يتعين على فريق العمل المسئول عن موقع الصحيفة على الوب أن يحدد في مرحلة التخطيط طرق قياس فعالية الموقع في تحقيق احتياجات المنظمة وتوقعاتها، فمواقع الوب تحتاج لمراقبة واختبار وتقييم مستمر للتأكد من عملها بالصورة السليمة وإنجازها لأهدافها المحددة، فإنشاء موقع للصحيفة على شبكة الإنترنت عملية مكلفة وتتطلب تخصيص الموارد اللازمة، ومن ثم تحتاج إلى تقييم لتحديد ما إذا كانت تستحق هذه التكلفة والمجهود أم لا.

ويمكن تسجيل المعلومات الخاصة بزوار الموقع من جمهور القراء والمتصفحين عن طريق برنامج الكمبيوتر الخادم الذي يستضيف الموقع في مقابل أجر، ويمكن لهذه البرامج أن تتبع عدد الزوار الذين دخلوا إلى الموقع خلال فترة زمنية محددة وعدد الصفحات التي طلب الزوار مشاهدتها وغير ذلك من المتغيرات.

ويمكن من خلال تحليل هذه التسجيلات الوصول الى بيانات كمية عن نجاح الموقع، وتوضح هذه التسجيلات أكثر الصفحات شعبية داخل الموقع، كما توضح أنواع برامج التصفح Browsers التي يستخدمها الزوار، وقد تعطي برامج التتبع معلومات عن الموقع الجغرافي لزوار الموقع، وتعتبر هذه المعلومات الأساس للقياس الكمي لنجاح الموقع.

ويتعين على رئيس تحرير موقع الصحيفة Webmaster الاحتفاظ بهذه التسجيلات لتحليلها علي المدى الزمني الطويل، كما يمكن الحصول علي بعض المعلومات التي تحذر من مشاكل التصميم التي قد توجد بالموقع، فمثلاً إذا كان عدد المرات التي يطلب فيها ملفات الصور والرسوم المستخدمة في الصفحة الافتتاحية لموقع الصحيفة أقل بدرجة ملحوظة من نظيرتها لملفات HTML فإن ذلك يعتبر مؤشراً لاختيار عدد كبير من زوار الموقع عدم تحميل الصور والرسوم الموجودة بالصفحة، كما قد يكون ذلك مؤشرا إلى أن عديد من زوار موقع الصحيفة يستخدمون أجهزة مودم بطيئة نسبياً.

ومن ثم فإن جمع البيانات عن استخدام الزوار لموقع الصحيفة يساعد في إجراء التعديلات اللازمة للموقع بحيث يتم تحسينه أو استبعاد المضمون الذي لا يحظى باهتمام عدد كبير من زواره وتطوير المزيد من المضامين لأقسام الموقع التي نجحت في الحصول علي أعلي معدل استجابة من زوار الموقع وحظيت بأعلى معدل مرور من قبل الزوار.

ولكن من ناحية أخري- ومن منظور تسويقي- لا يعتبر عدد مرات زيارة الموقع مقياساً لنجاح الصحيفة الإلكترونية، غير أنه يمكن اعتبار ذلك مؤشراً لعدد مستخدمي الوب الذين لديهم وعي بوجود موقع للصحيفة الإلكترونية على الإنترنت ومؤشراً لشعبية الموقع في مجتمع الإنترنت.

ولا يدل عدد مرات الدخول إلى الموقع على اختلاف الأفراد الذين زاروا الموقع، ومن ثم فإن الاعتماد على العدد الكلي للوصلات Connects بالموقع كمقياس لنجاح الموقع يمكن أن يكون خادعاً وغير موثوق به.

أما بالنسبة لحساب عدد مرات الدخول إلى صفحات محددة بموقع الصحيفة فيمكن اعتباره مقياساً لأكثر أجزاء الموقع فائدة وأهمية بالنسبة لجمهور الموقع، وكما أشرنا فإن هذه المعلومات تساعد على الاستجابة لحاجات زوار الموقع بتغير أو تحديث أو إلغاء بعض صفحات الموقع.

كما أن هناك قياساً أكثر مباشرة لنجاح وجود الصحيفة الإلكترونية على الإنترنت وهو تحليل بيانات الإعلانات والاشتراكات، حيث تقدم المعلومات عن الاشتراكات مواطن الضعف والقوة بالنسبة لموقع الصحيفة على الإنترنت، وتشتمل هذه المعلومات على عدد الاشتراكات بجانب عدد النسخ المنشورة على CD Rooms إن وجدت، مقارنتا بعدد اشتراكات مستخدمي الصحف الإلكترونية المنافسة بالإضافة إلى عدد النسخ المباعة سواء كانت مطبوعة أم إلكترونية على CD Rooms ويلاحظ إن عديد من المواقع الخبرية للصحف الإلكترونية لا يكون هدفها الربح من خلال تواجدها على الوب بقدر رغبتها فقط في التواجد وتقديم معلومات عن الصحيفة.

وتعتبر أراء وملاحظات الزوار مهمة للغاية للكشف عن الأخطاء داخل الموقع.، فعن طريق البريد الإلكتروني وغيره عادة ما يعبر الجمهور عن رأيه في موقع الصحف، كما يقدم المقترحات للتحسينات والتغييرات. ومن خلال رجع الصدى المباشر (التفاعلية) يحصل مسؤولين التصميم في الصحيفة على قياسات كيفية عن أداء مواقع الصحف على الإنترنت.