أُبي : قد نهيتُكم أن تخرجوا ـ لو أطعتموني ـ لمَا قُتلوا ، فحكى الله قولهم : {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ } ([29]) .
{ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ } ([30]) الآية .
نزَلَت في حرب بدر ، وكان سببُ نزولها : أنَّه لمَّا كان يوم بدر ، وغَنِمَ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) ما غَنِم ، كان فيما غَنِمَهُ قطيفةً حمراء فُقِدَت ، فقال بعضُ أصحابِ النَّبيِّ (صلى الله عليه واله وسلم) ما لنا لا نرى القطيفة ما نَرى إلَّا أنَّ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) أخذها فنزلَ قوله : { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ } ([31]) يعني بالنَّاسِ هنا : نُعيم { إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ } ([32]) يعني : أهلَ مكَّة .
ورُوي في الخبر ([33]) : ( أنَّ المُغيرة بن أبي العَاص ، كان رَجُلاً أعَسَر ، فَحَملَ في طَرِيقِه الى أُحُد ثَلَاثةَ أحجَارِ ، وقال : بهذِه أقتُلُ مُحمَّداً، فَنَظرَ الى رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) وَبِيدِه السَّيف ، فرَمَاه بحَجَرٍ ، فأصَابَ يَدَه ، فسَقَطَ السَّيفُ مِن يَدِه ، فقال : قَتلتُ مُحمَّداً واللَّاتِ والعُزَّى ، فقال الصَّحابة : كَذبتَ ، فرَمَاهُ بِحَجَرٍ آخَر ، فأصَابَ جَبهَتَه ، فقال النَّبيُّ (صلى الله عليه واله وسلم) : اللَّهُمَ حَيِّرهُ ([34]) فَلمَّا انكَشَفَ النَّاسُ تَحيَّر ، فَلَحِقَهُ عَمَّار بِن يَاسِر رَضِيَ اللهَ عَنه ، فَقَتَلهُ ) .
قوله : { لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ } ([35]) .
أي : أولياؤه قالوا : لو كان اللهُ غنيَّاً [ 28 ] لأغنى أولياءه .
قوله : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } ([36]) الآية .
قال الصَّادق (عليه السلام) : ( سَاعَاتُ ابنِ آدَم ثَلَاثَةٌ ؛ سَاعَةٌ يُعَايِنُ مَلَكِ المَوتِ ، وَسَاعَةٌ يَقُومُ مِن قَبرِهِ ، وَسَاعَةٌ يَقُومُ فِيهَا بَينَ يَدَي رَبِّ العَالَمِينَ ، فَإمَّا الَى الجَنَّةِ ، وَإمَّا الَى النَّارِ ) ([37]) .
قوله : { وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ} ([38]) الآية .
أخذَ اللهُ الميثَاقَ على الأنبياءِ أن يُخبِروا أُممهم بخبرِ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) مخرجه ، ومُهاجِره ، وصِفةِ أصحابه ، وأخذَ الأنبياءُ الميثاقَ على أُممهم أن يُخبِروا النَّاس ، ويُبيِّنوا لهم ما في كُتبهِم في صفة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وأن لا يَكتمُوا النَّاس شيئاً مِن أمره ، فنبذوه وراء ظُهورهم ، واشتروا به ثمناً قليلاً ([39]) .
قوله : { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ} ([40]) الآية .
قال : ( الصَّحِيحُ يُصلِّي قَائمَاً ، وَالمَرِيضُ قَاعِدَاً ، فَمَن لَم يَقدِر يُصَلِّي مُضطَجِعَاً ، يُومِئ إيمَاءً ) ([41]) .
قوله : { رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً } ([42]) الآية .
هو : رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) .
قوله : { اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ} ([43]) الآية .
قال : ( اصبِرُوا عَلَى الفَرَائضِ ، وَرَابِطُوا مَعَ الأئمَّة (عليهم السلام) ) ([44]) .
[1] ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق اقتضاها السِّياق .
[2] بيَّن المؤلف هنا قصة استشهاد حمزة بن عبد المطلب ، وقد سقطت بداية الرواية، حيث وردت آيات متعددة في سورة آل عمران في قصة غزوة أحد .
[3 وهي هند حيث لاكت كبد حمزة فلم تسيغها .
[4 تفسير القمي : 1/117 ـ 119 ، بتفاوت وتقديم وتأخير .
[5] في المصدر : ( خرصين ) والخدمة : الخلخال ، لسان العرب ، مادة ( خدم ) : 4/41 ، والخرص : القرط بحبةٍ واحدة ، وقيل : هي الحلقة من الذهب والفضة ، م . ن ، مادة ( خرص ) 4/63 .
[6] هكذا في المخطوطة ، والصحيح : ( تبق ) .
[7] في المصدر : ( الحارث بن سمية ) وهو تصحيف عن الحارث بن الصمة ، ينظر ترجمته في : الرجال ، الطوسي : 37 ( 203) الثقات ، ابن حيان : 3/74.
[8]النحل : 126 .
[9] العافية : طلاب الرزق من الإنس والدواب والطير ، لسان العرب ، ابن منظور، مادة ( عفي ) 9/295 .
[10] ابن عمرو بن زهير ، صحابي ، بدري ، نقيب ، ينظر : التاريخ الكبير ، البخاري : 1/88 ، الإصابة في تمييز الصحابة ، ابن حجر : 3/49 ( 3160 ) .
[11]آل عمران : 154 .
[12] هكذا في الأصل ، والصحيح : ( فاستقبلنه النساء يبكين ويولولن ) .
[13] ينظر ترجمتها في : تقريب التهذيب ، ابن حجر : 2/636 ( 8613 ) .
[14]ينظر ترجمته في : التاريخ الكبير ، البخاري : 8/303 ( 1400 ) ، أسد الغابة ، ابن الأثير : 4/368 .
[15] في المصدر : ( يضمدون ) .
[16] النساء : 104 .
[17] آل عمران : 140 .
[18]آل عمران : 144 .
[19] آل عمران : 151 .
[20] آل عمران : 152 .
[21] آل عمران : 152 .
[22] آل عمران : 153 .
[23] آل عمران : 156 .
[24] مكان بين مكة والمدينة ، سمي بذلك لطيبه ، معجم البلدان ، الحموي : 3/76.
[25]هكذا في الأصل ، والصحيح : ( حمراء الاسد ) وهي موضع على بعد ثمانية أميال من المدينة ، معجم البلدان ، الحموي : 2/301 .
[26] صحابي ن كان في حجر عمر ، أسلم في الخندق ، وخذَّل الناس يومئذٍ ، توفي في آخر زمان عثمان ، ينظر ترجمته في : أسد الغابة ، ابن الأثير : 5/33 ، تقريب التهذيب ، ابن حجر : 2/251 ( 7200 ) .
[27] وهي من النوق السمينة ، وقيل : هي الفتية من الإبل ، المحكم ، ابن سيدة ، مادة ( قلص ) 6/204 .
[28] آل عمران : 165 .
[29] آل عمران : 168 .
[30] آل عمران : 161 .
[31] آل عمران : 173 .
[32] آل عمران : 173 .
[33] تفسير القمي : 1/119 .
[34] تحيَّر : إذا نظر الى الشيء فغشي بصره ، ولم يهتدِ لسبيله ، لسان العرب ، ابن منظور ، مادة ( حير ) : 3/413 .
[35] آل عمران : 181 .
[36] آل عمران : 185 .
[37] الخصال ، الصدوق : 119 ح 108 ، وفيه : عن الإمام السَّجاد j .
[38] آل عمران : 187 .
[39]تفسير القمي : 1/242 ، مجمع البيان في تفسير القرآن ، الطبرسي : 2/334 بتفاوت .
[40] آل عمران : 191 .
[41] الكافي ، الكليني : 3/411 ح 11 ، تهذيب الأحكام ، الطوسي : 2/169 ح 672 عن الإمام الباقر j .
[42] آل عمران : 193 .
[43]آل عمران : 200 .
[44] الكافي ، الكليني : 2/81 ح 81 عن الإمام الصادق j تفسير العياشي : 1/212 ح 180 .
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
بمناسبة مرور 40 يومًا على رحيله الهيأة العليا لإحياء التراث تعقد ندوة ثقافية لاستذكار العلامة المحقق السيد محمد رضا الجلالي
|
|
|