تعتبر المرافق العامة (البنية التحتية) في المدينة العنصر الثاني والحيوي الذي يخدم المدينة بفعالية ويشمل هذا العامل مرافق المياه والهاتف والكهرباء، والغاز، والصرف الصحي، والنفايات الصلبة، والدفاع المدني (إطفاء الحريق والإنقاذ)..الخ. وحتى الآن، لم توجد المدينة التي تستغني عن مثل هذه المرافق الضرورية والهامة على الإطلاق، ولهذا إذا كانت المدينة في القرن ال 19م لا توجد فيها مرافق المدينة العصرية في القرن ال 21 ميلادي، فلا يعني هذا أن المدينة الثانية تستطيع الاستغناء، ولو عن مرفق واحد فقط، كما كان الحال في المدينة الأولى قبل التقدم العلمي والتقني في القرن العشرين الماضي.

وعليه، فإننا نجد من الصعوبة بمكان للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، سواء بالمدينة أو على مستوى الدولة تحقيق أهدافها التنموية الموضوعة في الخطة الشاملة للدولة أو المدينة، ما لم تتوافر مثل هذه المرافق العامة. ولهذا تقوم السلطات المحلية في كل مدينة بوضع الخطة الرئيسية لها، مع توفير هذه المرافق، كأمر ضروري ولازم لحياة المدينة ومجتمعها الحضري آنيا ومستقبلا.. وأي خلل يطرأ على مرفق الكهرباء أو الهاتف أو مياه الشرب أو المياه العادمة أو طرح النفايات الصلبة، ينعكس سلبا على المدينة ومجتمعها المحلي وغالباً ما يحدث أن تتعرض ماسورة الصرف الصحي للكسر، أو التيار الكهربائي للانقطاع خاصة أثناء العواصف الثلجية في الفصل الماطر، إلا أن أجهزة هذه المرافق تقوم بالإصلاح فورا، لضرورة بقائها سليمة، وتؤدي خدمتها بكل كفاءة لسكان المدينة. وهكذا يقتضي الواجب أن تكون مرافق المدينة العامة صالحة، لتؤدي المدينة الحديثة وظيفتها بكل كفاءة واقتدار بصفة دائمة لمجتمعها الحضري