أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2015
![]()
التاريخ: 18-3-2016
![]()
التاريخ: 18-3-2016
![]()
التاريخ: 18-3-2016
![]() |
لقد تميّز تراث أهل البيت ( عليهم السّلام ) بظاهرة الدعاء تميّزا فريدا في جانبي الكمّ والكيف معا .
فالاهتمام بالدعاء في جميع الحالات والظروف التي يمرّ بها الانسان في الحياة كما قال تعالى : قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ[1] هو المظهر الذي ميّز سلوك أهل البيت عمّن سواهم ، وعلى ذلك ساروا في تربيتهم لشيعتهم .
والمسلمون بشكل عام يلمسون هذه الظاهرة بوضوح في موسم الحج وغيره من مواسم العبادة عند أتباع أهل البيت ( عليهم السّلام ) وشيعتهم .
وتفرّدت أدعية أهل البيت ( عليهم السّلام ) في المحتوى والمقاصد والمعاني التي اشتملت عليها أدعيتهم ؛ فإنّها تفصح بوضوح عن البون الشاسع بينهم وبين غيرهم فأين الثرى وأين الثريّا ؟
وتدلّنا بعض النصوص المأثورة عن الإمام الحسين ( عليه السّلام ) على سر هذا الاهتمام البليغ منهم بالدعاء .
1 - قال ( عليه السّلام ) : أعجز الناس من عجز عن الدعاء ، وأبخل الناس من بخل بالسلام[2].
2 - وجاء عنه أنه كان يدعو في قنوت الوتر بالدعاء الذي علّمه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وهو : اللهم إنك ترى ولا ترى وأنت بالمنظر الأعلى وإنّ إليك الرجعى وإنّ لك الآخرة والأولى ، اللهم إنّا نعوذ بك من أن نذلّ ونخزى[3].
3 - من الأدعية القصيرة المأثورة عنه قوله ( عليه السّلام ) : « اللهم لا تستدرجني بالإحسان ولا تؤدّبني بالبلاء »[4].
وقال في معنى الاستدراج : الاستدراج من اللّه لعبده أن يسبغ عليه النعم ويسلبه الشكر[5].
4 - ومن أدعيته في قنوته : « اللهمّ من آوى إلى مأوى فأنت مأواي ، ومن لجأ إلى ملجأ فأنت ملجاي اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد واسمع ندائي وأجب دعائي واجعل مآبي عندك ومثواي ، واحرسني في بلواي من افتتان الامتحان ولمّة الشيطان بعظمتك التي لا يشوبها ولع نفس بتفتين ، ولا وارد طيف بتظنين ولا يلمّ بها فرج حتى تقلبني إليك بإرادتك غير ظنين ولا مظنون ولا مراب ولا مرتاب ، إنّك أنت أرحم الراحمين »[6].
5 - وله دعاء آخر كان يدعو به في قنوته هو : « اللهم منك البدء ولك المشيئة ولك الحول ولك القوّة ، وأنت اللّه الذي لا إله إلّا أنت جعلت قلوب أوليائك مسكنا لمشيّتك ومكمنا لإرادتك ، وجعلت عقولهم مناصب أوامرك ونواهيك فأنت إذا شئت ما نشاء حرّكت من أسرارهم كوامن ما أبطنت فيهم ، وأبدأت من إرادتك على ألسنتهم ما أفهمتهم به عنك في عقودهم بعقول تدعوك وتدعو إليك بحقائق ما منحتهم به ، وإنّي لأعلم ممّا علّمتني ممّا أنت المشكور على ما منه أريتني وإليه آويتني » .
6 - وله دعاء يسمّى ب ( العشرات ) .
7 - وله دعاء كان يدعو به حين كان يمسك الركن اليماني ويناجي ربّه هو : إلهي أنعمتني فلم تجدني شاكرا وأبليتني فلم تجدني صابرا ، فلا أنت سلبت النعمة بترك الشكر ، ولا أدمت الشدّة بترك الصبر إلهي ما يكون من الكريم إلّا الكرم[7].
8 - وروي أن شريحا دخل مسجد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) فوجد الحسين ( عليه السّلام ) في المسجد ساجدا يعفّر خدّه على التراب وهو يقول : « سيّدي ومولاي ألمقامع الحديد خلقت أعضائي ؟ أم لشرب الحميم خلقت أمعائي ؟ إلهي لئن طالبتني بذنوبي لاطالبنّك بكرمك ، ولئن حبستني مع الخاطئين لأخبرنّهم بحبّي لك ، سيّدي ! انّ طاعتي لا تنفعك ، ومعصيتي لا تضرّك ، فهب لي ما لا ينفعك واغفر لي ما لا يضرّك فإنك أرحم الراحمين »[8].
9 - وكان من دعائه إذا دخل المقابر : اللّهم ربّ هذه الأرواح الفانية والأجساد البالية ، والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة أدخل عليهم روحا منك وسلاما منّي ، وقال ( عليه السّلام ) : إذا دعا أحد بهذا الدعاء كتب اللّه له بعدد الخلق من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة حسنات[9].
10 - ومن دعائه في الصباح والمساء قوله : « بسم اللّه الرحمن الرحيم ، بسم اللّه وباللّه ومن اللّه وإلى اللّه وفي سبيل اللّه وعلى ملّة رسول اللّه وتوكّلت على اللّه ولا حول ولا قوة إلّا باللّه العليّ العظيم . اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجّهت وجهي إليك وفوّضت أمري إليك ، إياك أسأل العافية من كل سوء في الدنيا والآخرة ، اللهم إنك تكفيني من كلّ أحد ولا يكفيني أحد منك فاكفني من كلّ أحد ما أخاف وأحذر ، واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا إنك تعلم ولا أعلم وتقدر ، ولا أقدر ، وأنت على كل شيء قدير برحمتك يا أرحم الراحمين »[10].
وأمّا دعاء عرفة المرويّ عن الإمام الحسين ( عليه السّلام ) فهو من غرر الأدعية المطوّلة والتي تستدرّ الرحمة الإلهية بما تمليه على الإنسان من أسباب الإنابة والتوبة وشموخ المعرفة ، وقد أشرنا إلى مقاطع منه في بحوث سابقة .
وإليك مقطعا آخر من هذا الدعاء :
« الحمد للّه الّذي لم يتّخذ ولدا فيكون موروثا ، ولم يكن له شريك في الملك فيضادّه فيما ابتدع ، ولا وليّ من الذلّ فيرفده فيما صنع ، سبحانه سبحانه سبحانه لو كان فيهما آلهة إلّا اللّه لفسدتا وتفطرتا ، فسبحان اللّه الواحد الحقّ الأحد الصمد الّذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، الحمد للّه حمدا يعدل حمد ملائكته المقرّبين ، وأنبيائه المرسلين ، وصلّى اللّه على خيرته من خلقه محمّد خاتم النّبيّين وآله الطّاهرين المخلصين ، اللّهمّ اجعلني أخشاك كأنّي أراك ، وأسعدني بتقواك ، ولا تشقني بمعصيتك ، وخرلي في قضائك ، وبارك لي في قدرك حتّى لا احبّ تعجيل ما أخّرت ، ولا تأخير ما عجّلت »[11].
[1] الفرقان ( 25 ) : 77 .
[2] بحار الأنوار : 93 / 294 .
[3] كنز العمال : 8 / 82 ، ومسند الإمام أحمد : 1 / 201 .
[4] بحار الأنوار : 78 / 128 .
[5] تحف العقول : 175 .
[6] نهج الدعوات : 49 .
[7] إحقاق الحق : 11 / 595 .
[8] المصدر السابق : 11 / 424 .
[9] مستدرك الوسائل : 2 / 373 الحديث 2323 .
[10] مهج الدعوات : 157 .
[11] بحار الأنوار : 98 / 218 - 219 .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|