أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2016
![]()
التاريخ: 11-9-2016
![]()
التاريخ: 14-1-2016
![]()
التاريخ: 14-1-2016
![]() |
بستان السعادة العائلية جميل جداً فيما لو اعتنينا به من البداية وحتى النهاية، وفيما لو غرسنا فيه النبتة الصالحة فقط، ولم ندخل إليه أي بذور فاسدة. والغرستان الأساسيتان في بستان الأسرة الأم والأب، فهما اللذان ينبتان البراعم الصغيرة، ويغذيانها من أخلاقهما فتكون الثمار صورة عنهما.
الحياة الزوجية إما أن تكون مفعمة بأجواء الحب والعطف والحنان، فتسيطر السعادة على أجواء الأسرة، أو تكون مليئة بالصعاب والمشاكل والهموم، ولا يكون لشيء اسمه الحب إلى هذه العائلة سبيلاً فتجدها فارغة جافة.
والسبب في ذلك يعود إلى الحب الذي لا يمكن أن ينمو ويوصل بصاحبه إلى المطلوب إلا إذا كان الحبيبان متكافئين.
والكفاءة بالدرجة الأولى في العقيدة والإيمان، فالمؤمن كفوء المؤمنة، والمؤمنة دون سواها كفوء المؤمن "المؤمنون بعضهم أكفاء بعض"(1).
ولذلك نجد أن الشريكين الصالحين يدوم الحب بينهما طوال عمرهما بل يزداد، أما الغير صالحين فعادة ما نجد أن الحب لا يستمر بينهما وإن استمر فلا ينمو ويقوى ليوصل إلى المطلوب.
فالحب عماد الأسرة ومحركها وأساسه الصلاح والتقوى والوعي، كالأبوين إذا لم يكونا صالحين فإنهما يحرفان أولادهما عن جادة الفطرة الإلهية، والطريق القويم للوصول إلى الباري عز وجل، وإلى ذلك أشار رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله:
"ما من مولود إلا ويولد على الفطرة ولكن أبواه إما يهودانه أو ينصرانه أويمجسانه*"(2).
وهكذا فلو أردنا دوام الحب والسعادة في الأسرة، وتمنينا أولاداً صالحين يترعرعون فيها، فعلينا الاهتمام بالخطوة الأولى على طريق الزواج وبعبارة أجمل الغرسة الأولى في بستان السعادة وهي اختيار الشريك الصالح والمناسب.
وقد أوصانا بهذا أهل البيت عليه السلام كما جاء على لسان الإمام الصادق عليه السلام:
"إنما المرأة قلادة فانظر ما تتقلد. وليس للمرأة خطر لا لصالحتهن ولطالحتهن، فأما صالحتهن فليس خطرها الذهب والفضة، هي خير من الذهب والفضة، وأما طالحتهن فليس خطرها التراب والتراب خير منها"(3).
شبه إمامنا الصادق عليه السلام في هذا الحديث المبارك المرأة بالقلادة وهي ما يتزين به الإنسان. فالمرأة زينة الرجل وبها يتزين، وإذا اراد ذلك فعليه اختيار أبهى وأفضل وأجمل زينة وهي المرأة الصالحة.
المرأة لا ثمن لها كما قال إمامنا عليه السلام، أما الصالحة منها فهي خير من الذهب والفضة، وأما السيئه فالتراب خير منها.
والزوجة الصالحة من سعادة الرجل كما جاء في الحديث:
"من سعادة المرء الزوجة الصالحة"(4).
وفي حديث آخر يبين قيمة الزوجة الصالحة عند المؤمن وما تمثل له من خير يقول:
"ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراً له من زوجة صالحة"(5).
وينبغي أن لا نغفل عن حرية اختيار الفتاة للشاب الذي تريده وتهواه وقد أعطاهم الإسلام ذلك ولا ينبغي أن تجبر على الزواج ممن لا ترضاه.
فكما أن للرجل الحرية في اختيار زوجته كذلك فللمرأة الحق في البحث عن الحامي والحارس لها، موضع أسرارها وآلامها ومن ثم والد أولادها.. فالمرأة تسلم زمام حياتها إلى زوجها ولذلك أوصى أهل البيت عليهم السلام بالحذر والدقة في تزويج الفتاة فقد جاء في الحديث الشريف:
"إنما النكاح رق، فإذا نكح أحدهم وليدة فقد أرقها، فلينظراحدكم لمن يرق كريمته (ابنته)"(6).
الزوج الصالح لا يمكن أن يظلم زوجته مهما حصل لأنه يحب الله ويطيعه ويخشاه، يرفض الظلم والعدوان وينكره. إن أحب زوجته يحسن إليها وإن لم يحبها يحافظ عليها، ولذلك نجد مولانا الحسن المجتبى عليه السلام قال لرجل أتاه يستشيره في تزويج ابنته:
"زوجها من رجل تقي فإنه إن أحبها اكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها"(7).
من هنا لا بد من البحث وتحري الدقة في اختيار الشريك الصالح والمناسب والذي يعد النبتة والغرسة الأولى، فإن كانت صالحة نما بستان العائلة وازدهر، وإن كانت فاسدة لم يثمر البستان نباتاً طيباً وسوف نقدم للقارىء العزيز والمحترم في هذا الفصل باقة من أهم صفات الزوج والزوجة الصالحة والذي ينبغي على كل من الشاب والفتاة مراعاتها في اختيارهما لشريك حياتهما.
منطلقين من المعين الصافي محمد وأهل بيته الأخيار عليهم السلام.
_______________________________
(1) فروع الكافي ج2.
* أي إما أن يجعلوه يهودياً، أو نصرانياً (مسيحياً) أو مجوسياً.
(2) المصدر السابق.
(3) ميزان الحكمة - الباب 207.
(4) وسائل الشيعة -ج12.
(5) ميزان الحكمة - الباب 207.
(6) المصدر السابق.
(7) المصدر السابق.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|