النظرية الخامسة:

تقول بأن اختلاف نمو وسمك الغطاء الجليدي فوق كل من منحدرات جانبي الوادي، لا يرجع الى التباين في كمية ما يصيبها من اشعاع شمسي، وإنما يرجع الى تأثير اتجاه الرياح السائدة. مثال ذلك، حينما تسد الرياح الغربية منطقة معلومة، فإن المنحدرات المواجهة للغرب، أي التي تواجه الرياح، تكون خالية من الثلوج، بينما تكون المنحدرات المواجهة للشرق، مغطاة بغطاء كثيف وفسيح من الثلوج لأنها تكون محمية بسبب موقعها في ظل الرياح.

وتبعا للتباين في معدلات فعل تجوية الصقيع والنقل بالانسياب الارضي في كل من منحدرات جانبي الوادي المتقابلين، تنشأ الاودية اللاتماثلية. يتضح من عرضنا السابق ان مسالة الاودية اللاتماثلية صعبة التفسير والايضاح، وتتباين العمليات التي تؤدي الى تكوينها وتتعقد كثيرا. ولهذا فإنه من الصعب أن نجد تفسيرا أو أسبابا عامة لنشأة كل الاودية، وذلك لاختلاف توجيه اللاتماثلية بالأودية باختلاف المناطق المحيطة بالجيد، وإنما ينبغي دراسة أمثال هذه الوديان والبحث عن أسباب تكوينها في كل منطقة على حدة حسب ظروف تكوينها المحلية.