أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-11
![]()
التاريخ: 2024-09-04
![]()
التاريخ: 2023-02-28
![]()
التاريخ: 16-4-2022
![]() |
دور المراهقة هو دور البحث والتقصي، وهذا البحث يحصل على جميع الأصعدة القانونية والسياسية، والمالية، والدينية، فهو يحاول - ومن خلال مشاهدة ما يدور حوله في تلك الدوائر - العثور على النمط المناسب له، وبما يتلائم مع ذوقه ومزاجه، فإن كانت ظروف البيئة مؤاتية وإيجابية فهو يميل في ذلك الاتجاه، والعكس صحيح.
فهناك عدة عوامل اجتماعية وبيئية تؤثر فيه، وتوحي، اليه بمشاعر وتصورات مشجعة على الاعراض عن الدين، وعدم أداء الصلاة، وما نلاحظه عليه من إهمال للصلاة فهو حصيلة الظروف والأسباب التالية:
أ- الهواجس التي تثيرها المذاهب الملحدة وما توجده في النفوس من شك وتردد.
ب - الشعور بأن العلماء والحكام فاسدون، ولا يسيرون في طريق تطبيق تعاليم الدين، وأن الفساد مُستَشرٍ فيهم.
ج- التصور بأن ولاة الدين مراؤون، وأنهم يخدعون الناس، وما هو وأمثاله إلا آلة بأيديهم.
د - الشعور بالتحجر واللامنطقية والجمود في تنسك الأشخاص الذين يكن لهم الاحترام.
هـ- عدم نزاهة الأجواء والبيئة التي يعيش فيها، وهذا ما يخلق لديه الشعور بالانقباض، كانتشار الفساد في الزقاق والشارع.
و - وجود الفاصل المعنوي بينه وبين العناصر الدينية لأسباب وتصورات شتى.
ز - الاعلام المعادي للدين وشيوع فكرة: أن الدين قد غدا اليوم تقليعة قديمة.
ح - الشعور بالتناقض الصارخ بين الدين والحياة، وعدم التطابق بينهما، وتفاهة بعض الأمور العبادية كالصلاة.
هنالك عوامل وظروف كثيرة تؤجج هذه الأسباب والدوافع وتجعلها أكثر قوة وتأثيراً، فقد يكون المراهق نفسه في ظروف تتهيأ له فيها دواعي الاعراض عن الصلاة، فتدفعه تلك الظروف للابتعاد أكثر فأكثر للتملص من أعباء الواجبات، وفي مثل هذا الموقف المتأزم إما أن يعجل في الانزلاق والسقوط، وإما أن تكون الظروف سبباً لتناقص سرعة مسيره نحو مبتغاه.
وكما ذكرنا سابقاً فإن العوامل المساعدة على تأجيج هذه الحالة كثيرة ومن جملتها:
- إيجاد العُقَد وتمهيد أرضية التشاؤم، ورفع عصا التكفير، والصاق وصمة اللادينية بالمراهقين، وعدم الترحاب بهم في الاوساط الدينية، ومواجهتهم بالجفاء والتجاهل.
فهم يأخذونه الى المسجد بمئات من الوعود والاماني، فيواجه هناك وضعاً مغايراً لما كان يتوقع، فتترك عليه هذه المواقف وما شابهها اثارا سلبية، لاسيما وان الاستنارة العقلية ضعيفة لديه، بينما مشاعره جياشة ومتأججة، أضف الى ذلك ميله الطبيعي الى الاستخفاف بنمط الحياة والأمور المتعارفة لدى الناس.
ينبغي أولاً وقبل كل شيء الالتفات الى بعض النقاط الجوهرية كمقدمة للسير في طريق الاصلاح، إن ينبغي التنبيه هنا الى أن إصلاح المراهقين، والقضاء على موجبات قلقهم يستدعي الدخول من نفس الطريق الذي تسللت منه تلك العوامل، فالقضاء على شجرة الفتنة يتطلب أولا اقتلاع جذورها، فإن أفضل طريقة لإزالة الآثار والنتائج المترتبة على مسألة ما هي التعرف على اسبابها الجذرية.
وانطلاقاً من هذه الرؤية، فما دامت جذور الجهل والغفلة والكسل متأصلة في الإنسان، وما دامت العائلة تعيش حالة الفوضى والاهمال، وما دام أصدقاء السوء محيطين بالشخص، وما دامت أجواء المجتمع مضطربة لا استقرار لها، فسيبقى الأمل بالإصلاح ضئيلاً جداً، فالتخطيط لإصلاح المراهقين داخل نطاق البيت والعائلة هو أحد قطبي القضية، أما قطبها الآخر فهو السعي للسيطرة على أجواء المجتمع، وهذان القطبان يؤثران على بعضهما البعض، ويتأثران فيما بينهما، وذلك ناتج عن الطبيعة الإجتماعية لحياة الإنسان.
نحن نعتقد بوجود علاقة بين ظروف الحياة السياسية والاجتماعية للإنسان وبين حياته الفردية والمعنوية، ولعل السؤال التالي يطرح نفسه على أذهان الكثير منا، وهو: ما هي العلاقة بين ارتشاء المسؤول الفلاني، مع ترك الصلاة من قبل الفتى أو الشاب الفلاني؟ وما هي العلاقة بين فساد عالم الدين الفلاني وعدم تدين الشخص الفلاني؟
إننا لا نشك في وجود ترابط بين هذه المواضيع التي تبدو ظاهرياً وكأنها منفصلة عن بعضها البعض، والواقع أن هذا الترابط وثيق جداً، فالدين يؤيد هذا الرأي، وكذلك العلم يقره، فوجهة النظر العلمية ترى أن سلوك الإنسان رهين بعاملين:
١- التفكير: ويحصل في الذهن والنفس، فهنالك يتم التخطيط لكل شيء.
٢- التنفيذ لتلك الفكرة: وهو منوط بالأعضاء والجوارح التي تعمل وفقاً للخطة المسبقة والأوامر الصادرة.
فالتخطيط الفكري يتم على يد العلماء والخبراء، والتنفيذ يجري على يد الولاة والحكام.
وقد ورد عن الرسول (صلى الله عليه وآله) أنه قال قبل 1400 سنة: (صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس، وإذا فسدا فسد الناس: العلماء والأمراء)(1).
_______________________________
(1) الخصال للصدوق: 1 /33 ح12، عنه بحار الأنوار 75 / 336 ح1.
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يقيم ورشة تطويرية ودورة قرآنية في النجف والديوانية
|
|
|