أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-21
![]()
التاريخ: 11/12/2022
![]()
التاريخ: 2024-11-17
![]()
التاريخ: 24-2-2022
![]() |
لا يخفى على أحد ما للثقافة من أهمية بالغة، وضرورة أساسية في حياة الفرد، وإذا ما قدر لنا ان نجرد هذا الفرد من الثقافة – وهذا غير ممكن، وغير واقع ولا يمكن ان يقع - فإننا بذلك نجرده من إنسانيته، لأن جوهر الإنسانية وروحها يكمن في جوهر الثقافة وروحها، وما الفرد، كإنسان إلا انعكاس وتمثل لهذا الجوهر وهذه الروح بطبيعته الانفعالية والغرائزية والسلوكية – لأن الثقافة بتشكيلاتها العامة، إنسانية تختص بالإنسان وحده، من دون المخلوقات الأخرى . .
ومن هذا التفسير ندرك ان الثقافة بطبيعتها، مكون واسع لا حدود له، ومفهوم شامل يتجاوز حدوده أحياناً إلى ما هو أشمل في حدود الصيرورة الإنسانية، وما هو واقع في سلوك الإنسان وأفعاله، ليستوعب المزيد من التفسيرات والتعريفات والظواهر والاستنتاجات والكشوفات، على الرغم من تحديد سمات الثقافة في أطر محددة وواضحة خلصنا إليها في تفسير الثقافة..
وفي محاولة لتفسير أساسيات الثقافة، وإرجاعها إلى منابعها الأصلية، والانطلاق من هذه المنابع لتعميق أصل الثقافة وصلتها بالحياة، للخروج بتحديد المصادر المرجعية للثقافة، ووضع التصور العام والواضح لسمات (المرجعية الكلية للثقافة)، وهو الغاية الأساسية من بحثنا في هذا الاتجاه.. وقد توصلنا أيضاً إلى صياغة مفهوم (المرجعية الفكرية لثقافة الأطفال) بعد تتبع الأفكار والمفاهيم والمبادئ الأساسية التي وجدت لترعى الطفل، وتهتم بشؤونه، وقضاياه، وما مرت به هذه الأفكار والمفاهيم والمبادئ من انتقالات مهمة في مراحل تطورها المتعاقبة، والتي تشكلت منها قواعد المرجعية الفكرية لثقافة الأطفال ..
قد خلصنا إلى تحديد الإطار العام لمرجعية ثقافة الأطفال، والذي يتحدد من اتجاهين أساسيين، الأول: يختص بالجانب الفكري الذي ينطلق من منظومة القيم والأخلاق والعادات والتقاليد والنظم والأساليب التربوية والإرشادية والتعليمية التي ينشأ على أساسها الطفل، داخل الأسرة، وفي محيط المدرسة، وفي المحيط الاجتماعي الواسع، أما الاتجاه الثاني: فهو يختص بالجانب الجمالي والإبداعي من الثقافة، والذي تمثله منظومة الآداب والفنون بكافة أشكالها وأساليبها المتنوعة، وتتسع له المناقشة في هذا المبحث لإعطاء الصورة الواضحة عن (المرجعية الجمالية لثقافة الأطفال) لكي تتكامل مع الصورة التي توضحت لنا... للخلاصة بذلك إلى النتيجة الواضحة التي توصلنا إلى معرفة المرجعية الكلية التي دفعت (ثقافة الأطفال) إلى الوجود، وعدت أساساً لها ومصدر نشأتها الأول..
وقبل الدخول في هذا المدخل لابد من التمهيد له بمعرفة مستوى التجاوب، والعلاقة الموضوعية المتلازمة بين الاتجاه الأول (الفكري) للثقافة - وهو الإطار الفكري للمرجعية – وبين الاتجاه الثاني (الجمالي) للثقافة – وهو الإطار الجمالي للمرجعية، والمكمل لها في طريق فهمها الكامل، واستيعاب مدلولاتها .
وعليه فان الاتجاه الأول (الفكري) يعد أساساً وقاعدة علمية للاتجاه الثاني (الجمالي) في تعميق صلته الأساسية بالطفل .. إذ ان الاتجاه الثاني (الجمالي) بكل تجسيداته وأشكاله الأدبية والفنية لا يمكن ان يؤدي وظائفه، ويصل إلى معارفه التي تربط صلته الجمالية بجمهوره من الأطفال دون ان يعتمد على مفاهيم الاتجاه الأول (الفكري).. لذلك فان الاتجاه الثاني لا يشط، ولا يذهب بعيداً، في قاعدته العلمية، عن قواعد الاتجاه الأول، بوصفه المرجع الأول لمعرفة الطفل والطفولة، وكيفية التعامل معها ومع خصائصها، إذا أراد ان يكون صادقاً ودقيقاً وناجحاً في تعامله مع الطفل والتجاوب معه..
إذا، فان الاتجاه الأول يعد (مرجعية فكرية ومعرفية) تعين الاتجاء الثاني للوصول إلى خصائص ثقافة الأطفال، أي ان الاتجاه الأول هو منشأ المعرفة العلمية، الذي يسند الاتجاء الثاني ويدعمه بالأفكار والأسس والعوامل الموضوعية والقواعد التي تجعل أساليبه الفنية أكثر انسجاماً مع قدرات الطفل وطاقته الاستيعابية في تلقي الأفكار والقيم على محمل من الجمال الذي يقوده إلى التماهي معها، ومع الأساليب الفنية التي جسدتها بوعي كامل..
وعلى هذا الأساس يمكن ربط الطفل بقيم الثقافة وجمالياتها بعيداً عن أساليب الإقحام والمباشرة التي لا تؤدي إلى إخضاع الطفل إلى قيم الثقافة بشكل إيجابي ومؤثر يحلق بمخيلة الطفل ويدفعها إلى الانسجام الكامل مع القيم المتجسدة فنياً.
من هنا يبرز تداخل الأدب بالثقافة، لان الأدب يبرز قيم الثقافة ويتمثلها في نصوصه وفي لغته الجمالية.
ومن هنا أيضاً يتحدد الاتجاه الجمالي لثقافة الأطفال في أساليب الآداب والفنون المختلفة، والتي تتجسد عادة في مفاهيم عديدة منها ما يعرف بـ (فلكلور الأطفال الشعبي) و(أدب الأطفال) و(مسرح الأطفال) وغير ذلك العمليات الإبداعية الموجهة للأطفال بأساليب وطرق أدبية وفنية متنوعة ومختلفة، كل منها يأخذ أسلوبه وصيغه في التعبير الفني، وفي التجسيد الواضح لقيم الثقافة الخاصة بالأطفال..
ومن بين تلك المفاهيم يبرز مفهوم (أدب الأطفال) كظاهرة أدبية وجمالية واضحة المعالم، استطاعت بأساليبها الفنية المختلفة ان تجسد مختلف الأساليب الأدبية والفنية الأخرى التي انطوت عليها الآداب والفنون المختلفة، قبل ان تبرز كظواهر أدبية وفنية وتأخذ مجالها المتميز إلى وعي الطفل ومفهوم ثقافته. حيث برز (أدب الأطفال) في واقع المجتمعات الإنسانية كتعبير عن الأساليب التعبيرية التي تجسد مجمل الآليات والقواعد التربوية والتعليمية والامتاعية والإرشادية التي تسعى إلى مخاطبة الطفل وشده إلى القيم الثقافية والاجتماعية، وجعله في الطريق الصحيح من القواعد التربوية والتهذيبية، وبهذا الحال فان (أدب الأطفال) أخذ الوظيفة المهمة في التعبير عن ثقافة الأطفال باتجاهاتها القيمية والجمالية، وليكون بهذه الوظيفة المجسد الحقيقي لعوالم الثقافة والتربية ووسيلة من وسائل تعليم الطفل وتنمية قدراته المختلفة..
ولهذا كان أدب الأطفال أسلوباً أساسياً ومهماً لتعزيز ثقافة الطفل، وذلك لقدرته الفاعلة، ودوره المؤثر في غرس المفاهيم والقيم في نفس الطفل، وقد مثل هذا الأدب أساساً لكل الأساليب والمهارات الأدبية والفنية في مخاطبة الطفل، لذلك اعتبر قاعدة لانطلاق مجمل الفنون الأدبية والآثار الفنية التي عنيت بالتوجه للأطفال وقد انتقل ذلك إلى وسائل الاتصال الحديثة منها الانترنت، حيث استثمر أدب الأطفال واهميته في التوجه للطفل.
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يقيم ورشة تطويرية ودورة قرآنية في النجف والديوانية
|
|
|