أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2014
![]()
التاريخ: 2023-09-18
![]()
التاريخ: 2023-06-21
![]()
التاريخ: 2024-05-22
![]() |
ما يُتراءى في القرآن من استعمال بعض اللغات - كالأرض والسماء والاذن والمشيئة والقول ونحوه - في معاني عديدة ، فلا يُخرج لسان القرآن في هذه اللغات عن لسان قوم العرب كما قد يتوهم (1) بل إنّما استعمل في مصاديق المعنى الموضوع له أو فيما يشبهه بنحو ، كما هو الشايع بين عرف الناس أيضاً . فإنهم يستعملون اللفظ الموضوع لمعنى في غير معناه الموضوع له بعلاقة ومشابهة ، كما أن الاستعمالات المجازية كلّها من هذا القبيل .
ومن هنا قلنا إنّ من عمدة وأهم القواعد التفسيرية العامة - المبتني عليها تفسير القرآن واستكشاف مراد الله من آياته - هي القواعد العقلائية المحاورية ، كما أشرنا الى كيفية دخل هذه القواعد في تفسير القرآن في مبحث القواعد التفسيرية من الحلقة الأولى ، وسيأتي تفصيل ذلك في هذه الحلقة .
وأما دعوى أنّ لسان القرآن غير لسان المتفاهم العرفي العام ، وأنّ المخاطب بخطابات القرآن ليس أهل العرف العام ، بل المتعمقون من أصحاب النظر إنّما هو المقصودون من خطاباته - بعد الالتزام بكون القرآن بلسان قوم العرب - كما يظهر من بعض المحققين (2) فلا وجه لها ، بل تنافي ما دل عليه مثل قوله : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم : 4] ، بالتقريب المتقدم منّا آنفاً . وقوله : {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } [الدخان : 58] ، وقوله : {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ... } [القمر : 17] .
ولا ينفع لاثبات الدعوى المزبورة تقسيم مفاد الآيات القرآنية الى مضمون ظاهري سطحي والى مضمون باطني عميق . واختصاص الثاني بالمتعمّقين من أهل النظر ، إذ جُلّ الآيات القرآنية وعمدتها من قبيل الأول ، وهذا هو المراد من المحكمات التي هي أُم الكتاب ، وإلاّ لم يتمكن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أداءِ تكليف تبليغ الرسالة ؛ إذ لم يكن القرآن حينئذٍ بلسان القوم حتى يمكن بيان أحكام الشريعة والحدود والمعارف الالهية لعموم الناس . ولعلّ مراد هذا العَلَم ما ورد في النصوص ، من أنّ للقرآن ظهراً وبطناً ؛ بمعنى أنّ آية واحدة لها ظهرٌ ، وهو الظاهر الذي حجة في مقام المحاورة والتقنين ، وبطنٌ وهو الذي لا يعرفها من المضامين الراقية والمعارف الشامخة ، إلا من خوطب به .
______________________
1. راجع رسالة معرفة لسان القرآن / للشيخ المحقق محمد هادي معرفة ، المطبوع بالفارسية في مجلة البينات ، ج3 ، ص 54 ، وج 4 ، ص 70 .
فإنه ذكر لبعض مفردات القرآن معاني عديدة ، كلفظ " الأرض " المستعمل في الكرة الأرضية ومستوى سطح الأرض والأرض المعمورة ، ولفظ " السماء " في جهة العُلُو والأجرام والكرات السماوية ، ولفظ " القول " في التكلّم والكلام المؤلّف من الكلمات وحديث النفس ومجرّد الاعتقاد ، والالهام ، إبراز الارادة ثم قال :
" در قسمت اول بحث ياد آور شديم كه : شناخت زبان قرآن از شناخت ديگر زبانها جداست وبا اُصول محاوره - اُصول لفظية - كه ديگر سخنها سنجيده مي شود - سخن قرآن راجدا از آن سنجشها بايد سنجيد " .
2. وهو الشيخ محمد هادي معرفة في التفسير الأثري ، ج1 ، ص 56 .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|