أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2016
![]()
التاريخ: 11-4-2016
![]()
التاريخ: 11-04-2015
![]()
التاريخ: 11-4-2016
![]() |
وصلت الأُمّة في انحطاطها في عهد حكم عبد الملك وابنه الوليد وإهمال السنّة والآداب والتعاليم الإسلامية في ذلك العصر، فنحن نعلم أنّ رقعة الفساد المالي والانحطاط الخلقي قد اتسعت منذ حوالي عام 30 هجرية في المجتمع الإسلامي، فراح أشراف قريش الذين كانوا يتمتعون بدخل كبير من خزينة بيت المال ومن عطاء خلفاء عصرهم يجمعون الأموال ويكنزون الذهب والفضة .
وهكذا سادت الرفاهية والارستقراطية واللهث وراء زخارف الحياة وزروقتها في المجتمع الإسلامي.
فقد أثرى الأثرياء ثراءً أكثر واشتروا الضياع والبساتين والجواري والغلمان خصوصاً الجواري اللاّتي رُبِّين للغناء والحفلات الساهرة بعد أن انتشرت مجالس اللهو والمجون والغناء بين الطبقات الأُخرى أيضاً، و قد بلغ هذا التفسّخ
والانحطاط الخلقي ذروته في عهد يزيد لدرجة انّ مدينتيّ مكة والمدينة المقدّستين لم تكونا مصونتين من هذه الظواهر الملوّثة.
كتب المسعودي: وغلب على أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق، وفي أيّامه ظهر الغناء بمكة والمدينة، واستعملت الملاهي، وأظهر الناس شرب الشراب.
وقد استمر هذا الوضع حتى أيّام عبد الملك أيضاً، وأضاف شوقي ضيف ـ بعد أن بيّن ازدياد الفوارق الطبقية والارستقراطية والرفاهية في مكة والمدينة ـ قائلاً:
كأنّ مدينتي الحجاز هاتين بنيتا لأجل المغنّين والمطربين، وقد وصل الحال فيها لأن يرتاد الفقهاء والنساك مجالسهم فضلاً عن الناس العاديّين.
وكان القاضي أبو يوسف يقول لبعض أهل المدينة: ما أعجب أمركم يا أهل المدينة في هذه الأغاني ما منكم شريف ولا دنيء يتحاشى عنها.
وصلت بيئة المدينة حداً من الاهتمام بالغناء بحيث لا ينكره عالمهم، ولا يدفعه عابدهم.
وقد شهد مرة دحمان المغني الشهير عند عبد العزيز المخزومي قاضي يثرب ـ المدينة ـ لرجل من أهل المدينة على رجل من أهل العراق، فأجاز القاضي شهادته وعدله.
فقال له العراقي: إنّه دحمان؟! فقال عبد العزيز: أعرفه ولو كنت جهلته لسألت عنه.
فقال العراقي: إنّه يغنّي ويعلّم الجواري الغناء؟!
فقال القاضي: غفر اللّه لك و لنا، وأيّنا لا يغنّي اذهب ادفع له حقّه.
وكانت تقام في المدينة حفلات الرقص والغناء وربما كانت مختلطة بين النساء والرجال دون أن توضع بينهما ستارة.
و كانت عائشة بنت طلحة تقيم حفلات مختلطة من الرجال والنساء وتغنّي فيها عزّة الميلاء.
وقد آل أمرهم إلى أنّه حينما أرادت إحدى المغنيات المشهورات وتدعى جميلة أن تحج خرج الناس لاستقبالها استقبالاً لم يشاهد مثله في استقبال رجل فقيه ومحدث أو مفسر أو قاض وناسك.
وقد رووا انّ جميلة حجّت وخرج معها من المغنّين مشيّعين وهم من الرجال المشهورين الحذاق بالغناء مثل : هيت، طُويس، الدلاّل، برد الفؤاد، نومةُ الضحى، فند، رحمة، هبة اللّه، معبد، مالك، ابن عائشة، ونافع بن طنبورة، بُدَيح المليح، ونافع الخير ـ و قالوا بلغ عددهم ثلاثين ـ ،و من المغنّيات: الفرهة، عزة الميلاء، حبابة، سلامة، خُليدة، عقيلة، الشماسية، فرعة، بلبلة، لذة العيش، سُعَيدة، والزرقاء. وقد رافقها بعضهم حتى النهاية، ولمّا قاربوا مكة تلقّاهم جماعة من أشراف مكة، ولمّا قدمت المدينة تلّقاها أهلها وأشرافهم من الرجال والنساء وخرجوا من بيوتهم، فوقفوا على أبواب دورهم ينظرون إلى جمعها إعجاباً وشوقاً.
وهذه الروايات توضح لنا جانباً من انحطاط القيم في مجتمع المدينة آنذاك.
إنّ الأشخاص الذين شايعوا جميلة ورافقوها في سفرتها هذه كانوا من كبار المغنّين وأشهرهم في تلك الفترة، فإذا افترضنا انّ لكلّ واحد من المغنّين والمغنيات تلميذاً أو تلميذة يتعلّمان الغناء عليه، ولم نستبعد احتمال وجود مجموعة أُخرى من المغنّين والمغنّيات لم يحضروا مشايعة جميلة، فسنحصل على كم هائل من المغنّين والمغنّيات يصعب التصديق به!!
إذن حينما يصل الوضع الاجتماعي لقبلة المسلمين ومركز الحكم الإسلامي لهذه الدرجة من الانحطاط، فسيكون بإمكاننا تصور الحال التي وصلت إليها مدن دمشق، البصرة، والمدن الكبيرة الأُخرى.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|