كما ذكرنا أعلاه آن معايشة المحرر لوحدها لا تكفي، وكذلك التقاط الأفكار المثيرة والممتازة والقابلة للتحول إلى أحاديث ناجحة لا تكفي هي الأخرى، إذا لم يكن المحرر متمتعاً بعدد من الخصائص والصفات التي تؤكد قدرته على تحويل الأفكار إلى موضوعات واعمال تحريرية صحفية، هي هنا فن الحديث الصحفي ، لذلك ينبغي للمحرر أن يدعم نفسه، وأن يؤكد الاتجاهات التالية كلها في ذاته وأن يضيفها إلى إمكانياته الخاصة:

- أن تكون لديه المقدرة على عرض أفكاره بوضوح ومناقشتها والدفاع عنها واقناع الغير بها.

- أن تتوافر فيه المقدرة على التحول إلى زوايا جيدة للأفكار غير تلك التي عولجت منها موضوعاتها، بحيث تبدو وكأنها جديدة وليست مجري زوايا جديدة فقط.

- أن يمتلك المقدرة على تحويل الأفكار إلى أسئلة عديدة تغطي كل ما يتحدث الناس أو القراء عنه وكل ما يريد من المصدر الواحد أو المصادر المتعددة معرفته.

- معرفة الخطوات التنفيذية التي يمر بها إعداد هذه الأفكار وتنفيذها معرفة مرنة تختلف باختلاف الحديث والموضوع والشخصية.

- أن يدرب نفسه على أن يسأل باستمرار عن ماهية كل شيء يدور أمامه، وحقيقة ما يشهد وأصل ما يسمع وجوهر ما يتتابع من صور، وأن تختلط هذه كلها في ذهنه بأسئلة عديدة، تنمو وتتطور وتؤدي بدورها الى التعود الكامل على السؤال عن طبائع الأشياء وطبيعة الأشخاص وما وراء الأنشطة والتصرفات.

- المقدرة على الاحتفاظ بأفكار أحاديثه لنفسه وعدم تسربها الى الآخرين، إلا للرؤساء الذين تدخل هذه المعرفة في صميم أعمالهم.

- المقدرة على الانتقال السريع بالفكرة إلى حيز التطبيق العملي مع الأشخاص والمصادر الذين يمثلونها أو يعرفون ما يتصل بها أكثر من معرفة غيرهم بها، وكذلك إلى الأماكن والمواقع المختلفة التي يوجد بها هذا التطبيق العملي لفكرته.