أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-8-2022
![]()
التاريخ: 25-8-2022
![]()
التاريخ: 27-8-2022
![]()
التاريخ: 28-8-2022
![]() |
- مشاكل الدراسات العليا: تعاني الدراسات العليا بصورة عامة والبحث العلمي بكل أنواعه من مشاكل متباينة بعضها يعود إلى الأنظمة والقوانين والبعض الأخر علمية وأخرى تربوية, وأخرى بشربة, ولغرض تغطية جميع الجوانب سيتم تناول تلك المشاكل بإطار عام وخاص, وكما يأتي:
المشاكل العامة: تواجه الدراسات العليا العديد من المشاكل والتي تكون لها مردودات سلبية على واقع البحث العلمي بشكل عام ونوعية البحوث بشكل خاص, حيث لا ترقى إلى المستوى المطلوب, و تفتقر إلى الكثير من الأسس العلمية ومن تلك المشاكل ما يأتي:
1- عدم توفر المصادر العلمية الحديثة التي يمكن الرجوع اليها للوقوف على المستجدات التي شهدها مجال بحثه, وخاصة المصادر الأجنبية.
2- عدم توفير أدوات الدراسة الميدانية الكافية, وأساليب التحليل الحديثة التي تمكن الباحث من التوصل إلى نتائج دقيقة تصب في هدف البحث.
3- ضعف قدرة بعض الباحثين على التحليل واستخدام أساليب بحث متطورة يساعد استخدامها في تحقيق نتائج حقيقية وواقعية, أن معظم الذين يقبلون في الدراسات العليا لديهم الرغبة في الحصول على شهادة ولكن لا يمتلك القدرة لتحقيق تلك الرغبة وتنعكس أثار ذلك على أداء الباحث وربما يفشل في الحصول على الشهادة, ومن خلال تجربتي في الدراسات العليا طالب ماجستير تم قبوله أربع مرات ولكنه فشل, لأنه يمتلك الرغبة الشديدة ولكن قدرته ضعيفة جدا, وإذا ما استطاع البعض من الاستمرار سيكون باحثا فاشلا في المستقبل.
4- اختيار موضوعات لا تتوفر لدى الباحث رؤية حقيقية عنها, وبعد جمع المعلومات وتحليلها تظهر النتائج بشكل غير مطابق لهدف الدراسة ,وقد يواجه الباحث مشكلة في توفير البيانات الكافية والتي تجعله يعدل عن دراسة بعض العناصر المهمة في البحث, فتكون النتائج بعيدة عن الواقع.
5- اختيار مواضيع براقة يجهلها كل من الباحث والمشرف, وقد تكون في مجالات لم يدرسها الباحث في المراحل الدراسية الجامعية الأولية والعليا , وبهذه الحالة تكون مخالفة لقوانين الدراسات العليا, فاختيار الموضوع يجب أن يكون من ضمن ما يدرس في مراحل الدراسة الجامعية وخاصة الأولية, على سبيل المثال اختيار موضوع في نظم المعلومات الجغرافية, ولكن الطالب لم يدرس نظم المعلومات والمشرف لم تكن لديه دراية بالموضوع أن مثل تلك الحالة يطبق عليها المثل العربي (ضرير يرشد ضرير) والنتيجة محسومة البحث دون المستوى المطلوب, وسيكون خاليا من المحتوى العلمي, حيث يحتاج الاثنان إلى من يوجههما.
6- ضعف دور المشرف في توجيه الباحث, ففي الوقت الذي يكون فيه الباحث بأمس الحاجة إلى توجيهات المشرف وخاصة في المراحل الأولى من كتابة البحث يتخلى الكثير عن طلبتهم ولم يحصلوا منهم على أي توجيه, ويتحمل الباحث كامل المسؤولية والادهى من ذلك عند مناقشة الطالب يتهجم عليه ويحمله مسؤولية الأخطاء التي وردت في البحث وبتنصل من الذنب الذي ارتكبه بحق الطالب, وفي عدة مناقشات يعترف المشرفون انهم لم يرو الرسالة ألا بعد الطبع, وعليه يجب على المشرف أن يؤدي دوره بأمانة لان الأشراف مسؤولية كبيرة قبل أن تكون مقابل ثمن مادي, كما أن البحث يحمل اسمه ولابد من المحافظة على سمعته العلمية.
وقد تكتنف هذا الجانب عدة مشاكل منها ما يأتي:
أ- قلة عدد المشرفين من ذوي التخصصات الدقيقة والمستويات العلمية المطلوبة, حيث يوجد عدد كبير من الأساتذة حاصلين على شهادة الدكتوراه ومرتبة علمية ألا أن معظمهم لا يصلح أن يكون مشرفا لضيق آفاقه العلمية, وقد يكون عالة على الطالب لتوجيهاته غير الصائبة, كما أن المتوفر منهم يشرف على عدد كبير من الطلبة وبالتالي لا يعطي كل واحد منهم الوقت الكافي لمناقشة ما أنجزه وتحديد المشاكل التي تواجه الباحث.
ب- عدم تخصص بعض الأساتذة في مجال البحث, فيكون من الناحية العلمية لا دراية له بمجال البحث الذي يشرف عليه , والمفروض به لن لا يقبل على نفسه الأشراف على بحث الاخيرة له فيه, لذا كل ما يكتبه الطالب يكون مقبولا من قبل المشرف, وكما يقول أحد الباحثين عن مشرفه عندما أعطيه فصلا من البحث يضعه في داخل الطاولة وعندما أعود أليه لمناقشة الجوانب المهمة وما لديه من ملاحظات ففد يكلف نفسه بإخراجه من الطاولة ويعيده لي دون أية ملاحظة, ويقول تكررت معي الحالة في كل الفصول إلى نهاية البحث, والسبب عدم وجود علاقة بين تخصص المشرف وموضوع البحث, كما أن الكثير من المشرفين من الناحية العلمية لم تكن لديه خبرة أو معرفة كافية بأصول البحث العلمي, وربما تكتمل العملية بالناحية الشخصية والثقافية, حيث لا يمتلك البعض من الثقافة والأسلوب الحضاري ما يمكنه من التعامل مع الآخرين بشكل متزن, وخاصة مع الباحث و يجب أن يكون المشرف واسع الصدر ولا ينزعج وبتشنج عندما يلتقي مع الباحث ولا يبخل عليه بتوجيهاته التي يكون طالب البكالوريوس والماجستير بأمس الحاجة لها في بداية عمله.
ج- عدم فهم المشرف لدوره في الأشراف على البحوث: أن الأشراف على البحوث وخاصة في الدراسات العليا ليست عملية منهجية يجب اتباعها من قبل الجميع, بل هي عملية شخصية, وكل مشرف يمارس دوره بأسلوب معين يتميز به عن غيره, ويتوقف ذلك على مدى فهمه لدوره كمشرف على بحث ارتضى لنفسه أن يتحمل مسئوليته, وهي امانه كبيرة وليست عملية شكلية مثل ما يتصورها البعض, وقد اعتاد الكثير من المشرفين أن الباحث يكتب وهو لا يقرأ فقط يوقع فوق اسمه , والمصيبة يشكره الباحث على هذا التوقيع, فالمشرف يتحمل جزء من المسؤولية في أعداد البحث وإذا كان فعلا على مستوى من العلم لا يسمح لنفسه أن يكون اسمه على بحث كله أخطاء وخاصة العلمية منها.
ومن الجدير بالذكر أن بعض المشرفين مستواهم العلمي جيد جدا ألا أنهم يمارسون بعض التصرفات الخاطئة مع الباحثين لأسباب تعود إلى عدم المبالاة في أداء دورهم, أو لكثرة الأعمال التي يقوم بها وخاصة الإدارية التي لا تسمح له بالجلوس مع الباحث ومناقشة الجوانب التي يحتاج الباحث إلى مشورة المشرف فيها, ومما تجدر الإشارة إليه أن دور المشرف يكمن في جانبين هما:
1- الجانب العلمي: يتمثل هذا الدور في توجيه الباحث في جميع مراحل بحثه منذ البداية وحتى النهاية , وتبدأ من أعداد مشروع البحث فيشجع المشرف الباحث على قراءة الكثير من المصادر التي تزيد من فهمه وإدراكه لما سيضمنه عمله وهذا لا يعني التدخل بكل شيء بحيث لا تترك الحرية الإبداع الباحث, فمسؤولية المشرف التوجيه وإبداء الآراء القيمة أو السديدة التي تجنب الباحث من الوقوع في أخطاء, وربما المشاركة في بعض الدراسات الميدانية وقراءة الفصول بشكل جيد وتحديد نقاط الضعف والقوة فيها, كما أن على المشرف أن لا يكن مستبدا برأيه في عدم قبول وجهات نظر الآخرين حتى ولو كانت صائبة, وقد يمنع البعض الباحث من مراجعة ذوي الخبرة والاستفادة من توجيهاتهم, وبعد ذلك نقطة ضعف في المشرف لانه يكون بيروقراطيا في تصرفاته.
2- الجانب التربوي: أن العلاقة بين المشرف والباحث تكون لها انعكاسات أخرى غير العلمية , فقد يتأثر الباحث بسلوك وتصرفات وطريقة تعامل المشرف, وهذا يعني أن الأستاذ الجامعي مدرسة علمية وتربوية ألا انه من المؤسف أن البعض منهم لا يتحسس هذا الدور وبتصرف بشكل أخر وكأنه موظف عادي, فالطالب في الجامعة العين الساهرة على رصد تصرفات كل أستاذ جامعي ابتداءا من ملبسه وكلامه وتصرفاته تجاه الآخرين, وقد يتصرف البعض مع الباحث بتشنج مما يجعله يكره اليوم الذي يلتقي به مع مشرفه لأنه عارف النتيجة مقدما, وعلى العكس من ذلك مشرف أخر يسعد الباحث في لقائه, وقد شبه أحد الأساتذة الأفاضل الأستاذ الجامعي بالسنبلة إذا كانت مملوءة تنحني وإذا كانت فارغة وقفت فارعة, وعليه يجب على المشرف أن يتصرف مع الباحث وفق أسس علمية وثقافية وتربوية بما يضمن زرع الثقة في نفس الباحث وكسبه كصديق وليست علاقة عمل فقط, فكل إنسان يعيش ظروف معينة ويواجه العديد من المشاكل اجتماعية أو اقتصادية أو صحية أو سياسية وغيرها, فيجب على الأستاذ الجامعي أن يراعي ظروف الطلبة , وان يمارس دور العالم النفسي في تشجيع الطالب ورفع معنوياته الغرض تجاوز محنته ومواجهة ظروفه المريرة, أن النصح الذي يسديه الأستاذ للطالب يكون اكثر تأثيرا من الأب أو الأخ أو أي شخص آخر.
7- ثبات عناوين وخطط البحوث, تصر بعض الأقسام أو الكليات أو الجامعات على عدم تغيير عنوان أو خطة البحث بعد تقديمها , وبعد ذلك خطأ كبيرا وذلك لكون العنوان والخطة خاضعان للنتائج التي يتوصل اليها الباحث بعد التحليل, فقد يضطر الباحث إلى تعديل العنوان أو تعديل خطة البحث بما يتناسب والمستجدات التي تم التوصل اليها, وهذا ما يصب في تحقيق نتائج جيدة وربما غير متوقعة تحتاج إلى تعديل في فقرات البحث.
8- عدم قدرة الباحث على توفير البيانات الكافية واستخدام التقنيات الحديثة في التحليل فتكون النتائج غير وافية, وقد يكون للعامل الاقتصادي دور في هذا الجانب, حيث يتطلب تحليل البيانات بواسطة برامج معينة أو تحليل عينات مبالغ كبيرة لا يستطيع الباحث من تحملها, كما تكون مساهمة الجامعة في هذا المجال محدودة, وهذا يمثل قيدا على الإبداع في مجال البحث العلمي ,فربما يحتاج الباحث إ ة معينة غير متوفرة, يفترض بالجامعة أن توفرها له.
9- تعيين اكثر من مشرف للباحث, وقد يكونا على طرفي نقيض في الآراء والتوجهات, وكل واحد منهما يريد أن تكون ملاحظاته هي الأساس, والنتيجة يكون الباحث ضحية صراع الآراء المتضاربة أو المتنافرة.
10- تقسيم طلبة الدراسات العليا على الأساتذة في القسم والمفروض حسب التخصص وإذا لم يتوفر أستاذ مختص في موضوع ما يفترض أن يكون من خارج القسم أو حتى من خارج الجامعة, فالجانب العلمي يتطلب ذلك ألا أن ما يحدث يشرف على بعض البحوث أستاذ غیر متخصص وربما لا تخصص دقيق ولا عام , فماذا تكون النتيجة, وهذا يجعل الباحث يصاب بخيبة أمل العدم توفر القاسم المشترك بينه وبين المشرف, وينحصر دوره في المجال الفني دون العلمي, وكثيرا ما ترتكب أقسام الجغرافيا مثل هذا الخطأ, ويعتبر طلبة الدراسات العليا غنيمة يتقاسمها أساتذة القسم.
11- أنانية بعض المشرفين في عدم السماح للباحث بمراجعة أساتذة آخرين للاستفادة من خبرتهم.
12- عدم توفر مقومات الدراسات العليا في معظم أقسام الجغرافية وذلك لعدم توفر أساتذة أكفاء بدرجات علمية عالية وبكل التخصصات الدقيقة الأساسية , وكذلك عدم توفر مستلزمات الدراسة الأخرى من مصادر ومختبرات ووسائل ومعدات الدراسات الميدانية.
13- تخلف مناهج الدراسة في معظم أقسام الجغرافيا, حيث لا يزال العديد من الأساتذة يكررون على طلبة الدراسات العليا نفس ما يدرس في الدراسة الجامعية الأولية, وبالتالي لم يكن هنالك شيء جديد يضاف إلى ما تلقاه في دراسته سابقا, فضلا عن عدم تدريس التقنيات الحديثة مثل نظم المعلومات والاستشعار عن بعد والتي تعد ذات أهمية كبيرة في الدراسات الجغرافية.
14- وجود عدد من الأساتذة في أقسام الجغرافيا من غير الجغرافيين وهم على درجة عالية من العلم في مجال تخصصهم ألا انهم لا يمتلكون خبرة في المجال الجغرافي, ففي الدراسات الجغرافية يوجد ما يسمى بالبعد الجغرافي أو البعد المكاني, وهذا ما يفتقده غير الجغرافيين, أو ما يميزهم عن غيرهم.
15- تخلف نظم الدراسات العليا في الكثير من الدول وخاصة في الوطن العربي وبشكل لا يتناسب مع التطور العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم ,حيث تعتمد مقررات معينة وتستمر إلى أخر السنة, فيحرم الطالب من مقررات مهمة أخرى, وقد يتم التركيز على مقررات غير أساسية وتترك الأساسية وبالتالي تكون النتيجة واضحة الباحث الذي يحصل على شهادة من تلك الأقسام بالتأكيد ضعيف علميا رغم امتلاك الكثير منهم القدرة العالية ألا أن القصور في نظام الدراسات العليا في تلك الجامعات.
16- فتح الدراسات العليا في الجامعات الخاصة وما تسمى بالأكاديميات والتي تجاوزت الكثير منها على معظم الشروط التي يجب توفرها بطالب الدراسات العليا ومها الاستثناء من المعدل العام في الدراسة الجامعية الأولية, فأصبحت مرتعا للنطيحة والمتردية.
17- فتح الدراسات العليا في معاهد ومؤسسات غیر مرتبطة بجامعات أو وزارات التعليم, وأخذت على عاتقها قبول طلبة في غير تخصصاتهم الأولية وتم منحهم شهادات ما انزل الله بها من سلطان, طب أو علوم عسكرية يمنح تاريخ, جغرافيا أو هندسة يمنح تاريخ أو تخطيط مدن ,هذه في الحقيقة تعد نكسة ووصمة عار في جبين الجهات التي منحت مثل تلك المعاهد هذه الصلاحية, فضلا عن عدم الالتزام بشروط القبول في الدراسات العليا من جميع الجوانب, واصبحت ملاذا آمنا لكل من لم تتوفر فيه شروط القبول في الدراسات العليا في الجامعات الرسمية, وقد أصيب الكثير منهم بخيبة أمل عندما تخرج ولم تعترف الجامعات بشهادتهم, وسببو للدولة الكثير من المشاكل.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|