أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2019
![]()
التاريخ: 21-4-2019
![]()
التاريخ: 11-2-2019
![]()
التاريخ: 21-4-2019
![]() |
الأصوات الشديدة:
"b"
صوت شفوي شديد مجهور مرقق، ينطق بضم الشفتين، وإقفال ما بين الحلق والتجويف الأنفي برفع الطبق، على حين توجد الذبذبة في الأوتار الصوتية ولقد حرص القراء والنحاة على جهر صوت الباء هذا في كل موضع، أي سواء كان موقعها في أول الكلام، أو في واسطه، أو في آخره، ولذا قرأوا القرآن بإضافة صوت علة بعد كل باء ساكنة مظهرة، وسموا هذه الظاهرة ظاهرة القلقة. أما في اللهجات الحديثة فإن صوت الباء قد يأتي مهموسا في وسط الكلام، إذا تلاه صوت مهموس، وفي آخر الكلام، إذا سبقه صوت مهموس، أو صوت علة طويلة مثال ذلك:
ص91
ويتم تفجير صوت الباء أحيانا من الأنف بدل الشفتين، كحينما تكون الباء في نهاية الكلام، كما في المثالين الآخرين من الأمثلة السابقة، ويتم هذا التفجير الأنفي بإلقاء الشفتين على اتصالهما، ثم فصل الطبق على الجدار الخلفي للحلق فجأة، فيمر الهواء قويا في المجرى الأنفي، ويتم التفجير.
وهذا صوت أسناني لثوي شديد مجهور مفخم، كما ينطق به قراء القرآن في مصر وفي وقتنا الحاضر، وهو بهذا القيد ينطق بوضع طرف اللسان بحيث يلتصق بالأسنان العليا، ومقدمة بحيث يتصل بأصول الثنايا التي تسمى اللثة، ثم إلصاق الطلق بالجدار الخلفي للحلق، ليسد المجرى الأنفي؛ ويتم كل ذلك مع وجود ذبذبة في الأوتار الصوتية.
وإذا تنطق الضاد يرتفع مؤخر اللسان في اتجاه الطبق، وتلك الظاهرة عضلية تسمى الإطباق، ينتج عنها تغير شكل حجرة الرنين، تغيرا يؤدي إلى خلق أثر صوتي معين يسمى التفخيم.
أما الضاد العربية القديمة، فقد وصل إلينا من أوصافها ما يمكن تلخيصه، فيما يلي:
1- النطق الأسناني.
2- الرخاوة.
3- الجهر.
4- الإطباق.
5- التفخيم.
6- الاستطالة؛ وهي نتيجة طبيعية لامتداد اللسان من الأسنان إلى ما يداني الجدار الخلفي للحلق ويسمى التحليق، كما ذكرنا ذلك في موضعه من هذا الكتاب، وهو يوجد في الضاد المصرية الحديثة، وفي كل الأصوات الطبقية، وهي الصاد، والضاد، والطاء، والظاء.
ص92
7- الاستعلاء، وقد نسبه الأقدمون إلا الأصوات المطبقة، وإلى الأصوات الطبقية على السواء، والطبقيات من أصوات الاستعلاء، التي اعترف بها العرب، أي التي يتم نطقها في الطبق هي أصوات الخاء، والغين، والقاف، مع توسع في مدلول الطبق في حالة القاف، حتى يشمل اللهاة باعتبارها قصوى أجزائه، ويظهر كذلك أن الضاد الفصحى، كانت جانبية مع رخاوتها، أي أن الهواء الخارج في نطقها يخرج من جانب اللسان ويحتك به، وهذه الأوصاف مجتمعة تشير إلى ضاد، غير شبيهة بما ننطقه في الوقت الحاضر، وقد حاولنا تمثيل نطق هذه الضاد لطلبة كلية دار العلوم، بناء على مجموع ما أوراده النحاة، والقراء من صفاتها السابقة.
"d"
وصوت الدال صوت أسناني لثوي شديد مجهور مرقق، ينطق بإلصاق طرف اللسان بداخل الأسنان العليا، ومقدمة باللثة، في نفس الوقت الذي يلتصق فيه مؤخر الطبق بالجدار الخلفي للحلق، وتحدث ذبذبة في الأوتار الصوتية، وهو بهذا الوضع يعتبر المقابل المرقق للضاد، التي تنطق في اللهجات المصرية الحديثة، ولكن القراء القدماء يصفونه بأنه المقابل المرقق للطاء القديمة، وسنناقش ذلك عند الكلام على الطاء، ومؤخر اللسان منخفض في النطق بهذا الصوت، وهذا الانخفاض يعطي لحجرة الرنين شكلا مغايرا لشكلها في حالة التفخيم، وتكون النتيجة حينئذ ترقيق الدال.
ومع أن هذا الصوت مجهور في صفته العامة، إلا أنه قد يهمس في بعض المواقع في الكلام العامي، كأن يكون متلوا بصوت مهموس، كما في الكلمة العامية:
ص93
أو مسبوقا بصوت علة طويل كما في كلمة:
أما في العربية الفصحى وفي قراءة القرآن بصفة خاصة فقد حرص القراء على أن يجهروا صوت الدال في كل موقع، وذلك بجعلها من الأصوات المقلقة.
"T"
أما صوت الطاء فأسناني لثوي، شديد مهموس مفخم، كما ينطق به في الفصحى في مصر في أيامنا هذه، ويتم نطقه بإلصاق طرف اللسان بالأسنان العليا من داخلها، ومقدم اللسان بأصول الثنايا "أي اللثة"، ويرتفع مؤخر اللسان في نفس الوقت في اتجاه الطبق، وهذا ما يسمى بالإطباق، ويتأخر قليلا إلى الجدار الخلفي للحلق، وهذا ما يسمى بالتحليق، ويرتفع الطبق حتى يسد المجرى الأنفي.
أما الطاء التي وصفها لنا القراء القدماء، فمهجورة على ما رأوا، وهذا يحتاج إلى قليل من المناقشة، ففي بعض اللهجات العامية المعاصرة صوت من أصوات الطاء، يمكن وصفه بأنه مهموز، ولإيضاح ذلك نقول: إن طرف اللسان ومقدمه يتصلان في نطقه بالثنايا واللثة، ويعلو مؤخر اللسان، ويتراجع إلى الخلف في اتجاه الجدار الخلفي للحلق، ويقفل المجرى الأنفي للهواء الخارج من الرئتين، يخلق اتصال بين الطبق، وبين الجدار الخلفي للحلق، وفي نفس الوقت تقف الأوتار الصوتية، فلا تسمح بمرور الهواء إلى خارج الرئتين، وبذلك تتكون منطقة في داخل الفم والحلق، يختلف ضغط الهواء فيها عنه في الرئتين، وفي الخارج، وفجأة يتم انفصال الأعضاء المتحركة، التي وصفنا اتصالها في وقت معا، فيندفع هواء الرئتين إلى الخارج، يندفع الهواء الخارجي إلى الداخل، فيحدثان بالتقائهما أثرا صوتيا هو صوت الطاء، كالتي تنطق في بعض لهجات الصعيد مثلا، ومعنى كون الطاء مهموزة هنا، أنه صحبها إقفال الأوتار الصوتية حين النطق، فأصبح عنصر الهمز جزءًا لا يتجزأ من نطقها، هذه الطاء مهموسة قطعا؛ لأن إقفال الأوتار الصوتية لا يسمح بوجود الجهر.
ص94
ويرجح عندي أن الطاء العربية الفصحى القديمة، التي وصفها القراء كانت في صوتها، وفي نطقها بهذا الوصف، ثم لغرابة صوتها هلى السمع، أخطأ النحاة والقراء، فجعلوها مجهورة في دراستهم، وجعلوا الدال مقابلا مرققا له، أضف إلى ذلك أن النحاة، والقراء في القديم قد وضعوا قاعدة قياسية، تقول: إن كل صوت إلى أصوات القلقلة مجهور شديد، وهذا ما جعلهم يخطئون الصواب، لا في صفة الطاء فحسب، بل في وصف أصوات مهموسة أخرى بالجهر، كالقاف والهمزة، يقول ابن الجزري(1)، "وأضاف بعضهم إليها "يقصد إلى حروف القلقلة" الهمزة؛ لأنها مجهورة شديدة"، فصوت الطاء الفصحى إذًا أسناني لثوي، شديد، مهموس، مفخم، مهموز.
"t"
صوت أسناني لثوي شديد مهموس مرقق، يتم نطقه بإلصاق طرف اللسان بداخل الثنايا العليا، ومقدمه باللثة، وبتخفيض مؤخر اللسان، وإقفال المجرى الأنفي، وفتح الأوتار الصوتية إلى درجة تمنع الذبذبة أن تحدث، ومن ثم يمتنع وجود الجهر.
وكثيرًا ما يعقب نطق التاء نفخة بسيطة aspiration، وعلى الأخص إذا وليها صوت من أصوات الكسرة، كما في "تين" و"عتيق"، وأقل من ذلك ما يلاحظ أن احتكاكا يتبعها في بعض اللهجات الحديثة، فيجعلها تبدوا صوتا مركبا من شدة تتبعها رخاوة، ويكون أشبه في ذلك الوقت بنطق "تس" أو"ts" لا "ت"، ونسمع بعض نساء القاهرة من أوساط معينة، ينطقن "أختسى" بدل "أختي"، ويجهر الصوت في نطق بعض القاهريين إذا وليه "ز"، كما "يدزحم"، بدل "يتزحم".
"k":
وصوت الكاف طبقي شديد مهموس مرقق، يتم نطقه برفع مؤخر اللسان
ص95
في اتجاه الطبق، وإلصاقه به، وإلصاق الطبق بالجدار الخلفي للحلق ليسد
المجرى الأنفي، وهذه مع فتح الأوتار الصوتية، حتى يكون همس لا جهر، والمقابل لهذا الصوت هو صوت "g"، الذي يدل على نطق الجيم في القاهرة، والقاف في الصعيد.
وقد يجهر هذا الصوت جهرًا خفيفا، إذا وليه صوت الدال كما في:
يكدب: yigdib
وتصحبه نفخة خفيفة aspiration إذا وليه صوت من أصوات الكسرة، كما في كلمة "تأكيد"، وفي بعض اللهجات العربية يتم نطق هذا الصوت نطقا مغورا؛ أي أن مخرجه يميل إلى القرب من منطقة الغار في سقف الفم، كما يسمع في لهجات العراق، وفي لهجة عدن، في مواضع معينة، نحو:
فيك - عليك - حكيم- حكمة.
فهذه الأصوات في لهجة العراق تبدو للسمع، كأنها أصوات مركبة من التاء الساكنة والشين، وهي أقل تغويرا من ذلك في لهجة عدن.
"q":
وهذا صوت لهوي شديد مهموس له بعض القيمة التفخيمية، ولكنه لا يوصف بأنه مفخم، ويتم نطقه برفع مؤخر الطبق، حتى يلتصق بالجدار الخلفي للحلق، ورفع مؤخر اللسان، حتى يتصل باللهاة، وهي الزائدة التي في النهاية الخلفية للطبق، وحتى يتصل كذلك بالجدار الخلفي للحلق، وفي الوقت الذي تنفتح فيه الأوتار الصوتية في وضع تنفس، لا في وضع جهر.
لقد مر بنا أن هذا الصوت من أصوات القلقلة، وأن النحاة والقراء قد أخطأوا في اعتباره مجهورًا لهذا السبب، ومر بنا أيضا أن الطبقية غير الأطباق، وأن النحاة العرب لم يفرقوا بينهما، بل أطلقوا عليها معا اسم "الاستعلاء"، وأن كليهما
ينتج بعض القيمة التفخيمية، ولكن التفخيم لا يتم إلا إذا انضم
ص96
التحليق إلى الأطباق أو الطبقية، والتحليق -كما ذكرنا- سحب اللسان إلى الخلف في نقطة معينة، وهو غير النطق الحلقي، الذي توصف به أصوات العين والحاء.
وصوت القاف لهوي، ومن ثم كان طبقيا لا مطبقا، ويتم معه قرب اللسان من الجدار الخلفي للحلق في نقطة، فوق تلك التي تتصل بها ظاهرة التحليق، ومن هنا لم يكن صوت القاف من الأصوات المفخمة تفخيما كاملا، وإنما كان له بعض القمية التفخيمية، الذي جاء من وجود العنصرين الطبقي، والحلقي في نطقه.
"؟ "
صوت حنجري شديد مهموس مرقق، يتم نطقه بإقفال الأوتار الصوتية إقفالا تاما، وحبس الهواء خلفها، ثم إطلاقه بفتحها فجأة، ويطلق على هذا الصوت عادة الاصطلاح "وقفة حنجرية" Glottal Stop، وتأتي جهة الهمس في هذا الصوت من أن إقفال الأوتار الصوتية معه، لا يسمح بوجود الجهر في النطق. ولكن النحاة والقراء أخطأوا، فعدوا هذا الصوت مجهورا، وهو أمر مستحيل استحالة مادية، ما دامت الأوتار الصوتية مقفلة في أثناء نقطه.
ولكن هذا الصوت قد يأتي مسهلا، أي أن إقفال الأوتار الصوتية، قد لا يكون تاما حين النطق به، بل يكون إقفالا تقريبيا، وفي حالة التسهيل هذه يحدث الجهر، ولكن المجهور حينئذ ليس وقفة حنجرية، بل تضييق حنجري أشبه بأصوات العلة منه بهذا الصوت.
ص97
__________
(1) النشر في القراءات العشر ص203.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|